تونس: القبض على تكفيري بشبهة التخابر مع عناصر إرهابية في بؤر التوتر

TT

تونس: القبض على تكفيري بشبهة التخابر مع عناصر إرهابية في بؤر التوتر

ألقت أجهزة الأمن التونسي المختصة في مكافحة الإرهاب، القبض على عنصر تكفيري يبلغ من العمر 24 سنة ووجهت له تهمة التخابر مع عناصر إرهابية في عدد من بؤر التوتر في ليبيا وسوريا. وأثبتت التحريات الأمنية التي أجرتها قوات الأمن التونسي في مدينة منزل جميل التابعة لولاية - محافظة - بنزرت (نحو 60 كلم شمال العاصمة التونسية)، أن المتهم قد ضبطت لديه مجموعة من وسائل التواصل مع عناصر إرهابية معروفة بسجلاتها الإرهابية لدى أجهزة وزارة الداخلية التونسية. كما عثرت قوات مكافحة الإرهاب لدى المتهم على كتب ذات منحى تكفيري، ومن المنتظر توجيه ملفه الأمني إلى القطب القضائي لمكافحة الإرهاب بغرض إجراء المزيد من التحريات الأمنية والقضائية في التهم الموجهة إليه، علاوة على الكشف عن إمكانية مشاركته في عمليات إرهابية سابقة عرفتها تونس خلال السنوات الماضية.
يذكر أن مراكز البحث المختصة في التنظيمات الإرهابية قد توقعت في عدد من الدراسات وجود ما بين 300 و400 خلية إرهابية نائمة وهي التي تمثل «الحاضنة الاجتماعية» للعناصر الإرهابية الخطيرة المتحصنة في الجبال الغربية للبلاد وهذه الخلايا الإرهابية على استعداد لتقديم المساعدة المالية واللوجيستية لتلك التنظيمات، وهذا ما تأكد من خلال الاعترافات التي قدمتها عدة عناصر تكفيرية إثر إلقاء القبض عليها. وفي السياق ذاته، أكد مختار بن نصر رئيس اللجنة التونسية لمكافحة الإرهاب (لجنة حكومية) أن الوضع الأمني في تونس مستقر، وهو بحالة طيبة على حد قوله، غير أن مواصلة استمالة الشباب للالتحاق بالتنظيمات الإرهابية، وتهديد الإرهاب لأمن تونس واستقرارها ما زال متواصلاً، وهو ما يتطلب تأهباً أمنياً ومجتمعياً بنفس طويل. وكانت هذه اللجنة ذاتها، قد جمدت منذ شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من سنة 2018. أموالاً وأرصدة بنكية تعود ملكيتها إلى عدد من العناصر والتنظيمات الإرهابية، وبلغ عدد تلك القرارات التي أصدرتها نحو 123 قراراً في محاولة من السلطات التونسية لتضييق الخناق على العناصر الإرهابية ومختلف الأنشطة المرتبطة بالإرهاب وتنفيذ ما تضمنته استراتيجية منظمة الأمم المتحدة في مكافحة الإرهاب.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.