تحقيقات في بروكسل وباريس حول تسفير أشخاص إلى مناطق الصراعات

رغم الإعلان عن سقوط «داعش»... محاولات التجنيد مستمرة

TT

تحقيقات في بروكسل وباريس حول تسفير أشخاص إلى مناطق الصراعات

لعبت الصدفة دورها في الكشف عن استمرار محاولات تجنيد وتسفير أشخاص إلى مناطق الصراعات تحت راية ما يطلقون عليه «الجهاد»، بعد أن يقع هؤلاء الصغار في السن في براثن الفكر المتشدد». ويأتي ذلك رغم مرور فترة من الوقت، على الإعلان عن سقوط تنظيم داعش في سوريا والعراق، والحديث مستمر عن معسكرات الإيواء ومعاناة النساء والأطفال من عائلات «الدواعش» أي من المقاتلين الذين سافروا من دول مختلفة للقتال ضمن صفوف التنظيم الإرهابي. فقد جرى الإعلان في بروكسل أمس الخميس، عن اكتشاف محاولة من جانب شخص فرنسي يعيش في باريس لتسفير بلجيكيتين إحداهن فتاة عمرها 18 عاما وأخرى 15 عاما إلى سوريا». وأكد مكتب التحقيقات الفيدرالي البلجيكي ما نشرته وسائل إعلام عن القبض على شاب فرنسي في باريس عمره 29 عاما، حاول إقناع فتاتين من بلجيكا بالسفر إلى سوريا بحجة المشاركة فيما أسماه الجهاد بينما جرى تسليم الفتاتين إلى بلجيكا للتحقيق معهما». وتعود الواقعة إلى يوم الجمعة الماضي ولعبت الصدفة دورها في الكشف عن الأمر، حيث تلقت الشرطة الفرنسية بلاغا بوجود صخب ونقاشات حادة بأحد المباني في المنطقة التاسعة بالعاصمة الفرنسية، وعندما وصل رجال الشرطة وجدوا فتاة بلجيكية في الثامنة عشرة من عمرها، ومعها شابان آخران جاءا من بلجيكا وهم في نقاش حاد مع رجل فرنسي 29 عاما، وأبلغت الفتاة، 18 عاما، رجال الشرطة أنها حضرت برفقة صديقتها 15 عاما إلى باريس لزيارة رجل تعرفت عليه، ولكن الأخير تحدث معهما حول إمكانية سفرهما إلى سوريا، للمشاركة في القتال وبعدها قام بحبس الفتاة الصغيرة وتقييدها في قبو في أسفل الدور الأرضي للمنزل، ولكن الفتاة 18 عاما وهي من منطقة فلاندرا البلجيكية نجحت في الاتصال بعائلة صديقتها وحضر بالفعل شقيقها وشخص آخر من العائلة لمحاولة إعادة الفتاة الصغيرة إلى بلجيكا». وبالفعل عثرت الشرطة على الفتاة في القبو وهي مكبلة وجرى اعتقال الشاب الفرنسي، وخضع للتحقيق في ملف له صلة بمحاولة تجنيد أشخاص وحبس فتاة قاصر، ولكن عادت السلطات وأطلقت سراحه يوم الاثنين الماضي بينما قامت شرطة باريس بتسليم الفتاتين إلى الشرطة البلجيكية». وقبل أيام جرى الإعلان في بروكسل عن وصول الطائرة، التي أقلت ستة أطفال من أبناء الدواعش، وافقت الحكومة البلجيكية على إعادتهم من مخيمات إيواء نساء وأطفال الدواعش، والتي تخضع لإشراف الأكراد بالقرب من الحدود بين سوريا والعراق.



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.