جيمي داي... مدرب إنجليزي يسعى لجعل كرة القدم أكثر شعبية من الكريكيت في بنغلاديش

جيمي داي قضى العام الماضي في إعداد بنغلاديش لتصفيات كأس العالم
جيمي داي قضى العام الماضي في إعداد بنغلاديش لتصفيات كأس العالم
TT

جيمي داي... مدرب إنجليزي يسعى لجعل كرة القدم أكثر شعبية من الكريكيت في بنغلاديش

جيمي داي قضى العام الماضي في إعداد بنغلاديش لتصفيات كأس العالم
جيمي داي قضى العام الماضي في إعداد بنغلاديش لتصفيات كأس العالم

قاد المدير الفني الإنجليزي جيمي داي منتخب بنغلاديش لكرة القدم في معسكر تدريبي في كل من كوريا الجنوبية وإندونيسيا وكمبوديا وتايلاند خلال الاثني عشر شهراً الماضية، وهو الأمر الذي قد يبدو للبعض وكأنه نزهة لهذا «الرحالة» الإنجليزي، لكن داي يتعامل مع الأمر بمنتهى الحزم والجدية من أجل تطوير كرة القدم في هذه الدولة التي تعشق لعبة الكريكيت.
وخلال معظم فترات العام الماضي، كان داي يقيم في العاصمة البنغالية دكا، التي تعد واحدة من أكثر المدن ازدحاماً وكثافة بالسكان في العالم، من أجل إعداد فريقه للتصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2022. والتي بدأت أمام لاوس - التي تحتل المركز 184 في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، متقدمة بأربعة مراكز عن بنغلاديش. وتأهل منتخب بنغلاديش إلى الدور الثاني بعدما تعادل مع لاوس دون أهداف في مباراة العودة، بعد أن كانت مباراة الذهاب قد انتهت بفوز بنغلاديش بهدف دون رد.
يقول داي: «دائماً ما ترتبط بنغلاديش بلعبة الكريكيت. لا تفهموني خطأ، فهي لعبة رائعة، لكن ما رأيته هناك يجعلني أقول إن كرة القدم لديها القدرة على أن تحظى بشعبية أكبر في هذا البلد. إنهم يعشقون كرة القدم، لكنهم لم ينجحوا فيها من قبل. لقد ذهبت لمشاهدة مباريات الكريكيت في بنغلاديش وكان عدد الحضور الجماهيري يصل إلى ما يتراوح بين 20 ألف و30 ألف مشجع، لكن عندما نلعب مباريات كرة القدم يصل عدد الحضور الجماهيري إلى ما يتراوح بين 30 ألف و40 ألف مشجع، وهو ما يعكس شعبية كرة القدم في هذا البلد».
ويضيف: «إذا واصلت تحقيق الفوز، مثل أي لعبة أخرى في عالم الرياضة، فإن المزيد من الناس سيحضرون ويتابعون المباريات. أعتقد أن كرة القدم ربما تحظى بشعبية أكبر من الكريكيت في بنغلاديش، لكن في الوقت الحالي ربما تكون الكريكيت في وضع أفضل لأنها تحصل على دعم أكبر وتحصل على استثمارات مالية أكبر من حقوق الرعاية، وأشياء أخرى من هذا القبيل».
وبعد توليه مهمة تدريب منتخب بنغلاديش في شهر مايو (أيار) الماضي، أمضى داي 14 أسبوعاً في تطبيق نظام تدريبي جديد. وكانت مهمته الأولى تتمثل في تغيير النظام الغذائي للاعبين الصغار في السن، حيث منعهم من تناول الخبز وأطعمة الكاري والدال المحلية. يقول المدير الفني الإنجليزي، البالغ من العمر 39 عاماً والذي بدأ مسيرته الكروية مع نادي آرسنال: «لقد كانت تجربة رائعة. لقد شاركنا في دورة الألعاب الآسيوية، والآن نحن نشارك في التصفيات المؤهلة لكأس العالم ومن المحتمل أن نلعب أمام أستراليا واليابان، وهو شيء طالما حلمت به عندما كنت أتولى تدريب فرق في دوريات صغيرة. نحن واقعيون، لكن الوصول إلى مرحلة المجموعات واللعب أمام مثل هذه المنتخبات الكبيرة سيكون إنجازاً لا يصدق بالنسبة لبنغلاديش».
وقبل توليه مسؤولية تدريب منتخب بنغلاديش، كان داي يعمل مساعداً للمدير الفني لنادي بارو، الذي يلعب في دوري الدرجة الخامسة بإنجلترا، كما كان متدرباً سابقاً في بداية فترة عمل المدير الفني الفرنسي آرسين فينغر مع نادي آرسنال. يقول داي: «لم أكن لأنضم أبداً للفريق الأول بنادي آرسنال، لأن إيمانويل بيتي وباتريك فييرا كانا يلعبان في نفس مركزي».
ولعب داي في صفوف المنتخب الإنجليزي للشباب أمام البرازيل بقيادة رونالدينيو، قبل أن ينتقل لنادي دوفر أثليتيك، من نادي بورنموث الذي لعب له تحت قيادة المدير الفني إدي هاو ومساعده جيسون تيندال. وبالطبع كان الطقس في هذه الأيام يختلف تماماً عن الطقس شديد الحرارة في بنغلاديش.
يقول داي عن ذلك: «إننا نتدرب عند الساعة السادسة والسابعة صباحاً والساعة الخامسة مساءً لكي نتغلب على هذا الأمر. وعلاوة على ذلك، فإن الصرف ليس جيداً بما يكفي، لذا عندما تمطر السماء فإن المياه تغمر كل مكان. وهناك ازدحام مروري كبير، لدرجة أن الأمر قد يستغرق ساعة كاملة لكي تقطع مسافة ميلين فقط - ويمكنك أن تقود سيارتك على الطريق أن تواجه ثلاث أو أربع سيارات قادمة من الاتجاه المعاكس. إنها مدينة مزدحمة للغاية ويمكن أن يكون من الصعب للغاية أن تسير في الشارع». وتزداد هذه المهمة صعوبة عندما يوقف السكان المحليون داي ويطلبون منه الحصول على صور تذكارية وسط الزحام الشديد في دكا.
يقول داي: «الأمر مختلف تماماً عن إنجلترا، حيث لا يعرفني أحد هناك. ونظراً للاهتمام الإعلامي الكبير بكرة القدم في بنغلاديش، فإن الناس يعرفونني بشكل جيد ويريدون الحصول على صور تذكارية معي، لكني في الحقيقة أستمتع بهذا الأمر». لكن الجزء الأصعب في هذه الوظيفة يتمثل في ابتعاد داي عن زوجته، كيلي، وأبنائه الأربعة، هاري ولويس وجيسي وتايلر. يقول داي: «ربما أرى الأطفال كل أربعة إلى ستة أسابيع، وهو أمر غير مثالي، لكن في كرة القدم يتعين عليك تقديم تضحيات في بعض الأحيان. وفي بعض المراحل، يكون من الجيد بالنسبة لهم مشاهدة بعض المباريات، وسيكون من الرائع بالنسبة لهم المرور بنفس التجارب التي مررت بها أنا شخصياً».
ولدى داي إصرار كبير على تحسين البنية التحتية لكرة القدم في بنغلاديش، ويعترف بأنه لا يوجد تخطيط مناسب في بعض الأحيان. ويقول: «لقد اتجهنا للإقامة في الفنادق ولم يكن لدينا ما يكفي من غرف النوم للاعبين، وفي بعض الأوقات لم يكن لدينا ما يكفي من الملابس الرياضية، وفي بعض الأحيان لم نتمكن من التدريب لأنه لم يتم قطع العشب في الملاعب. إنها مجرد أشياء صغيرة، لكنها تؤثر عندما تضاف إلى بعضها بعضاً. لقد كنا ذات مرة في الحافلة واضطررنا إلى النزول لأن السائق لم تكن لديه رخصة قيادة.
وفي مرة أخرى، خرجنا من المطار ووقفنا في الشارع وطلب اللاعبون سيارات أجرة لكي تأخذهم إلى أنديتهم من المطار. لم يكن هذا خطأ الاتحاد البنغالي لكرة القدم، الذي قيل له إن كل الأمور على ما يرام، لكن من الواضح أن الأمور لم تكن كذلك بالمرة. لقد كان الأمر محبطاً في ذلك الوقت، لكن عندما تنظر إلى الوراء تضحك على ما حدث».
ويقول داي، الذي ولد في حي سيدكب بجنوب شرقي العاصمة البريطانية لندن، إن لاعبي فريقه، الذين يلعبون جميعاً في بنغلاديش، يفهمون 70 في المائة من تعليماته باللغة الإنجليزية، ولذا فإنه يستعين بمترجم. ويعترف داي بأن «الأبواب يمكن أن تُغلق بسرعة كبيرة في إنجلترا بعد تجربة واحدة سيئة»، مشيراً إلى أنه يستمتع بفرصة إثبات نفسه على الساحة العالمية والعمل على إسعاد شعب يصل تعداد سكانه إلى نحو 170 مليون نسمة.


مقالات ذات صلة

أموريم: يونايتد سيتحسن في المستقبل

رياضة عالمية روبن أموريم المدير الفني الجديد لفريق مانشستر يونايتد (رويترز)

أموريم: يونايتد سيتحسن في المستقبل

أبدى روبن أموريم، المدير الفني الجديد لفريق مانشستر يونايتد، رضاه عن أداء فريقه رغم تعادله 1 / 1 مع مضيفه إبسويتش تاون.

«الشرق الأوسط» (إبسويتش)
رياضة عالمية كيليان مبابي سجل هدفا في فوز ريال مدريد على ليغانيس (أ.ف.ب)

«لا ليغا»: مبابي وبلينغهام يقودان ريال مدريد لفوز ثلاثي على ليغانيس

أنهى كيليان مبابي صيامه عن التهديف بتسديدة قوية وسجل لاعب الوسط جود بلينغهام هدفاً بضربة رأس ليفوز ريال مدريد 3-صفر على ليغانيس.

«الشرق الأوسط» (ليغانيس)
رياضة عالمية لوكاكو يسجل هدف الفوز لنابولي في مرمى روما (أ.ب)

«الدوري الإيطالي»: نابولي ينفرد بالصدارة بهدف لوكاكو

فاز نابولي بهدف دون رد على ضيفه روما الأحد، سجله روميلو لوكاكو في الشوط الثاني ليمنح فريقه النقاط الثلاث وصدارة دوري الدرجة الأولى الإيطالي.

«الشرق الأوسط» (نابولي)
رياضة عالمية مانشستر يونايتد تعادل 1 - 1 مع مضيفه إبسويتش تاون (د.ب.أ)

«البريميرليغ»: إبسويتش يفرض التعادل على يونايتد في مستهل حقبة أموريم

اكتفى مانشستر يونايتد بالتعادل 1 - 1 مع مضيفه إبسويتش تاون في أول مباراة يخوضها الفريق الضيف بقيادة المدرب البرتغالي روبن أموريم.

«الشرق الأوسط» (إبسويتش )
رياضة عربية يونس علي مدرب الريان القطري (نادي الريان)

مدرب الريان: طوينا صفحة الخسارة ونرغب في التقدم بنخبة آسيا

قال يونس علي، مدرب الريان القطري، إن فريقه طوى صفحة الخسارة أمام الشمال في دوري نجوم قطر.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.