ابن عم سلطان هاشم وزير الدفاع في عهد صدام: نتابع أخبار إطلاق سراحه عبر الإعلام

الحمد قال لـ {الشرق الأوسط} إنهم سينقلونه بعد إخلاء سبيله إلى طرطوس حيث زوجته وأولاده

سلطان هاشم وزير الدفاع في عهد صدام
سلطان هاشم وزير الدفاع في عهد صدام
TT

ابن عم سلطان هاشم وزير الدفاع في عهد صدام: نتابع أخبار إطلاق سراحه عبر الإعلام

سلطان هاشم وزير الدفاع في عهد صدام
سلطان هاشم وزير الدفاع في عهد صدام

تتابع عائلة سلطان هاشم أحمد، وزير الدفاع العراقي في عهد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، أخبار إطلاق سراحه بعد أكثر من 10 سنوات من السجن لدى السلطات العراقية، عبر وسائل الإعلام، تماما مثل الآخرين، حسبما يؤكد ابن عمه محمد علي حامد الحمد، الذي لا يزال مقيما في مدينة الموصل، مشيرا إلى أنهم «سعداء ومتفائلون بالأخبار التي تحدثت عن قرب إطلاق سراح ابن عمي وزوج شقيقتي أبو أحمد (سلطان هاشم)»، شاكرا «الشرق الأوسط»، «لأنها اهتمت كثيرا بهذا الموضوع وهي أول جريدة نشرت هذه الأخبار الطيبة».
ولم يكن من السهل العثور على أحد أفراد عائلة سلطان هاشم؛ إذ إن جميع أفراد عائلته خارج العراق، وبعد سلسلة من الاتصالات أمكن الوصول إلى واحد من أقربائه المقربين جدا منه، الذي أوضح: «أنا ابن عمه الوحيد؛ أي إن والده ووالدي شقيقان، وأنا خال أبنائه، وأقيم في العراق»، مشيرا إلى أن زوجة وزير الدفاع السابق وأبناءه «مقيمون منذ أن جرى سجنه في طرطوس بسوريا».
الحمد، قال في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «آخر اتصال تلقيناه من أبو أحمد كان قبل 10 أيام ليبلغنا بموافقة الحكومة على مقابلة عائلته؛ أي إن المقابلة للنساء فقط، شقيقتي (زوجة سلطان هاشم) وابنتيه، وبعض نساء العائلة من بنات العم، إلا أنني أخبرته بأن ظروف بغداد الأمنية صعبة للغاية، ونخشى على النساء من التوجه إلى هناك، ونحن حركتنا محدودة في الموصل بسبب وجود (داعش)، ولا نستطيع حاليا نقل عائلته من طرطوس إلى بغداد أو إلى الموصل ثم بغداد، وقد تفهم الأمر، وقال: إذا كان الموضوع هكذا فلا تأتي بهم»، مشيرا إلى: «إننا كنا نتمنى أن تكون الزيارة مختلطة أو أن يسمحوا لنا نحن الرجال أيضا بزيارته، ولكننا ذهبنا إليه وتحملنا المخاطر».
وأوضح الحمد أن «عائلة سلطان هاشم، زوجته و5 من أبنائه: أحمد، ومحمد، وعمار، وخالد، وحسين، مع ابنتيه، انتقلوا إلى طرطوس تحت رعاية أبناء شقيقه أبو أحمد، الذين لهم شركة نقل بضائع هناك، وهم يعيشون من مالهم الخاص وبدعم من أبناء شقيقته وأبناء العمومة؛ أي لا ترعاهم الحكومة السورية أو أي حكومة، ولا تقدم لهم الحكومة العراقية أي دعم مادي أو راتب تقاعدي»، مضيفا: «اتصلت أمس بزوجته وأبلغتها بأن هناك أملا في إطلاق سراح زوجها، وقالت إنها تتابع الأنباء عبر وسائل الإعلام، والصحافة، والتلفزيون، ومتفائلة خيرا بهذه الأخبار»، وقال: «نحن حالنا حال بقية الناس، نتابع الأنباء عبر أجهزة الإعلام، ولم تبلغنا الحكومة بأي شيء».
وحول وضع سلطان هاشم في السجن، قال ابن عمه: «كانت آخر زيارة قمت بها له قبل 5 أشهر، وكان قد طلب كراسي ليجلسوا عليها في الحديقة، هو، وطارق عزيز، وحسين رشيد التكريتي، معاون رئيس أركان الجيش في عهد صدام حسين، وإياد فتيح الراوي، قائد عسكري سابق، وقد وافقت إدارة السجن على إدخال 50 كرسيا اشتريتها من بغداد، كما أدخلنا أطعمة معلبة مثل الأجبان، والسمك (سردين)، واللحوم، وخبز السليمانية (المجفف)؛ إذ إن إدارة السجن لا تسمح بإدخال اللحوم غير المطبوخة»، منوها إلى أن «صحة أبو أحمد (سلطان)، والتكريتي، والراوي، جيدة باستثناء طارق عزيز الذي بدا متعبا جدا، ومشلولا، وقد التقيتهم جميعا لأنهم يجلسون سوية».
وأضاف ابن عم سلطان هاشم، قائلا: «هناك غرف مخصصة لكل اثنين من السجناء، وأبواب هذه الغرف تفتح الساعة السابعة صباحا، وتغلق عند منتصف الليل، وهم يلاقون معاملة حسنة ومحترمة من قبل إدارة السجن، وتتوافر لديهم ثلاجات وغسالات ملابس»، موضحا أن «الزي الذي يرتديه (سلطان) هو سروال وقميص رصاصي اللون، نحن جهزناهما له بعد أن خاطهما خياط خاص، وعلى مقاسه وحسب طلبه هنا في الموصل»، مشيرا إلى أن السجناء مع سلطان هاشم «يتابعون برامج تلفزيون الفضائية العراقية (الرسمية) فقط».
وقال الحمد «كنا نتوقع إطلاق سراح ابن عمي سلطان هاشم منذ سنوات، لأنه لم يخن العراق، وليس متهما بجرائم، فهو قائد عسكري وكان ينفذ الأوامر العسكرية العليا، وعندما سلم نفسه للقائد الأميركي ديفيد بيترايوس وعده الأميركان بإطلاق سراحه بعد 4 أيام، لكنهم سلموه للسلطات العراقية التي قدمته إلى المحكمة»، مشيرا إلى أن »عائلته لم تتوقع يوما أن يجري تنفيذ حكم الإعدام به».
وعما إذا سيبقى سلطان هاشم في العراق إذا جرى إطلاق سراحه، أو سيغادر إلى بلد آخر، قال ابن عمه «لا أعتقد بأنه سيبقى في العراق، فالظروف الأمنية ليست جيدة، وخصوصا في مدينتنا الموصل، وفي الغالب سيغادر إلى طرطوس ليعيش مع عائلته، وهذا سيعتمد على إجراءات الحكومة التي صادرت جواز سفره»، مشيرا إلى «أننا نعرف طرطوس جيدا وعائلته تعامل هناك باحترام، وهي مدينة آمنة للغاية، ومنذ سنوات ونحن نتنقل ما بين الموصل وطرطوس، ولنا مصالح هناك، ولا أعتقد بأن الحكومة السورية ستعترض على إقامة سلطان هاشم فوق أراضيها».
من جهته، أوضح أحد قضاة محكمة الجنايات العراقية الخاصة التي تشكلت عام 2003 بدعم من الإدارة الأميركية، والتي جرى إلغاؤها بعد محاكمة أركان النظام السابق، أن «إطلاق سراح سلطان هاشم أحمد، وطارق عزيز، يتطلب إصدار قرار عفو عام، وإلا فإنه، وحسب الدستور العراقي، لن يستطيع أي شخص، ومهما كانت صفته، إطلاق سراحهما»، وأضاف القاضي الذي فضل عدم نشر اسمه، قائلا لـ«الشرق الأوسط» ببغداد، أمس، إنه «وفقا للمادة الـ73 من الدستور العراقي، فإنه ضمن صلاحيات رئيس الجمهورية، وفي الفقرة (أولا): إصدار العفو الخاص بتوصية من رئيس مجلس الوزراء، باستثناء ما يتعلق بالحق الخاص، والمحكومين عليهم في ارتكاب الجرائم الدولية، والإرهاب، والفساد المالي والإداري»، مشيرا إلى أن «أحمد وعزيز جرت محاكمتهما لارتكابهما جرائم دولية»، وأضاف قائلا، إن «الفقرة (ثانيا) من المادة 27 من قانون المحكمة الجنائية العليا المختصة بالجرائم ضد الإنسانية رقم (1) لسنة 2003 التي حكمت على أحمد وعزيز بالإعدام تقول: (لا يجوز لأية جهة كانت بما في ذلك إعفاء أو تخفيف العقوبات الصادرة من هذه المحكمة وتكون العقوبة واجبة التنفيذ بمرور 30 يوما من تاريخ اكتساب الحكم أو القرار درجة البتات)».
ونوه القاضي الذي عمل في المحكمة الجنائية العليا، الملغاة، إلى أنه «من الممكن إطلاق سراح أي سجين محكوم بقرار عفو عام على أن يستثني هذا القرار بعض الجرائم، وخصوصا الإرهابية، والقتل العمد، والفساد، وإلا فإنه سيجري إطلاق سراح كل السجناء، وهذا ما سيحدث على حد علمي من أجل إطلاق سراح أحمد وعزيز».



وزير يمني ينفي توقف تصاريح السفن إلى ميناء عدن

سفينة شحن أميركية راسية في ميناء عدن (أرشيفية - رويترز)
سفينة شحن أميركية راسية في ميناء عدن (أرشيفية - رويترز)
TT

وزير يمني ينفي توقف تصاريح السفن إلى ميناء عدن

سفينة شحن أميركية راسية في ميناء عدن (أرشيفية - رويترز)
سفينة شحن أميركية راسية في ميناء عدن (أرشيفية - رويترز)

نفى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني، معمر الإرياني، صحة الأنباء التي تداولتها بعض المنصات الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي بشأن وقف منح تصاريح دخول السفن إلى ميناء العاصمة المؤقتة عدن، مؤكداً أن هذه المزاعم لا أساس لها من الصحة، وأنها تندرج في إطار الإشاعات التي تستهدف إرباك المشهد الاقتصادي والملاحي في البلاد.

وأوضح الإرياني، في تصريح رسمي، أنه وانطلاقاً من المسؤولية الوطنية وحرصاً على طمأنة الرأي العام والقطاعَين التجاري والملاحي، جرى التواصل المباشر مع الجانب السعودي للتحقق مما أُثير، حيث تم تأكيد عدم صحة هذه الادعاءات بشكل قاطع، وأن الإجراءات المعمول بها تسير بصورة طبيعية ودون أي تغيير.

وأضاف أن عدداً من تصاريح دخول السفن إلى ميناء عدن تم إصدارها خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية، بما يدحض كل ما تم تداوله من معلومات مغلوطة.

وشدد الوزير اليمني على أن ميناء عدن يواصل أداء مهامه وفق الأطر القانونية والتنظيمية المعتمدة، وأن حركة الملاحة والتجارة مستمرة بوتيرة طبيعية.

ودعا الإرياني وسائل الإعلام ورواد المنصات الرقمية إلى تحري الدقة واستقاء المعلومات من مصادرها الرسمية، وتجنّب الانجرار خلف الشائعات التي لا تخدم استقرار البلاد ولا تصب في مصلحة المواطنين أو الاقتصاد الوطني.

وفي هذا السياق، ثمّن الوزير عالياً المواقف السعودية، ودورها الداعم لليمن في مختلف الظروف، وحرصها المستمر على تسهيل حركة التجارة والإمدادات، بما يُسهم في تخفيف المعاناة الإنسانية وتعزيز الاستقرار في المناطق المحررة.

تنسيق حكومي - أممي

بالتوازي مع ذلك، بحث وزير النقل اليمني، الدكتور عبد السلام حُميد، في العاصمة المؤقتة عدن، مع مصطفى البنا المنسق الإقليمي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، أوجه الدعم الذي يقدمه المكتب إلى القطاعات والمؤسسات والهيئات التابعة للوزارة، خصوصاً في مجالات التدريب والتأهيل وبناء القدرات وتوفير الوسائل والمعدات الفنية.

وأشاد وزير النقل اليمني بالدعم الذي قدمه البرنامج الأممي، بما في ذلك توفير وسائل الاتصالات والتجهيزات للمركز الإقليمي لتبادل المعلومات البحرية، ووسائل مراقبة التلوث للهيئة العامة للشؤون البحرية، بالإضافة إلى برامج بناء القدرات لمؤسسات المواني والهيئة عبر برنامج مكافحة الجريمة البحرية العالمية في خليج عدن والبحر الأحمر.

ميناء عدن تعرض لأضرار كبيرة جراء الحرب التي أشعلها الحوثيون (الأمم المتحدة)

وقدم الوزير حُميد عرضاً مفصلاً عن احتياجات المواني والمطارات اليمنية، وفي مقدمتها ميناء ومطار عدن، إلى أجهزة كشف المتفجرات، بهدف تنسيق الدعم مع البرنامج الأممي والدول والصناديق المانحة.

وأكد أن توفير أجهزة حديثة ومتطورة لتفتيش الشحنات والمسافرين يُعد أولوية قصوى في ظل التحديات الأمنية الراهنة، لما لذلك من أثر مباشر في تعزيز أمن الملاحة البحرية وسلامة حركة الطيران المدني.

وتحدّث وزير النقل اليمني عن حرص وزارته على تسهيل عمل مكتب الأمم المتحدة وتذليل الصعوبات التي قد تعترض تنفيذ أنشطته، بما ينعكس إيجاباً على كفاءة أداء المواني والمطارات، ويعزز ثقة المجتمع الدولي بقدرة المؤسسات اليمنية على إدارة المنافذ الحيوية وفق المعايير المعتمدة.

ونسب الإعلام الرسمي اليمني إلى المسؤول الأممي أنه أشاد بمستوى التعاون والتنسيق القائم مع وزارة النقل والمؤسسات التابعة لها، مثمناً الجهود المبذولة لإنجاح برامج الدعم الفني والأمني.

وأكد المسؤول أن المكتب الأممي سيواصل تقديم الدعم اللازم إلى المؤسسات البحرية وسلطات إنفاذ القانون في اليمن، إلى جانب التنسيق مع الجهات المانحة لتوفير وسائل الكشف عن المتفجرات والأسلحة، بما يُسهم في تعزيز أمن النقل البحري والجوي ودعم الاستقرار الاقتصادي.


الحوثيون يجندون مئات السجناء في عمران وصعدة مقابل إطلاقهم

سجناء أفرج عنهم الحوثيون في عمران مقابل الالتحاق بصفوفهم (إعلام حوثي)
سجناء أفرج عنهم الحوثيون في عمران مقابل الالتحاق بصفوفهم (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يجندون مئات السجناء في عمران وصعدة مقابل إطلاقهم

سجناء أفرج عنهم الحوثيون في عمران مقابل الالتحاق بصفوفهم (إعلام حوثي)
سجناء أفرج عنهم الحوثيون في عمران مقابل الالتحاق بصفوفهم (إعلام حوثي)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» عن مواصلة الجماعة الحوثية توسيع عمليات التجنيد القسري داخل السجون الخاضعة لسيطرتها، عبر إجبار مئات المحتجزين على الالتحاق بصفوفها والمشاركة في القتال مقابل الإفراج عنهم.

وبحسب المصادر، فقد أُجبر نحو 370 سجيناً على ذمة قضايا مختلفة في محافظتي عمران وصعدة، معقل الجماعة الرئيسي، على الخضوع لدورات تعبوية وعسكرية تمهيداً لإرسالهم إلى الجبهات.

وأفادت المصادر بأن الجماعة أطلقت في الأيام الماضية حملة تجنيد جديدة استهدفت مئات المحتجزين، بينهم سجناء على ذمة قضايا جنائية، في سجون عمران وصعدة. وشملت الحملة وعوداً بالعفو، وتسوية الملفات القضائية، مقابل الموافقة على الانخراط في القتال، في خطوة وُصفت بأنها جزء من سياسة ممنهجة لاستغلال أوضاع السجناء وظروفهم القاسية.

وفي محافظة عمران، تحدثت المصادر عن زيارات ميدانية نفذها قادة حوثيون، يتصدرهم القيادي نائف أبو خرفشة، المعين مشرفاً على أمن المحافظة، وهادي عيضة المعين في منصب رئيس نيابة الاستئناف، إلى السجون في مركز المحافظة ومديريات أخرى. ووفقاً للمصادر، جرى الإفراج عن 288 سجيناً بعد إجبارهم على القبول بالالتحاق بالجبهات القتالية.

قادة حوثيون يزورون أحد السجون الخاضعة لهم في صعدة (إعلام حوثي)

وأكد حقوقيون في عمران لـ«الشرق الأوسط» أن عناصر حوثية مارست ضغوطاً وانتهاكات واسعة بحق المحتجزين، شملت التهديد بالعقوبات، وسوء المعاملة، والحرمان من الزيارة، لإجبارهم على القبول بالذهاب إلى الجبهات، مقابل الإفراج عنهم، وتقديم مساعدات محدودة لذويهم. وعدّ الحقوقيون هذه الممارسات شكلاً صارخاً من أشكال التجنيد القسري المحظور بموجب القوانين الدولية.

ويروي أحد السجناء المفرج عنهم حديثاً في عمران، طلب إخفاء اسمه لدواعٍ أمنية، أن قيادات في الجماعة نفذت زيارات متكررة للسجن الاحتياطي وسط المدينة، وعرضت على المحتجزين أكثر من مرة الإفراج مقابل الالتحاق بدورات قتالية. وقال: «من يرفض يتعرض لعقوبات داخل السجن أو يُحرم من الزيارة». وأضاف أن التهديد المستمر، وسوء المعاملة دفعاه في النهاية إلى القبول بالانضمام للجماعة.

تجنيد في صعدة

فيما تندرج هذه التحركات ضمن مساعي الحوثيين لزيادة أعداد مقاتليهم، أفادت مصادر محلية بأن الجماعة أفرجت في محافظة صعدة عن 80 سجيناً من الإصلاحية المركزية والسجن الاحتياطي، بعد إجبارهم على الموافقة على الالتحاق بصفوفها والخضوع لدورات تعبوية.

وسبق ذلك قيام القيادي المنتحل صفة النائب العام محمد الديلمي، إلى جانب رئيسي محكمة ونيابة الاستئناف في صعدة سليمان الشميري وإبراهيم جاحز، بزيارات إلى السجون، أصدروا خلالها تعليمات بالإفراج عن المحتجزين مقابل انخراطهم في القتال.

قيادات حوثية تفرج عن سجناء مقابل الالتحاق بجبهات القتال (فيسبوك)

وتقول أم أحد المعتقلين في السجن المركزي بصعدة لـ«الشرق الأوسط» إن عناصر حوثية زارت منزلهم وأبلغتهم بأن الإفراج عن ابنها مرهون بموافقة الأسرة على ذهابه للجبهات. وتضيف: «نحن بين نارين، إما أن يموت داخل السجن نتيجة التعذيب والانتهاكات، وإما يُزج به في جبهات القتال».

وتأتي هذه الخطوات في ظل سعي الجماعة إلى تعزيز حضورها العسكري في الجبهات التي تشهد ضغوطاً متواصلة، إلى جانب مشاركتها فيما تسميه «معركة تحرير فلسطين».

تصاعد الشكاوى

ولا تقتصر المساومات الحوثية على سجناء عمران وصعدة، إذ امتدت خلال الفترة الأخيرة إلى محتجزين في محافظات عدة تحت سيطرتها، من بينها صنعاء وريفها وإب وذمار والحديدة وحجة. وكان آخر هذه الحالات الإفراج عن نحو 219 محتجزاً في سجون بمحافظة تعز، تنفيذاً لتوجيهات أصدرها زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي.

جماعة الحوثي جندت مجاميع كبيرة من السجناء خلال الفترات الماضية (فيسبوك)

ويتزامن ذلك مع تصاعد شكاوى عائلات المحتجزين من تكثيف أعمال التطييف والتعبئة القسرية داخل السجون، حيث يحذر حقوقيون يمنيون من أن الإفراج المشروط بالتجنيد يمثل انتهاكاً خطيراً لحقوق الإنسان، ويحوّل السجناء إلى وقود بشري.

ويشدد الحقوقيون على ضرورة حماية حقوق المعتقلين، ووقف استغلالهم في العمليات القتالية، والدفع نحو حلول سلمية شاملة تضع حداً للنزيف الإنساني المتواصل.


«المحاسبون القانونيون» تحت طائلة الاستهداف الحوثي

جانب من فعالية سابقة نظمتها جمعية المحاسبين اليمنيين في صنعاء (فيسبوك)
جانب من فعالية سابقة نظمتها جمعية المحاسبين اليمنيين في صنعاء (فيسبوك)
TT

«المحاسبون القانونيون» تحت طائلة الاستهداف الحوثي

جانب من فعالية سابقة نظمتها جمعية المحاسبين اليمنيين في صنعاء (فيسبوك)
جانب من فعالية سابقة نظمتها جمعية المحاسبين اليمنيين في صنعاء (فيسبوك)

وسّعت الجماعة الحوثية من دائرة انتهاكاتها الممنهجة لتطال عشرات المحاسبين القانونيين اليمنيين في العاصمة المختطفة صنعاء، عبر حملات تعقّب، وملاحقة، وتهديدات مباشرة بالتصفية، إلى جانب الاعتقال التعسفي، والإخضاع للتطييف الفكري، في خطوة وُصفت بأنها تعسفية، وتمثل تهديداً خطيراً لاستقلال المهنة، وسلامة العاملين فيها، وانعكاساً سلبياً على بيئة العمل القانونية والمحاسبية في البلاد.

ودفعت هذه الممارسات المتصاعدة منتسبي مهنة المحاسبة القانونية في صنعاء إلى عقد سلسلة اجتماعات طارئة، وإصدار بيانات إدانة شددت على ضرورة الوقوف في وجه الجماعة، واتخاذ خطوات تصعيدية للدفاع عن حقوق المحاسبين، وحماية مهنيتهم في عموم مناطق سيطرة الحوثيين.

وأعربت «جمعية المحاسبين القانونيين اليمنيين» (مقرها صنعاء) عن قلقها البالغ إزاء تزايد الانتهاكات، والتهديدات، وأعمال الخطف التي يتعرض لها منتسبوها في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة، معتبرة أن تكرار هذه الممارسات بات يشكل تهديداً واضحاً لاستقلال المهنة، وسلامة أعضائها، ويقوّض أسس العمل المهني القائم على الحياد، والشفافية.

عبر الانتماء السلالي تمكن الحوثيون من الهيمنة على الأجهزة الأمنية (إكس)

وأوضحت الجمعية، في بيان، أن المحاسب القانوني محمود الحدي تلقى أخيراً تهديدات مباشرة وصريحة عبر الهاتف بالتصفية الجسدية، صدرت عن مشرف حوثي بارز يُدعى شرف أحمد الجوفي. وأكدت أن التهديد بالقتل، والإساءة، وتوجيه الشتائم جرت أثناء حضور عدد من أعضاء الهيئة الإدارية للجمعية، في واقعة عدّتها انتهاكاً صارخاً للقانون، والأعراف المهنية.

وأشار البيان إلى أن المحاسب القانوني عزّ الدين الغفاري تعرّض قبل فترة للاحتجاز التعسفي من قبل ما تُسمى إدارة البحث الجنائي الخاضعة للجماعة في صنعاء، وذلك بإيعاز من قاضٍ موالٍ للحوثيين يعمل بمحكمة استئناف العاصمة المختطفة، على خلفية قيامه بمهامه المهنية في مراجعة شفافة لإحدى القضايا، في مؤشر على استخدام أدوات القضاء والأمن لتصفية الحسابات المهنية.

وعبّرت الجمعية عن إدانتها الشديدة لكل أشكال التهديد، والاعتداء، والاختطاف المستمرة التي طالت ولا تزال محاسبين قانونيين في مناطق سيطرة الحوثيين، مطالبة الجهات المعنية والمنظمات الحقوقية المحلية والدولية بتحمل مسؤولياتها إزاء هذه الانتهاكات، والتحرك لحماية العاملين في هذا القطاع الحيوي.

استمرار التعسف

هاجم مصدر نقابي في جمعية المحاسبين اليمنيين بصنعاء كبار قادة ومشرفي الجماعة، متهماً إياهم باتخاذ مزيد من الإجراءات والممارسات التعسفية المخالفة للقانون ضد العشرات من زملائه في صنعاء، ومدن أخرى، محذّراً من انعكاسات خطيرة على مهنة العمل المحاسبي والقانوني، وعلى الثقة العامة بالبيئة الاقتصادية.

وكشف المصدر، في حديث لـ«الشرق الأوسط» طلب فيه عدم ذكر اسمه، عن تعرّض أكثر من 16 مكتباً ومركزاً للمحاسبة والمراجعة والتدريب القانوني في صنعاء، إلى جانب عشرات المحاسبين الإداريين والقانونيين، خلال الربع الأخير من العام الجاري، لحملات ابتزاز، ومضايقة، وإغلاق قسري، فضلاً عن اختطاف، واعتقال تعسفي، وغير قانوني.

وأضاف أن الجمعية تواصل اتخاذ خطوات تصعيدية متاحة للدفاع عن أعضائها، وحماية كرامتهم، والتمسك بأداء واجبها في خلق بيئة مهنية آمنة تتيح للمحاسب أداء مهامه باستقلالية وحياد كاملين، بعيداً عن أي ضغوط، أو تهديدات، مؤكداً أن الصمت إزاء هذه الانتهاكات سيقود إلى مزيد من التدهور المؤسسي.

جانب من انتشار أمني حوثي في أحد شوارع صنعاء (إكس)

وتضم جمعية المحاسبين اليمنيين نحو ثلاثة آلاف عضو نشط، ولها فروع عدة في مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين. كما تواصل عملها بالشراكة مع منظمات دولية متخصصة في دعم العمل المحاسبي والقانوني، عبر تنظيم فعاليات ومؤتمرات تهدف إلى تعزيز معايير المهنة، والحوكمة، والشفافية.

ومنذ اقتحام الحوثيين صنعاء ومدناً أخرى، عمدت الجماعة إلى التضييق على المحاسبين القانونيين، واتخاذ سلسلة إجراءات تعسفية بحق كثير منهم، في مسعى لفرض السيطرة على قطاع يُعد من ركائز النزاهة المالية، والرقابة، وتسخيره –على غرار قطاعات أخرى– لخدمة أجندتها.

كما أخضعت خلال فترات سابقة مئات المحاسبين للتعبئة الفكرية والعسكرية، ضمن ما تسميه «معركة الجهاد المقدس»، في خطوة أثارت مخاوف واسعة من تسييس المهنة، وتقويض أسسها المهنية.