«إبيزا» أسعارها الأكثر ارتفاعاً عقارياً بين جزر إسبانيا خلال العقد الماضي

ليس من السهل العثور على صفقة جيدة على الأقل حتى نهاية الصيف عندما يصبح البائعون أكثر مرونة

«إبيزا» أسعارها الأكثر ارتفاعاً عقارياً بين جزر إسبانيا خلال العقد الماضي
TT

«إبيزا» أسعارها الأكثر ارتفاعاً عقارياً بين جزر إسبانيا خلال العقد الماضي

«إبيزا» أسعارها الأكثر ارتفاعاً عقارياً بين جزر إسبانيا خلال العقد الماضي

منزل مكون من سبع غرف نوم على جزيرة إبيزا مقابل 3.3 مليون دولار أو ما يعادل 2.98 مليون يورو. يقع هذا المنزل الريفي المكون من سبع غرف نوم على تل على أطراف بلدة سان أنطونيو على الساحل الغربي من إبيزا التي تعد واحدة من جزر البليار الإسبانية في البحر الأبيض المتوسط.
تم تشييد المنزل المبني من الجصّ الأبيض، والذي يمتد على مساحة 6577 قدماً مربعة، عام 1970 على طراز الـ«فينكا» الإسباني التقليدي حول مبنى أقدم يعود تاريخ بنائه إلى عام 1790 ويُعتقد أنه كان ديراً، على حد قول إنغي فان كنيبنبيرغ، التي تعمل في شركة «برستيج بروبارتيس» التي تتولى عملية عرض المنزل للبيع. وقد تم تجديد المنزل عام 2011، وشملت أعمال التجديد السباكة، والكهرباء، والألواح الشمسية، وأجهزة التكييف، ونظام التدفئة، ونظام تنقية المياه من الكلس.
يشمل العقار، الذي يبلغ إجمالي مساحته 0.72 فدان، منزل ضيافة به غرفتا نوم، وحمام، وحديقة، وبركة مياه، وحوض سباحة. وراء البوابة الخشبية، التي تنفتح وتنغلق ذاتياً بالكهرباء، يوجد ممر من الحصى يؤدي إلى مرآب على شكل سقيفة والمنزل الرئيسي. ينفتح الباب الخشبي المنقوش على بهو ودَرَج من اثنين، وتغطي أرضيات من الخرسانة المصقولة الجزء الأكبر من الطابق الأرضي.
بعد عبور المدخل المقوّس يجد المرء الصالون الرئيسي الذي يشمل مساحة للمعيشة وتناول الطعام. لمساحة تناول الطعام سقف مقوس ومقبّى عليه ألواح خشب سميكة، كان من التقليدي استخدامها في إبيزا لدعم أسقف المنازل الريفية القديمة. ويوجد ممر مقوّس آخر يؤدي إلى غرفة صغيرة مخصصة لمشاهدة التلفاز.
ويتفرع من الصالون غرفتا نوم ملحق بكل منهما حمام خاص، إلى جانب غرفة زينة ذات بلاطات زرقاء ومطبخ. تنفتح الأبواب الخشبية على باحة كبيرة متسعة بها بركة مياه تزين سطحها الزنابق، ومقاعد كثيرة، ومساحات مخصصة لتناول الطعام. يوجد في المطبخ مدفأة تعمل بالخشب، ومنضدة في وسط المطبخ تعلوها كتلة من الإسمنت المصقول، وكذلك هناك أدراج خشبية ومشرب. يوجد في حجرة المؤن الكبيرة ثلاجة، ومجمد، وثلاجة لحفظ النبيذ، وفي الخلف غرفة لغسيل الملابس.
إذا نزل المرء بضع درجات من السلم الملاصق للمطبخ سيجد ركناً له أبواب زجاجية مزدوجة تنفتح على فناء. كذلك يوجد باب آخر يفضي إلى مكان خارجي ذي ظُلّة به مقاعد مبنية وجدار مزين بالبلاطات. توجد في غرفة النوم الرئيسية مساحة للتزين، وحمام كبير به منضدتان للتزين من الخرسانة، وحوض استحمام، وثلاثة أقواس زجاجية تمتد من الأرض حتى السقف. يوجد في القوس، الذي يقع في المنتصف، باب ينفتح على باحة أخرى مظللة.
هناك ثلاث غرف نوم كبيرة أخرى في الطابق العلوي لها جميعاً أرضيات من الخشب. وهناك غرفة نوم صغيرة وأقرب حمام لها بعد عدة درجات من سلم المطبخ. تطل شرفة توجد في الطابق الثاني على بلدة إبيزا، عاصمة الجزيرة، باتجاه الجنوب. ويوجد في الحديقة حوض سباحة مساحته 10×32 قدماً، وبه سطح من الحجارة، ومقاعد مظللة، ومساحات لتناول الطعام، وأروقة مخصصة للاستلقاء من أجل حمام الشمس. كذلك يوجد مكانان في الخارج بكل منهما دش.
ويحيط بمنطقة حوض السباحة «الكثير من أشجار الفاكهة»، واللوز، والخوخ، والليمون، والبرتقال، واليوسفي، كما توضح فان كنيبنبيرغ التي تضيف قائلة: «يمكنك العيش هناك والاكتفاء بتناول طعامك من الحديقة».
وتشتهر جزيرة إبيزا، التي تقع بين الساحل الشرقي لإسبانيا وجزيرة مايوركا في البحر الأبيض المتوسط، بخلجانها المذهلة، وجبالها الخضراء، وشواطئها البيضاء، والقوارب، والمطاعم، والملاهي الليلية. يقع هذا العقار على بعد خمس دقائق فقط من سان أنطونيو، وثماني دقائق من قرية سان رافائيل، ونحو 15 دقيقة من بلدة إبيزا على الساحل الجنوبي الشرقي. وكذلك يبعد عن مطار إبيزا نحو 20 دقيقة فقط.

- نظرة عامة على السوق
كانت جزيرة إبيزا خلال العقد الماضي الجزيرة «ذات الأسعار الأكثر ارتفاعاً» بين الجزر، رغم أن مايوركا بها «أكبر عقارات» و«أكثرها فخامة»، على حد قول فيكتور فان دين درايسشه، مدير المبيعات وشريك في «برستيج بروبارتيس». وقد عزا ذلك إلى ازدياد شهرة إبيزا كمركز عالمي لحياة الليل والصخب، حيث أدى ذلك إلى انتشار المتاجر الفخمة، والمطاعم ذات النجوم الخمس، وزيادة رحلات الطيران المباشرة إليها من المدن الأوروبية الأخرى، وتجديد الكثير من الفيلات بها.
يتراوح سعر العقارات في السوق بين 250 ألفاً و300 ألف يورو (ما يتراوح بين 280 ألفاً و335 ألف دولار) للشقق الصغيرة وبين 700 ألف و800 ألف يورو (ما يتراوح بين 780 ألفاً و893 ألف دولار) للمنازل ونحو مليون يورو (1.1 مليون دولار) للفيلات المكونة من أربع أو خمس غرف نوم والتي تحتوي على حوض سباحة، على حد قول فان دين درايسشه. مع ذلك تتراوح الأسعار في «قلب» سوق العقارات الفاخرة بين 2 و4 ملايين يورو (ما يتراوح بين 2.2 مليون و4.5 مليون دولار)، على حد قول فان دين، مشيراً إلى أن أسعار «العقارات الخاصة جداً» تتراوح بين 10 و20 مليون يورو (ما يتراوح بين 11.2 و22.3 مليون دولار).
يتراوح سعر الوحدة في المجمع السكني الفاخر الجديد، الذي يضم 24 وحدة في «كالا فاديلا»، منتجع شاطئي على ساحل سان خوسيه، بين 380 ألفاً و775 ألف يورو (ما يتراوح بين 424 ألفاً و865 ألف دولار)، على حد قول ميريام دي بوير، مديرة التسويق لدى «فيفا سوثبيز إنترناشونال ريالتي».
وحافظت الأسعار على استقرارها بدرجة كبيرة جداً خلال العام الماضي، لكن في عام 2019 تراجع حجم المعاملات التجارية كما أوضح ماركوس فون بوسيه، مدير المشروعات في شركة «إنجيل آند فولكرز» في إبيزا. حدث ذلك نتيجة عدد من العوامل من بينها عدم استقرار التوقعات الاقتصادية في أوروبا وهو ما أسفر عن مخزون «أقل من المعتاد» و«عدم وجود صفقات جيدة» على حد قوله.
ويقول ماكسيم ريتيش، صاحب شركة «إبيزا ناو ريال ستيت»، إن «البائعين متمسكون بأسعارهم»، على الأقل حتى انتهاء فصل الصيف «عندما تنتهي الإيجارات» و«يصبحون أكثر ميلاً للبيع وأكثر انفتاحاً على التفاوض». وتضع «لوائح صارمة جديدة» في البلاد حدوداً لما يمكن بناؤه، كما يوضح فون بوسيه، حيث يوضح قائلاً إنه مع ازدهار السياحة وموسم الرواج، الذي يمتد من منتصف مايو (أيار) حتى منتصف سبتمبر (أيلول): «تكون هناك رغبة في حماية الطبيعة والحد من عدد العقارات الموجودة على الجزيرة». وينتظر الكثير من المشترين نتائج الانتخابات المحلية في جزر البليار، التي يتم خلالها التنافس على 59 مقعداً في البرلمان، حيث ستحدد النتائج ما إذا كان ستتم مواصلة حالة الوقف المؤقت لإصدار تصريحات بناء جديدة والتي وصلت إلى عامها الثاني، وما إذا كان سيتم تمديد العمل بقوانين الإيجار الصارمة أم إلغاؤها، على حد قول ريتيش.

- مَن يشتري في إبيزا؟
نحو 20% من المشترين على جزيرة إبيزا من أراضي إسبانيا الرئيسية، على حد قول وكلاء عقاريين، أما الباقي فمن دول أوروبية أخرى من بينها ألمانيا، وهولندا، وبلجيكا، وفرنسا، وإيطاليا، إلى جانب إنجلترا، وإسكندنافيا. وقد بدأ الوكلاء العقاريون يلاحظون وجود مشترين من الولايات المتحدة الأميركية، وروسيا، والصين، والشرق الأوسط أيضاً، كما أوضح فان دين درايسشه. ويبحث أكثر المشترين الأجانب عن منازل للعطلات كما يوضح فون بوسيه.
تقع المناطق الأكثر جذباً بالنسبة إلى المشترين الأجانب في الجنوب، حيث تقدم بلدة إبيزا فرص ترفيه وخيارات سفر كثيرة، وحيث يمكن الاستمتاع «بمشاهد الغروب الرائعة» على حد قول دي بوير. وتعد المناطق، التي يزداد الإقبال عليها، هي تلك القريبة من قلب تلك البلدة مثل منتجع «تالامانكا»، و«كاب مارتينت» التي تشهد تجمع ونشاط الأثرياء الاجتماعي، و«كان ريمباو» المكان المجاور الفخم لقرية جيسيز.

- المبادئ الأساسية للشراء
من الضروري تقديم رقم هوية أجنبية لشراء عقار في إسبانيا إذا لم تكن مواطناً إسبانياً. وتتراجع الضرائب على نقل الملكية في جزر البليار، حيث تتراوح بين 8% على العقارات المبيعة بسعر 400 ألف يورو (446 ألف دولار) وبين 11% على العقارات التي تزيد قيمتها على مليون يورو (1.1 مليون دولار)، على حد قول فان دين.
كذلك تخضع المنازل والشقق الجديدة لضريبة القيمة المضافة، التي تبلغ 10%، فضلاً عن ضريبة دمغة قدرها 1.2% من سعر البيع. عادةً لا تتجاوز تكاليف الموثّق (كاتب العدل)، التي يدفعها المشتري، ألفي يورو (2230 دولاراً). ويُنصح المشترون بالاستعانة بمحامٍ كتصرف احترازي، ويبلغ أجره نحو 1% فقط من سعر البيع. قروض الرهن العقاري متاحة للمشترين الأجانب، وتبلغ تكلفة عملية تقدير قيمة العقار، اللازمة للحصول على قرض، 500 يورو (560 دولاراً)، وهناك تكاليف أخرى مرتبطة بالحصول على قرض عقاري تبلغ قيمتها 1% من أصل القرض.
ويحصل المشترون الأجانب، الذين ينفقون 500 ألف يورو على الأقل (560 ألف دولار) في شراء منزل، على التأشيرة الذهبية التي تسمح لهم ولأسرهم بالإقامة والعمل في إسبانيا، على حد قول دي بوير.

- اللغات والعملة
الكاتالونية والإسبانية. اليورو (واحد يورو= 1.12 دولار).

- الضرائب والرسوم
تبلغ الضرائب العقارية السنوية على هذا المنزل 1200 يورو (1340 دولاراً).

- خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

«ستيك» منصة تتيح للأفراد من مختلف أنحاء العالم الاستثمار في العقارات السعودية

عالم الاعمال خالد الحديثي الرئيس التنفيذي لشركة «وصف» ورامي طبارة الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك في «ستيك» ومنار محمصاني الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك في المنصة ويزيد الضويان المدير التنفيذي للعمليات بـ«الراجحي السابعة» وهنوف بنت سعيد المدير العام للمنصة بالسعودية

«ستيك» منصة تتيح للأفراد من مختلف أنحاء العالم الاستثمار في العقارات السعودية

أعلنت «ستيك» للاستثمار العقاري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إطلاقها منصتها الرسمية بالسعودية

الاقتصاد «دار غلوبال» أعلنت إطلاق مشروعين في العاصمة السعودية الرياض بالشراكة مع منظمة ترمب (الشرق الأوسط)

«دار غلوبال» العقارية و«منظمة ترمب» تطلقان مشروعين جديدين في الرياض

أعلنت شركة «دار غلوبال» إطلاق مشروعين في العاصمة السعودية الرياض، بالشراكة مع «منظمة ترمب».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد منازل سكنية في جنوب لندن (رويترز)

أسعار المنازل البريطانية تشهد ارتفاعاً كبيراً في نوفمبر

شهدت أسعار المنازل في المملكة المتحدة ارتفاعاً كبيراً في نوفمبر (تشرين الثاني)، متجاوزة التوقعات؛ مما يعزّز من مؤشرات انتعاش سوق العقارات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
خاص تصدرت «سينومي سنترز» أعلى شركات القطاع ربحيةً المدرجة في «تداول» خلال الربع الثالث (أ.ب)

خاص ما أسباب تراجع أرباح الشركات العقارية في السعودية بالربع الثالث؟

أرجع خبراء ومختصون عقاريون تراجع أرباح الشركات العقارية المُدرجة في السوق المالية السعودية، خلال الربع الثالث من العام الحالي، إلى تركيز شركات القطاع على النمو.

محمد المطيري (الرياض)
عالم الاعمال «جي إف إتش» تطلق «OUTLIVE» لتقديم حلول عقارية مبتكرة بمجالات الصحة والرفاهية

«جي إف إتش» تطلق «OUTLIVE» لتقديم حلول عقارية مبتكرة بمجالات الصحة والرفاهية

مجموعة «جي إف إتش» المالية تعلن إطلاق «أوت لايف» (OUTLIVE)، وهي شركة عقارية مبتكرة تهدف إلى وضع معايير جديدة  للصحة والرفاهية في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا.


«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
TT

«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء

في وقت تجري فيه الاستعدادات لعقد اجتماع بين الصندوق القومي للإسكان ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي وبنك السودان، لبحث سبل توفير تمويل لمشروعات الإسكان للمواطنين عبر قروض طويلة الأجل، ألغت الحكومة أول من أمس، وأوقفت، إجراءات تسليم المساكن للموطنين والتقديم لها، خوفاً من حدوث إصابات بـ«كورونا»، أثناء الاصطفاف للتقديم والتسلم.
وكان الصندوق القومي للإسكان قد طرح مباني سكنية جاهزة للمواطنين في معظم المناطق الطرفية بالعاصمة الخرطوم، وبقية الولايات، وذلك ضمن مشروع السودان لتوفير المأوى للمواطنين، الذي سيبدأ بـ100 ألف وحدة سكنية لذوي الدخل المحدود. وقد بدأ المشروع بفئة العمال في القطاعات الحكومية في جميع ولايات السودان العام الماضي، بواقع 5 آلاف منزل للمرحلة الأولى، تسدد بالتقسيط على مدى 7 سنوات. ويتضمن مشروع إسكان عمال السودان 40 مدينة سكنية في جميع مدن البلاد، لصالح محدودي الدخل، ويستفيد من المشروع في عامه الأول أكثر من مليونين.
وقد أقام المواطنون مواقع أمام مقر الصندوق القومي للإسكان، وباتوا يتجمعون يومياً بأعداد كبيرة، ما سبب إزعاجاً لدى إدارة الصندوق والشارع العام، وذلك بعد قرار سياسي من والي ولاية الخرطوم، لدعوة المواطنين للتقديم للحصول على سكن شعبي.
ووفقاً للدكتور عبد الرحمن الطيب أيوبيه الأمين العام المكلف للصندوق القومي للإسكان والتعمير في السودان لـ«الشرق الأوسط» حول دواعي إصدار قرار بوقف إجراءات التسليم والتقديم للإسكان الشعبي، وعما إذا كان «كورونا» هو السبب، أوضح أن تلك التجمعات تسببت في زحام شديد، حيث نصب المتقدمون للوحدات السكنية خياماً أمام مقر الصندوق في شارع الجمهورية، بعد قرار الوالي في وقت سابق من العام الماضي بدعوة المواطنين للتقديم. وظلت تلك التجمعات مصدر إزعاج وإرباك للسلطات، ولم تتعامل معهم إدارة الصندوق، إلى أن جاء قرار الوالي الأخير بمنع هذه التجمعات خوفاً من عدوى «كورونا» الذي ينشط في الزحام.
وبين أيوبيه أن الخطة الإسكانية لا تحتاج لتجمعات أمام مباني الجهات المختصة، حيث هناك ترتيبات وإجراءات للتقديم والتسلم تتم عبر منافذ صناديق الإسكان في البلاد، وعندما تكون هناك وحدات جاهزة للتسليم يتم الإعلان عنها عبر الصحف اليومية، موضحاً أن كل ولاية لديها مكاتب إدارية في كل ولايات السودان، وتتبع الإجراءات نفسها المعمول بها في العاصمة.
ولم يخفِ أيوبيه أزمة السكن في البلاد، والفجوة في المساكن والوحدات السكنية، والمقدرة بنحو مليوني وحدة سكنية في ولاية الخرطوم فقط، لكنه أشار إلى أن لديهم خطة مدروسة لإنشاء 40 ألف مدينة سكنية، تم الفراغ من نسبة عالية في العاصمة الخرطوم، بجانب 10 آلاف وحدة سكنية.
وقال إن هذه المشاريع الإسكانية ستغطي فجوة كبيرة في السكن الشعبي والاقتصادي في البلاد، موضحاً أن العقبة أمام تنفيذها هو التمويل، لكنها كمشاريع جاهزة للتنفيذ والتطبيق، مشيراً إلى أن لديهم جهوداً محلية ودولية لتوفير التمويل لهذه المشاريع.
وقال إن اجتماعاً سيتم بين الصندوق القومي للإسكان وبنك السودان المركزي ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي، لتوفير الضمانات بالنسبة للتمويل الخارجي واعتماد مبالغ للإسكان من الاحتياطي القانوني للمصارف المحلية.
وأكد الدكتور عبد الرحمن على أهمية التنسيق والتعاون المشترك بين الجهات المعنية لإنفاذ المشروع القومي للمأوى، وتوفير السكن للشرائح المستهدفة، مجدداً أن أبواب السودان مشرعة للاستثمار في مجال الإسكان. وأشار إلى أن الصندوق القومي للإسكان سيشارك في معرض أكسبو في دبي في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وذلك بجناح يعرض فيه الفرص الاستثمارية في السكن والوحدات السكنية في السودان، وسيتم عرض كل الفرص الجاهزة والمتاحة في العاصمة والولايات.
وقال إن هناك آثاراً متوقعة من قرار رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية على البلاد، ومن المتوقع أن يسهم كثيرا في إنعاش سوق العقارات واستقطاب رؤوس أموال لصالح التوسع في مشروعات الإسكان. وأبان أن الصندوق استطاع خلال السنوات الماضية إحداث جسور للتعاون مع دول ومنظمات واتحادات ومؤسسات مختلفة، وحالت العقوبات دون استثمارها بالشكل المطلوب، مشيرا إلى أن جهودهم ستتواصل للاستفادة من الخبرات والموارد المالية المتاحة عبر القروض والمنح والاستثمارات.
وأكمل الصندوق القومي للإسكان في السودان تحديد المواقع والدراسات لمشروع المأوى القومي ومنازل العمال، حيث ستشيد المنازل بأنماط مختلفة من السكن الاقتصادي، الشعبي، الاستثماري، الريفي، والمنتج، بتمويل من البنوك العاملة في البلاد، وفق خطة الصندوق.
وقد طرحت إدارة الصندوق عطاءات منذ بداية العام الجاري لتنفيذ مدن سكنية، كما دعت المستثمرين إلى الدخول في شراكات للاستثمار العقاري بالولايات لتوفير المأوى للشرائح المستهدفة، إلا أن التمويل وقف عثرة أمام تلك المشاريع.
وطرح الصندوق القومي للإسكان في ولاية الخرطوم أن يطرح حالياً نحو 10 آلاف وحدة سكنية لمحدودي الدخل والفئويين والمهنيين في مدن العاصمة الثلاث، كما يطرح العديد من الفرص المتاحة في مجال الإسكان والتطوير العقاري، حيث تم الانتهاء من تجهيز 5 آلاف شقة و15 ألفا للسكن الاقتصادي في مدن الخرطوم الثلاث.
وتم تزويد تلك المساكن بخدمات الكهرباء والطرق والمدارس وبعض المرافق الأخرى، بهدف تسهيل وتوفير تكلفة البناء للأسرة، حيث تتصاعد أسعار مواد البناء في البلاد بشكل جنوني تماشياً مع الارتفاع الذي يشهده الدولار مقابل الجنيه السوداني والأوضاع الاقتصادية المتردية التي تمر بها البلاد حالياً.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان لديه خطة لتوسيع قاعدة السكن لمحدودي الدخل، عبر الإسكان الرأسي، الذي يتكون من مجمعات سكنية، كل مجمع يضم بناية من 7 أدوار، ويتكون الطابق من 10 شقق سكنية، بمساحات من 180 إلى 300 متر مربع.
ويتوقع الصندوق أن يجد مشروع الإسكان الرأسي والشقق، رواجاً وإقبالاً في أوساط السودانيين محدودي الدخل، خاصة أنه أقل تكلفة وأصبح كثير من السودانيين يفضلونه على السكن الأفقي، الأمر الذي دفع الصندوق لتنفيذ برامج إعلامية لرفع مستوى وعي وثقافة المواطنين للتعامل مع السكن الجماعي والتعاون فيما بينهم.
ووفقاً لمسؤول في الصندوق القومي للإسكان فإن برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي، يتضمن كيفية المحافظة على خدمات البناية، ورفع وعيهم بهذا النوع من البناء، حتى تتحول الخرطوم إلى عاصمة حضارية وجاذبة. وأضاف المصدر أن برنامج التوعية بالسكن في الشقق ودوره في تقليل تكلفة السكن، سيتولاه فريق من اتحاد مراكز الخدمات الصحافية، الذي يضم جميع وسائل الإعلام المحلية، مما سيوسع قاعدة انتشار الحملات الإعلامية للسكن الرأسي.
تغير ثقافة المواطن السوداني من السكن التقليدي (الحوش) إلى مساحات صغيرة مغلقة لا تطل على الشارع أو الجيران، ليس أمرا هينا. وبين أن خطوة الصندوق الحالية للاعتماد على السكن الرأسي مهمة لأنها تزيل كثيرا من المفاهيم المغلوطة عن السكن في الشقق السكنية.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان عام 2018 بدأ بالتعاون مع شركة هيتكو البريطانية للاستثمار، لتنفيذ مشروع الإسكان الفئوي الرأسي، الذي يستهدف بناء 50 ألف وحدة سكنية بالعاصمة الخرطوم، وكذلك مشروع لبناء أكبر مسجد في السودان، بمساحة 5 كيلومترات، وبناء 3 آلاف شقة ومحلات تجارية.