ما هو وقود الهيدروجين الذي دشنت «أرامكو» أول محطة له؟

دشنت «أرامكو السعودية» وشركة «إير برودكتس»، اليوم (الثلاثاء)، أول محطة لتزويد السيارات بوقود الهيدروجين في السعودية، بحضور رئيس «أرامكو السعودية» وكبير إدارييها التنفيذيين المهندس أمين الناصر، ورئيس مجلس إدارة شركة «إير برودكتس» سيف قاسمي، وذلك في وادي الظهران للتقنية.
وتعمل هذه المحطة التجريبية على تزويد هيدروجين مضغوط عالي النقاء لأسطول مبدئي من السيارات الكهربائية من نوع «تويوتا ميراي»، التي تعمل بخلايا الوقود الهيدروجيني.
وفي مجال السيارات فإن استبدال البنزين والديزل بالهيدروجين هو أحد الحلول لتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على الطريق، فبدلا من البطارية توجد خلية تتفاعل مع الهيدروجين فتولد الكهرباء والماء.
ويقول تيجس لوستسن جنسن، الرئيس التنفيذي لشركة الهيدروجين في الدنمارك إنه «تفاعل كيميائي، يخرج الماء من نظام العادم، إنها الانبعاثات الوحيدة».
ويضيف جنسن عن السيارات الهيدروجينية: «قيادتها سلسة جدا وبلا ضوضاء... يمكنك الذهاب إلى المحطة للتزود بالوقود في غضون ثلاث إلى خمس دقائق، ثم القيادة مسافة 600 كلم»، وتمتاز المركبات التي تعمل بوقود الهيدروجين بأن كل 5 كيلوغرامات من الوقود تجعل السيارة قادرة على قطع مسافة 500 كيلومتر دون انبعاثات باستثناء الماء.
ومن علامات السيارات التي تستخدم الهيدروجين وقودا تبرز أنواع مثل «تويوتا ميراي»، و«هوندا كلاريتي»، و«مرسيدس F - Cell»، و«هونداي نيكسو».
وتزايد الإجماع الدولي بفوائد الهيدروجين، وذلك وفقاً لتقرير الوكالة الدولية للطاقة الأسبوع الماضي، الذي يؤكد أن الهيدروجين لديه إمكانات هائلة للحد من الانبعاثات الكربونية الصادرة من القطاعات المختلفة.
ويعتبر وقود الهيدروجين مصدرا جيدا للطاقة منخفضة الكربون، وقالت وكالة الطاقة الدولية إنه ينبغي على العالم مواجهة التحديات التي تعرقل تعزيز استخدام الهيدروجين باعتباره مصدرا محتملا للطاقة خاليا من الانبعاثات.
وقالت الوكالة في أول تقرير أصدرته عن ذلك النوع من الوقود في يونيو (حزيران) الحالي إن تكلفة إنتاج الهيدروجين من الطاقة المتجددة يمكن أن تنخفض بنسبة 30 في المائة بحلول عام 2030، وإن استخدام هذا الوقود قد يساهم في تقليل الانبعاثات في قطاعات مثل النقل والكيماويات والصلب، لكنها حذرت أيضا من أن هناك تحديات كبيرة لا تزال قائمة.
وأشارت الوكالة إلى أن حكومات وشركات صناعة السيارات وأخرى عملاقة متخصصة في مجال النفط والغاز تعمل في إطار تحالف متنام للبحث عن دور أكبر للهيدروجين كمصدر للوقود، في الوقت الذي يسعى فيه العالم إلى الحد من الانبعاثات الكربونية مع توفير مصدر ثابت للكهرباء لمواجهة الزيادة السكانية وتشغيل العمليات الصناعية المركبة.
وعدد تقرير وكالة الطاقة الدولية التحديات التي تواجه فرص الاستفادة من الهيدروجين كمصدر للطاقة، مثل التلوث وارتفاع التكلفة، علاوة على أن غاز الهيدروجين نفسه متطاير وسريع الاشتعال.
وأوصت الوكالة بضرورة وضع سياسات من أجل دعم الاستثمارات الجديدة اللازمة لخفض النفقات ودعم هذه الصناعة، مشيرة إلى أن «الهيدروجين لم يحظ من قبل بمثل هذا الاهتمام الدولي من مختلف القطاعات، حتى في ظل التقدم الذي تحقق مؤخرا في مجال تقنيات الطاقة ذات معدل الكربون الأقل مثل البطاريات ومصادر الطاقة المتجددة».