السيسي وعبد الله بن زايد يبحثان تطورات الخليج وأوضاع ليبيا والسودان

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد في القاهرة أمس بحضور عدد من كبار المسؤولين في البلدين (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد في القاهرة أمس بحضور عدد من كبار المسؤولين في البلدين (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي وعبد الله بن زايد يبحثان تطورات الخليج وأوضاع ليبيا والسودان

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد في القاهرة أمس بحضور عدد من كبار المسؤولين في البلدين (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد في القاهرة أمس بحضور عدد من كبار المسؤولين في البلدين (الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي «تضامن ودعم القاهرة لحكومة وشعب الإمارات والدول العربية في مواجهة مختلف التحديات، والتصدي لكل محاولات زعزعة استقرار منطقة الخليج، الذي تعتبره مصر جزءاً لا يتجزأ من أمنها القومي».
وقال السيسي، خلال استقباله أمس في القاهرة الشيخ عبد الله بن زايد وزير الخارجية والتعاون الدولي بدولة الإمارات، إن بلاده «تتابع باهتمام بالغ التطورات التي تشهدها منطقة الخليج، وبصفة خاصة الأحداث الأخيرة التي تهدد حرية الملاحة، وتستهدف سلامة الممرات المائية والبحرية بالخليج»، فيما أكد الشيخ عبد الله بن زايد أن الإمارات «تثمن الدور البالغ الذي تقوم به مصر، وجهودها الرامية إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة»، مشيراً إلى أن «المرحلة الراهنة التي تمر بها المنطقة تتطلب تعزيز التعاون والتضامن العربي، بما يمكن الأمة العربية من الحفاظ على أمن واستقرار دولها، والتصدي للتحديات التي تواجهها».
وتصدر الشأن الخليجي جدول أعمال اللقاء المصري - الإماراتي، إضافة إلى بحث «آخر تطورات الأوضاع الإقليمية، والقضايا ذات الاهتمام المشترك، لا سيما الوضع في ليبيا، إذ تم التوافق على دعم جهود مكافحة التنظيمات المتطرفة، والقضاء على الإرهاب الذي يهدد أمن واستقرار ليبيا والمنطقة بأسرها، وكذلك التأكيد على أهمية عودة الاستقرار إلى هذا البلد العربي الشقيق، على نحو يمهد لإقامة الاستحقاقات الدستورية، بما يلبى طموحات الشعب الليبي في مستقبل أفضل».
وكذلك نال السودان جانباً من المباحثات، وأعرب الجانبان عن «التضامن الكامل مع السودان وشعبه الشقيق لتجاوز هذه المرحلة الدقيقة، وبما يتوافق مع إرادة وطموحات الشعب السوداني». وبشأن الأوضاع في كل من اليمن وسوريا، فقد تم التأكيد على «استمرار الجهود الساعية للتوصل إلى حلول سياسية للأزمات التي تعاني منها هاتين الدولتين، وإنهاء المعاناة الإنسانية بهما، مع أولوية دعم مفهوم سيادة الدولة الوطنية على أراضيها، والحفاظ على وحدتها وتماسك مؤسساتها وحماية مقدرات شعوبها».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.