الحكومة الإسرائيلية تجتمع في الجولان وتطلق مستوطنة «هضبة ترمب»

اجتمعت الحكومة الإسرائيلية بكامل طاقمها، أمس (الأحد)، بحضور السفير الأميركي في إسرائيل، ديفيد فريدمان، في مستوطنة مهملة في هضبة الجولان السورية المحتلة، تَقرر تحويلها إلى مستوطنة تحمل اسم الرئيس دونالد ترمب، تقديراً لدعمه سياسة اليمين الإسرائيلي الحاكم. وقد أقرّت الحكومة إطلاق اسم ترمب على المستوطنة بشكل رسمي.
وقال رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، خلال الجلسة الاحتفالية، إن «هذا هو يوم تاريخي. سنقوم اليوم بشيئين؛ سنقيم بلدة جديدة في الجولان حيث لم يتم القيام بذلك منذ سنوات كثيرة. هذا هو عمل استيطاني وصهيوني من الدرجة الأولى. والشيء الآخر الذي سنقوم به اليوم هو تكريم صديقنا، وهو صديق كبير جداً لدولة إسرائيل، وهو الرئيس ترمب الذي اعترف مؤخراً بالسيادة الإسرائيلية على الجولان. إنه أول زعيم دولي قام بذلك، فهو أزال القناع عن وجه النفاق الذي لا يعترف بما هو بديهي».
وأضاف نتنياهو: «عندما قام رئيس الوزراء الراحل مناحم بغين، بتمرير قانون ضم الجولان، قال إنه يجب قول البديهي، والرئيس ترمب قام بذلك في هذه الحالة أيضاً، ومن خلال نقل السفارة الأميركية إلى أورشليم والانسحاب من الاتفاقية النووية مع إيران، وهو يقوم بذلك الآن، بوقوفه الحازم ضد العدوان الإيراني في خليج عمان وفي الخليج العربي وفي المنطقة بشكل عام». وأضاف: «نفتخر بأن لدينا الفرصة لإقامة تلك البلدة، ولتكريم صديق كبير. سنواصل تعمير وتطوير الجولان لصالح سكانه جميعاً، اليهود وغير اليهود على حد سواء، ومن أجل مستقبل الدولة كلها».
وأما السفير فريدمان فقال: «الرئيس ترمب احتفل قبل يومين بعيد ميلاده، وأنا لا أتصور هدية أفضل وأجمل من هذه الهدية لبعث الفرحة في نفسه». وأضاف فريدمان: «خسارة أنني والرئيس ترمب لم نعد نعمل في العقارات. لو كنا كذلك، لقمنا باستثمار أموال كثيرة هنا».
وكان المستوطنون في الجولان قد أعدوا مستوطناتهم لهذه المناسبة، بواسطة تعليق الزينة على أعمدة الشوارع، ورفعوا الأعلام الإسرائيلية والأميركية على طول الشوارع. ونشروا الإعلانات القائلة: «شكراً ترمب» و«إسرائيل تحني هامتها إجلالاً لترمب». وفي ختام الجلسة، تمت إزاحة الستار عن حجر الأساس للمستوطنة التي تحمل اسم ترمب.
يذكر أن مستوطنة «هضبة ترمب» تقام على أرض مستوطنة قائمة تدعى «قيلع - بروخين»، التي كانت تأسست في سنة 1983 ولكنها فشلت في جلب مستوطنين، إذ إن عدد سكانها لم يزد عن 266 مستوطناً، خلال 37 عاماً. وهي تقوم مكان القرية السورية «قلع»، التي هدمتها قوات الاحتلال الإسرائيلي سنة 1967 وهجّرت سكانها العرب، في منطقة واسط، شمالي المرتفعات السورية. وقد جاء في مسودة قرار الحكومة: «بدافع التقدير لعمل الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأميركية، دونالد ترمب، لأجل دولة إسرائيل في عدة مجالات كثيرة وكتعبير عن الامتنان له على الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، تقرر أن تقام مستوطنة جديدة في الجولان تدعى (هضبة ترمب). وتُكلف الحكومة وزارة الإسكان بمسؤولية وضع تخطيط للجنة التنظيم القطرية لهذه المستوطنة خلال 90 يوماً، وتُكلف وزارة المالية بتخصيص الميزانية اللازمة لتمويل إقامتها».
واتضح، أمس، أن الحكومة لكونها حكومة انتقالية، لا تملك صلاحية اتخاذ قرار بإقامة مستوطنة. ولذلك، اعتبرت المستشارة القضائية ياعيل كوهن، نائبة مستشار الحكومة، هذا القرار «أولياً»، وقالت إنه يحتاج إلى «تطوير وتعديل وتحسين». وقال تسفي هاوزنر، عضو الكنيست عن حزب الجنرالات المعارض، والذي شغل منصب سكرتير حكومة عند نتنياهو، إن القرار يخدع الرئيس ترمب. ففي الحقيقة هذه ليست مستوطنة جديدة، ولا يؤخر قرار إقامتها، ولا يقدم شيئاً في موضوع الجولان. وقال: «هذا القرار يسرائيل بلوف (ألعوبة إسرائيلية). من يقرأ الحروف الصغيرة فيه يكتشف أنه خديعة. وكلي أمل ألا يعرف الرئيس ترمب أنهم يستخدمون اسمه لهذا الاحتيال. القرار غير ملزم ولم يترافق مع قرار تمويل، ولذلك فإنه ليس جدياً».