سارة نتنياهو تعترف بارتكابها «مخالفة فساد جنائية»

زوجة رئيس وزراء إسرائيل في المحكمة أمس (رويترز)
زوجة رئيس وزراء إسرائيل في المحكمة أمس (رويترز)
TT

سارة نتنياهو تعترف بارتكابها «مخالفة فساد جنائية»

زوجة رئيس وزراء إسرائيل في المحكمة أمس (رويترز)
زوجة رئيس وزراء إسرائيل في المحكمة أمس (رويترز)

اعترفت أمس زوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي، سارة نتنياهو، أمام محكمة الصلح في القدس، بأنها ارتكبت مخالفة «فساد جنائية»، وتصرفت في أموال الجمهور بطريقة فاشلة. فأدانتها المحكمة بتهمة خيانة الأمانة، وفرضت عليها أن تعيد مبلغاً إلى خزينة الدولة وأن تدفع غرامة.
وتعود هذه القضية إلى أكثر من 4 سنوات، عندما أعلن أحد العاملين في بيت نتنياهو أن سارة فرضت عليه أن يتجاوز القانون، ويحضر وجبات فاخرة من مطاعم، رغم أن لديها طباخاً دائماً. واتُّهمت سارة نتنياهو بأنها «تلقت مع أبناء عائلتها وضيوف من الدولة وجبات جاهزة بمبلغ 175 ألف شيقل تقريباً (الدولار يعادل 3.58 شيقل)». وأضافت لائحة الاتهام أن نتنياهو أوعزت إلى المسؤولين في منزل رئيس الحكومة الرسمي بإحضار حاجيات، بينما أبلغها مسؤول في المنزل بأنه «لا يوجد مبرر لتمويل تلك الخدمات أو السلع على حساب الدولة»؛ لكن هذا المسؤول نفذ تعليمات زوجة نتنياهو في النهاية، وتسبب في تزويد وجبات جاهزة على حساب ميزانية مكتب رئيس الحكومة بصورة مخالفة للقانون.
وجاء اعتراف نتنياهو في إطار صفقة أبرمها محامو الدفاع عنها مع النيابة العامة، وبموجبها اعترفت سارة نتنياهو بالحصول على منافع من خلال استغلال متعمد لآخرين؛ لكن هذه التهمة لن تشمل مخالفة الاحتيال. وبناء على ذلك، تنص صفقة الادعاء على أن تعيد نتنياهو إلى خزينة الدولة مبلغ 45 ألف شيقل، وهذا المبلغ يشكّل 15 في المائة من المبلغ في الاتهام الأصلي (البالغ 359 ألف شيقل). كذلك تقضي صفقة الادعاء بأن تدفع نتنياهو غرامة بمبلغ 10 آلاف شيقل.
وعقب المدعي العام في القضية، إيرز بدان، بالقول إن النيابة العامة قدمت «تنازلات كبيرة قادت إلى صفقة ادعاء صحيحة ومتوازنة»، مضيفاً أنه «كما هو الحال في أي صفقة ادعاء، فإن كل طرف يقدم تنازلات ليست سهلة أحياناً، وموافقتها على أن تكون مدانة تعبر عن تحمل مسؤولية. وتوجد لذلك دلالة تجاه المتهمة وتجاه الجمهور. وصفقة الادعاء أخذت في الحسبان أن هذا الملف لا يخلو من مصاعب تتعلق بالأدلة. وكان من شأن الخوض فيه أن يكون ملفاً معقداً، وهذا بالفعل ليس ملفاً بسيطاً أو خالياً من المخاطر».
أما محامي المتهمة، فقال من جانبه، إن «هدف هذه الدعوى كان إسقاط حكومة بنيامين نتنياهو. وما فعلته سارة، عندما اعترفت بالتهمة، هي بطولة في الدفاع عنه». وعن الفساد نفسه، أضاف: «أي فساد هذا؟ في غواتيمالا يضحكون من القضاء في إسرائيل على مثل هذه القضايا».
وكان الصحافي أوري مسغاف، من صحيفة «هآرتس» قد توجه في وقت سابق من صباح أمس إلى المحكمة العليا، ضد صفقة الادعاء؛ لكن المحكمة ردت الالتماس وقررت أنه لا مكان للتدخل في هذه القضية.



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.