قوات الاحتلال تقتحم رام الله وتقمع مظاهرات في نابلس وقلقيلية

TT

قوات الاحتلال تقتحم رام الله وتقمع مظاهرات في نابلس وقلقيلية

أقدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، من الجيش والمستوطنين، على سلسلة اعتداءات جديدة على المواطنين الفلسطينيين، واخترقت المناطق الخاضعة للسلطة الفلسطينية في رام الله ونابلس وقلقيلية وغيرها، وقام المستوطنون بنشاطات منفلتة برعاية وحماية الجيش. وبلغت الممارسات أوجها في اعتداء رمزي على عروبة وإسلامية الصخرة المشرفة في باحة الأقصى، إذ قامت البلدية الإسرائيلية للقدس بوضع رسم ضخم لصورة تبين الحرم وقد اختفت منه قبة الصخرة الذهبية.
ولفت النظر وضع هذه الصورة المشوهة، الواردة في مخططات وضعتها عصابات المستوطنين المتطرفين، وترمي إلى نسف المسجد الأقصى المبارك وبناء الهيكل اليهودي مكان مسجد الصخرة، في خلفية منصة احتفال شارك فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ورئيس البلدية موشيه ليئون. وجاء ذلك خلال احتفال تكريمي للفنان اليهودي، يهورام غاؤون، أمام مبنى البلدية في القدس الغربية.
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها نشر صورة كهذه بشكل متعمد؛ لكن الأمر لا يتم عند حضور مسؤولين رسميين. ولا يعرف إذا كان نتنياهو على علم مسبق بهذا التشويه. وكان كثير من مدن الضفة الغربية قد شهد اعتداءات متعددة من قوات الاحتلال، أمس، كما هو الحال في كل يوم جمعة، إذ تم قمع كثير من المظاهرات السلمية، وتمت اعتداءات مشابهة في كل من قريتي دير الحطب وعزموط، شرق نابلس شمالي الضفة الغربية، وكفر قدوم قضاء قلقيلية، إذ أطلقت قوات الاحتلال وابلاً من قنابل الغاز والصوت تجاه المشاركين في المسيرات، ما أدى إلى إصابة العشرات منهم بالاختناق، وتم علاجهم ميدانياً.
واقتحمت قوات الاحتلال فجر الجمعة أحياء الإرسال والمصايف وعين المصباح في رام الله؛ حيث أفاد شهود عيان بأن القوات أطلقت الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الغاز والصوت باتجاه عشرات الشبان الذين تصدوا لها بالحجارة، قبل أن تنسحب من المدينة.
وعلى صعيد الاستيطان، اقتحم عشرات المستوطنين أمس منطقة برك سليمان السياحية، الواقعة بين بلدة الخضر وقرية أرطاس جنوب بيت لحم، لليوم الثاني على التوالي. وأفادت مصادر فلسطينية بأن مجموعة كبيرة من المستوطنين اقتحمت المنطقة وسط حراسة قوات الاحتلال، ومرافقة القيادة العسكرية للجيش جنوب الضفة الغربية، وانتشروا على البرك الثلاث، وأدوا طقوساً تلمودية.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».