ندوة في واشنطن: الألغام الحوثية سياسة ممنهجة وليست دفاعاً

السفير اليمني لدى تحدثه عن خطر الألغام الحوثية في مقر الكونغرس الأميركي منتصف الأسبوع الماضي (الشرق الأوسط)
السفير اليمني لدى تحدثه عن خطر الألغام الحوثية في مقر الكونغرس الأميركي منتصف الأسبوع الماضي (الشرق الأوسط)
TT

ندوة في واشنطن: الألغام الحوثية سياسة ممنهجة وليست دفاعاً

السفير اليمني لدى تحدثه عن خطر الألغام الحوثية في مقر الكونغرس الأميركي منتصف الأسبوع الماضي (الشرق الأوسط)
السفير اليمني لدى تحدثه عن خطر الألغام الحوثية في مقر الكونغرس الأميركي منتصف الأسبوع الماضي (الشرق الأوسط)

أكد خبراء دوليون أن اعتماد الميليشيات الحوثية على زرع الألغام لا يمثل دفاعا عن النفس ولكنه سياسة ممنهجة لدى الجماعة من أجل استهداف الأبرياء وإيقاع أكبر قدر من الضحايا فضلا عن كون هذه الألغام محرمة الاستخدام دوليا.
وجاء استنتاج الخبراء خلال حلقة نقاش أقيمت منتصف الأسبوع الماضي في مقر الكونغرس الأميركي بهدف تسليط الضوء على هذه الجريمة الحوثية التي تستخدمها الميليشيات بشكل عشوائي وتخريبي لنشر الرعب وترويع المواطنين ومعاقبة أهالي المناطق التي يطرد عناصرها منها.
وفي حديث السفير اليمني في واشنطن أحمد بن مبارك عن الموضوع خلال حلقة النقاش، قال إن فئتي النساء والأطفال هما الأكثر عرضة لمخاطر الألغام الحوثية، مشيرا إلى أن إصرار الحوثيين على استعمالها رغم كونها محظورة بمعاهدات دولية صادقت عليها اليمن «فإنهم بذلك يؤكدون طبيعتهم الوحشية ورغبتهم في إحكام قبضتهم على السلطة بالرعب والقتل لقناعتهم بأنهم يفتقدون المشروعية والمصداقية».
وذكر بن مبارك أن «التقارير الدولية وضحت بدقة أن تقنيات تصنيع الألغام والمواد الداخلة في تركيبها والقطع التي تتكون منها هي من صنع إيراني، وهذه هي هدية النظام الإيراني لليمن وهذه إسهاماتهم في التنمية بقطع أطراف الأطفال وتشويه النساء والشباب وقتل المسنين».
وأوضح أن استخدام الحوثيين للألغام ونشرها في اليمن يتم بمعدل مرتفع جدا ومثير للقلق مشيرا إلى زراعة مليون لغم أرضي ووصف ذلك بأنه «جريمة شنعاء وغير مسبوقة وأنه ينبغي على المجتمع الدولي ألا يسكت عليها وأن يجرم ويعاقب من يقوم بها ويشارك في تصنيعها وتصديرها وأن يسهم بجدية في صنع السلام المنشود».
وتحدث خلال الفعالية عدد من المختصين والمهتمين بالشأن اليمني وهم: (مدير المركز الدولي لتثبيت الاستقرار والتعافي من آثار الصراع السيد كين ريثرفورد وهو شخصيا من ضحايا الألغام الأرضية، كما تحدث الحائز على جائزة نوبل جيري وايت المدير التنفيذي لمكتب التأثير الاستراتيجي الدولي، والباحثة المتخصصة في الشأن اليمني والعربي بمعهد واشنطن لشؤون الشرق الأدنى السيدة إيلانا دوزير، إضافة إلى رئيس معهد مارشال السيد بيري بالتيمور).
وخلال النقاش تم استعراض الإحصائيات والتقارير الدولية التي تتضمن أعداد الضحايا وعدد الألغام التي زرعها الحوثيون والمناطق التي تتركز فيها، وتضمنت تقارير دولية للأمم المتحدة ووزارة الدفاع الأميركية وهيومن رايتس ووتش وأطباء بلا حدود ومنظمات متخصصة في دراسة آثار هذه الألغام.
وأكد المتحدثون أن الحوثي لا يستهدف بألغامه فقط أرواح المدنيين بل أيضا مصادر رزقهم ومعيشتهم نظرا لأنه يزرعها في المزارع وقرب مصادر المياه وفِي أماكن رعي الماشية، وحتى في المدارس، وكل ذلك - على حد قول المتحدثين - يهدف إلى إرهاب وترويع المواطنين اليمنيين وقد اتضح ذلك جليا وبكل وحشية في محافظة تعز حيث معظم الحوادث والضحايا.
وعبر الخبراء عن أسفهم بسبب انعدام الأمن في مناطق عديدة في مرحلة ما بعد الانقلاب وعدم إمكانية وصول الفرق المتخصصة في نزع الألغام، وهو ما يجعل عددا من المواطنين يقومون بمحاولات فردية لنزع الألغام دون خبرة أو أدوات كافية وهي عملية - على حد تحذيرهم - ينجم عنها ضحايا وكوارث إنسانية خاصة أن هذه المناطق تنعدم فيها الرعاية الصحية ويتوفى العديد من المصابين في الطريق خلال محاولة إسعافهم إلى المدن المجاورة.
واستعرض المجتمعون في السياق نفسه جهود مركز الملك سلمان للإغاثة الذي يدعم مشروع «مسام» لنزع الألغام والذي يعمل على إزالة هذه الألغام من المدارس والمساكن والمزارع وآبار المياه والطرق.
واتفق الخبراء المجتمعون على أن استخدام الحوثيين للألغام ليس بغرض الدفاع عن النفس أو تكتيك عسكري بل هو سياسة ممنهجة لبث الرعب في نفوس المواطنين وإخضاعهم للسيطرة الحوثية وإرغامهم على دعم حرب الحوثيين العبثية والسماح بتجنيد أبنائهم واستخدام مناطقهم كمواقع عسكرية للميليشيات.
وأصدر المجتمعون والخبراء في ختام الحلقة بياناً طالبوا فيه المجتمع الدولي والمنظمات المتخصصة بإيلاء هذه القضية اهتماماً أكبر وبذل جهود أكثر لمنع استخدام الألغام وكذلك المساعدة في رعاية ضحاياها سواء بالتطبيب أو بالعلاج النفسي وإعادة التأهيل.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.