الأطفال اليتامى من أبناء «الدواعش» وصلوا بلجيكا

بروكسل: السلطات تتعهد بحمايتهم لبدء مرحلة جديدة

الأطفال اليتامى من أبناء «الدواعش» وصلوا بلجيكا
TT

الأطفال اليتامى من أبناء «الدواعش» وصلوا بلجيكا

الأطفال اليتامى من أبناء «الدواعش» وصلوا بلجيكا

جرى الإعلان في بروكسل عن وصول الطائرة التي أقلت 6 أطفال من أبناء «الدواعش»، بعد أن وافقت الحكومة البلجيكية على إعادتهم من مخيمات إيواء نساء وأطفال «الدواعش»، التي تخضع لإشراف الأكراد بالقرب من الحدود بين سوريا والعراق. ونشرت وسائل الإعلان صور وصول الطائرة إلى قاعدة ميلسبروك العسكرية في بلجيكا، مساء الجمعة. وحسب وزير الخارجية البلجيكي ديديه رايندرس، فقد وصلت الطائرة مساء الجمعة إلى أحد المطارات البلجيكية، ووجه الوزير، في تغريدة له على «تويتر»، الشكر لوزارة الدفاع البلجيكية على ما وصفه الوزير بالعمل الإنساني الذي قامت به لإعادة هؤلاء الأطفال، مضيفاً أن الأطفال سيخضعون الآن لإشراف السلطات المختصة لرعايتهم.
من جانبه، قال مكتب التحقيقات البلجيكي إن الأمر يتعلق بعودة 5 أطفال أقل من سن 18 عاماً وفتاة بلغت مؤخراً سن الـ18، ونظراً لأن الأمر يتعلق بأطفال أقل من سن الرشد فقد رفض مكتب التحقيقات إعطاء أي معلومات إضافية حول ماذا سيحدث معهم، بعد الوصول، ولكن ألمحت المصادر نفسها إلى وجود تدابير لحماية هؤلاء الأطفال من قبل السلطات المختصة في البلديات، التي تعيش فيها عائلاتهم. ونوهت أيضاً بأن هؤلاء الأطفال عاشوا فترة عصيبة خلال المرحلة السابقة في سوريا، ويجب الآن توفير الظروف والإجراءات اللازمة لتجاوز هذه المرحلة، وبدء مرحلة جديدة.
كانت منظمة «شيلدن فوكس» قد حاولت إقناع السلطات بزيادة عدد الأطفال العائدين إلى سبعة، بإضافة طفل رضيع عمره عام ونصف العام، يعاني من ظروف صحية صعبة، في معسكرات الإيواء في الهول وعين عيسى، ولكن المحاولات لم تفلح. وقالت هايدي دبياو من المنظمة إن إعادة الأطفال الستة خطوة مهمة، ويجب الآن توفير الأجواء المناسبة لهم لبدء حياة جديدة مثلهم مثل باقي الأطفال الآخرين، وبشكل طبيعي، وبعيداً عن أجواء القتال والحرب في مناطق الصراعات.
جاء ذلك بعد أن سادت حالة من الجدل الحاد والخلافات في المواقف بين السياسيين وقيادات الأحزاب البلجيكية المختلفة، عقب إعلان الحكومة في بروكسل عن موافقتها على إعادة 6 أطفال من أبناء «الدواعش»، خصوصاً من اليتامى، وشنت أحزاب اليمين، واليمين المتشدد، هجوماً على الحكومة الحالية التي تقوم بتصريف الأعمال في البلاد لحين تشكيل حكومة جديدة عقب انتخابات 26 مايو (أيار) الماضي.
وطالب اليمين المتشدد بتوضيح من الحكومة للبرلمان الجديد حول الخطوة التي اتخذتها بشأن إعادة 6 أطفال من أبناء المقاتلين البلجيكيين، الذين انضموا في وقت سابق لصفوف تنظيم «داعش» في سوريا والعراق، حسب بيان وزعه حزب «فلامس بلانغ»، وعلقت باربارا صوفي، التي نجحت في الانتخابات الأخيرة عن الحزب نفسه، وتستعد لدخول البرلمان من جديد، بأن الحكومة الحالية عليها أن تعود للبرلمان لتوضيح الأمر، لأن القرار الذي سبق الإعلان عنه، هو التفكير في إعادة أطفال أقل من 10 سنوات، ولكن وفقاً لبيان اليمين المتشدد، فإن الأشخاص الستة، المقرر إعادتهم، بينهم فتاة تبلغ من العمر 18 عاماً وهناك آخران عمرهما 14 عاماً. فيما رد وزير المالية البلجيكي ألكسندر ديكرو، بأن جهاز الاستخبارات الأمنية البلجيكي، قام بتقييم الأمر، ووافق على اللائحة التي تضم الأشخاص الستة، وبعد تقييم من مركز تحليل المخاطر الإرهابية، وقال أيضاً إن من بين الأطفال هناك طفلين، عمر كل واحد منهما 10 سنوات، وجرى نقل الأطفال الستة من معسكري الهول وعين عيسى في سوريا إلى منطقة أربيل العراقية قبل إعادتهم إلى بلجيكا.
من جانبه، انتقد وزير شؤون الهجرة والأجانب السابق من «يمين الوسط»، ثيو فرانكين، قرار الحكومة، وقال إنه يعارض إعادتهم، لأن هذا الأمر قانونياً غير ممكن، وشكك الوزير، في تغريدة عبر «تويتر»، في أن بعض الأطفال المقرر إعادتهم ليسوا من اليتامى، وهناك شكوك في وفاة والديهم، كما أن عدداً من أطفال «الدواعش» لا يحملون الجنسية البلجيكية، ما يفتح الباب لعودة الأمهات في مرحلة مقبلة، وبعدها يعود الآباء الذين قاتلوا في صفوف «داعش».


مقالات ذات صلة

وزير الدفاع الأميركي: نحتاج لإبقاء قواتنا في سوريا لمواجهة تنظيم داعش

الولايات المتحدة​  وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في قاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا (أ.ف.ب)

وزير الدفاع الأميركي: نحتاج لإبقاء قواتنا في سوريا لمواجهة تنظيم داعش

قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن لوكالة أسوشيتد برس إن الولايات المتحدة بحاجة إلى إبقاء قواتها في سوريا لمنع تنظيم داعش من إعادة تشكيل تهديد كبير.

«الشرق الأوسط» (قاعدة رامشتاين الجوية (ألمانيا))
المشرق العربي وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (الخارجية التركية)

تركيا تكشف عن 4 مطالب دولية في سوريا

كشفت تركيا عن إجماع دولي على 4 شروط يجب أن تتحقق في سوريا في مرحلة ما بعد بشار الأسد وهددت بتنفيذ عملية عسكرية ضد القوات الكردية في شمال سوريا وسط دعم من ترمب

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي قائد الجيش الأردني اللواء يوسف الحنيطي مستقبلاً وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة (التلفزيون الأردني)

بين أنقرة ودمشق… مساع أردنية لإعادة بناء قدرات «سوريا الجديدة»

هناك رأي داخل مركز القرار الأردني ينادي بدور عربي وإقليمي لتخفيف العقوبات على الشعب السوري و«دعم وإسناد المرحلة الجديدة والانتقالية».

محمد خير الرواشدة (عمّان)
المشرق العربي فيدان والصفدي خلال المؤتمر الصحافي في أنقرة (الخارجية التركية)

تنسيق تركي - أردني حول دعم المرحلة الانتقالية في سوريا... وعودة اللاجئين

أبدت تركيا توافقاً مع الأردن على العمل لضمان وحدة وسيادة سوريا ودعم إدارتها الجديدة في استعادة الاستقرار وبناء مستقبل يشارك فيه جميع السوريين من دون تفرقة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي عبد القادر مؤمن

كيف أصبح ممول صومالي غامض الرجل الأقوى في تنظيم «داعش»؟

يرجّح بأن الزعيم الصومالي لتنظيم «داعش» عبد القادر مؤمن صاحب اللحية برتقالية اللون المصبوغة بالحناء بات الرجل الأقوى في التنظيم

«الشرق الأوسط» (باريس)

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.