الرئيس الأميركي يتراجع عن تصريحات حول تلقيه معلومات تضر بخصومه السياسيين

تراجع الرئيس الأميركي عن موقفه أمس الجمعة بشأن ما إن كان سيبلغ جهات إنفاذ القانون الأميركية بوجود تدخل أجنبي في أي حملة سياسية تضر بخصومه السياسيين، وقال في مقابلة مع قناة فوكس نيوز إنه كان «بالطبع» سيخبر السلطات. وكان ترمب صرح خلال مقابلة مع محطة إيه.بي.سي نيوز هذا الأسبوع بأنه مستعد لقبول مساعدة أي كيان أجنبي يسعى للتدخل في السياسة الأميركية مضيفا أنه لا يوجد «ما يعيب» ذلك، مما أثار غضبا وانتقادات واسعة من الديمقراطيين.
واعتبر ترمب، في دفاعه الخميس أن اتصالاته وحديثه مع الحكومات والمسؤولين الأجانب تعتبر جزءا من وظيفته كرئيس للولايات المتحدة الأميركية، وأنه لا توجد ضرورة لإبلاغ مكتب التحقيقات الفيدرالي «إف بي أي» بكل ما يدور بينه وبين المسؤولين الأجانب.
واعتبر الرئيس الأميركي أن الاستماع إلى المعلومات الضارة من ممثل أجنبي يعادل عقد اجتماعات دبلوماسية مع رؤساء دول أجنبية. وسعى ترمب، عبر سلسلة من التغريدات، التقليل من أهمية تصريحاته بعد موجة الانتقادات التي واجهها من الديمقراطيين، وارتفاع الأصوات المطالبة بعزله.
وغرد قائلا «أقابل وأتحدث إلى حكومات أجنبية كل يوم. التقيت للتو بملكة المملكة المتحدة، وأمير ويلز، ورئيس وزراء المملكة المتحدة، ورئيس وزراء آيرلندا، ورئيس فرنسا، ورئيس الجمهورية بولندا. تحدثنا عن كل شيء. هل يجب علي الاتصال على الفور بمكتب التحقيقات الفيدرالي حول هذه المكالمات والاجتماعات؟ كم هو مثير للسخرية! لن يوثق بي أبدا مرة أخرى».
«والحقيقة هي أن مطاردة الساحرات هي عملية احتيال عملاقة حيث الديمقراطيون وغيرهم من الناس السيئين حقا تجسسوا على حملتي الانتخابية. كان لديهم بوليصة تأمين فقط في حالة فقدت الفاسدة هيلاري كلينتون والديمقراطيون سباقهم للرئاسة! هذه هي أكبر وأسوأ فضيحة سياسية في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية. حزين!».
وكان ترمب قد قال في حوار مع قناة «إي بي سي» الأميركية، إنه لن يعترض على سماع شخصيات أجنبية إذا أتوا إليه وعرضوا عليه معلومات تضر بخصومه السياسيين في الانتخابات المقبلة في ٢٠٢٠. وقال، خلال حواره الذي أذيع الأربعاء، ردا على سؤال إذا كان يمكن أن يقبل الحصول على معلومات تضر بمنافسيه في السباق الرئاسي إذا تم عرضها من جهات أو دول أجنبية: «لا حرج في الاستماع. إذا اتصل شخص ما من بلد، النرويج مثلا، وقال لدينا معلومات عن خصمك. أعتقد أنني أريد أن أسمع ذلك».
وتابع: «هذا ليس تدخلا. لديهم معلومات. أعتقد أنني سآخذها. وإذا وجدت أن هناك شيئا خطأ، سوف أتصل بمكتب التحقيقات الفيدرالي». وأضاف: «إذا ذهبت للتحدث بأمانة مع أعضاء الكونغرس، فإنهم يفعلون ذلك جميعاً. إنهم دائماً يفعلون، وهذه هي الطريقة». وعندما أشار المحاور الصحافي إلى أن مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كريستوفر وراي يطالب بضرورة إبلاغ الوكالة بهذا النوع من الحوادث، قال ترمب إن وراي كان على «خطأ». وأضاف: «الحياة لا تعمل بهذه الطريقة».
واعتبر عدد كبير من الديمقراطيين أن تصريحات ترمب تعد بمثابة دعوة صريحة للجهات والدول الأجنبية للتدخل في الانتخابات الرئاسية المقبلة في ٢٠٢٠.
وقالت رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، ديمقراطية عن ولاية كاليفورنيا، إن الرئيس ترمب «لا يعرف الصواب من الخطأ». واعتبرت بيلوسي، في مؤتمرها الصحافي الأسبوعي صباح الخميس، أن موقف ترمب «المتعجرف» تجاه الممثلين الأجانب الذين يوفرون الأوساخ الانتخابية كان «اعتداء على ديمقراطيتنا».
وأضافت: «إنه لأمر محزن للغاية أنه لا يعرف الصواب من الخطأ. إنه ضد أي شعور بالآداب». لكنها أشارت إلى أن التحقيقات التي يجريها الكونغرس حاليا ضد ترمب «لا علاقة لها بالسياسة» و«كلها تتعلق بالوطنية». وقالت بيلوسي: «الجميع في البلاد يشعرون بالفزع التام لما قاله الرئيس الليلة الماضية. مروع تماما. لكنه يدلي عادة بتصريحات مروعة».
وسخر المرشح الرئاسي الديمقراطي بيرني ساندرز من حديث ترمب وقال إن الرئيس لا يفهم الدستور وظن في نفسه أنه فوق القانون. وقال، خلال حديثه لشبكة «سي إن إن» أول من أمس: «لست مصدوماً تماماً. أعتقد أن لدينا رئيساً لا يفهم دستور الولايات المتحدة أو يحترم الدستور. شخص لا يؤمن بالفصل بين السلطات. شخص يعتقد أنه فوق القانون. هذا هو السبب في اعتقادي إنه يجب على مجلس النواب البدء في عزل ترمب. لا، أنا لست مصدوماً».
فيما انتقدت السيناتور الديمقراطية كامالا هاريس (كاليفورنيا) بشكل كبير تصريحات ترمب. وقالت خلال ظهورها على قناة «إم إس إن بي سي» هذا هو القائد الأعلى. إنه أمر مشين. هذا الرجل لا يفهم الوظيفة ولا يمكنه القيام بها بشكل جيد للغاية. فيما غردت السيناتورة الديمقراطية إليزابيث وارين، وهي مرشحة أيضا للرئاسة، قائلة: «أوضح تقرير مولر أن حكومة أجنبية هاجمت انتخاباتنا في عام 2016 لدعم ترمب. ورحب ترمب بتلك المساعدة، وعرقل التحقيق. الآن، قال إنه سيفعل ذلك من جديد. لقد حان الوقت لعزل دونالد ترمب».
واعتبرت المرشحة الرئاسية الديمقراطية، آمي كلوبوشار، وهي أيضا عضو ديمقراطي بالكونغرس عن ولاية مينسوتا، أن تصريحات ترمب «مخزية»، وقالت: «لقد أعطى رئيس الولايات المتحدة فعلياً إذناً لوكلاء أجانب للتدخل في انتخاباتنا. نحتاج إلى قانون الانتخابات الآمنة، وقانون الإعلانات الصادقة الذي تم تمريره على الفور. انتخابات 2020 ليست آمنة. أمر مشين».
وطالبت السيناتور الديمقراطي كيرستن غيليبيراند (ولاية نيويورك) أيضا بضرورة البدء في إجراءات عزل الرئيس بعد تصريحاته الأخيرة حول استعداده للحصول على معلومات تضر بخصومه السياسيين من جهات أجنبية. وغرد غيليبيراند أمس: «لقد حان الوقت للكونغرس لبدء جلسات الاستماع لعزل الرئيس».
كما انتقد المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الأميركية جون برينان، تصريحات الرئيس واعتبرها غير مسؤولة. وغرد برينان أول من أمس: «هذا هو أحدث مثال على ما يعنيه نائب الرئيس بايدن عندما قال إن ترمب يمثل تهديداً وجودياً لبلدنا. غير لائق ليكون الرئيس. لا يستحق أي منصب عام، ويجب على جميع الأميركيين أن يغضبوا».