زيادة إقبال طلاب من الشرق الأوسط على الجامعات الهندية

روابط جغرافية وتاريخية تجذب الطلاب إلى مؤسسات عامة وخاصة

عدد من طلاب منطقة الشرق الأوسط خلال عملية ملء استمارات الالتحاق بجامعة لفلي «(الشرق الأوسط)»
عدد من طلاب منطقة الشرق الأوسط خلال عملية ملء استمارات الالتحاق بجامعة لفلي «(الشرق الأوسط)»
TT

زيادة إقبال طلاب من الشرق الأوسط على الجامعات الهندية

عدد من طلاب منطقة الشرق الأوسط خلال عملية ملء استمارات الالتحاق بجامعة لفلي «(الشرق الأوسط)»
عدد من طلاب منطقة الشرق الأوسط خلال عملية ملء استمارات الالتحاق بجامعة لفلي «(الشرق الأوسط)»

إذا كنت واحدا من الذين يخططون للقدوم إلى الهند للعام الدراسي (2014 - 2015)، تسعى «الشرق الأوسط» لتوفر لك نظرة سريعة حول الحياة في كليات جامعة دلهي، بالإضافة إلى بعض الجامعات الخاصة الأخرى، مما يمنحك فكرة جيدة عن التحديات والخبرات التي قد تواجهها عقب مغادرة عائلتك وموطنك قادما إلى أرض تبعد مئات الأميال. وفي سبيل ذلك، حاولنا الوصول إلى طلاب من منطقة الشرق الأوسط الذين يدرسون بالفعل في الهند، وما هي الخبرات التي اكتسبوها، وقائمة ما ينبغي فعله وما لا ينبغي فعله في الهند بالنسبة لطلاب المنطقة.
يقول نافروج حسيني، طالب إيراني، اختار المجيء إلى الهند للدراسة بسبب التقارب الجغرافي بين الهند وإيران ولأن كلتا الدولتين تشتركان في الكثير من الثقافات والعادات والتقاليد المشتركة، إن «الذهاب إلى الكلية في مدينة مثل دلهي يعد تجربة ثرية وربما شاقة بعض الشيء. يمكن لحياة الحرم الجامعي أن تكون مربكة من دون توفر المعلومات الصحيحة». ويقترح حسيني أنه ينبغي على المرء إعداد نفسه جيدا لقبول المجتمع العلماني الهندي من أجل البقاء في الهند.
تعد جامعة دلهي من الجامعات المرموقة في البلاد، وهي تضم أكثر من 70 كلية تابعة في مختلف المقررات الجامعية. وتمتد عملية القبول للطلاب الأجانب إلى خمسة أو ستة أشهر في الهند، وتبدأ تلك العملية في شهر يناير (كانون الثاني) وتنتهي في شهر يونيو (حزيران) من كل عام. وقد خصصت جامعة دلهي نسبة ثابتة تبلغ 5% من المقاعد لصالح الطلاب الأجانب في كل كلية.
يقول الطالب عبد الرحمن من المملكة العربية السعودية، والذي يلتحق بفصل دراسات غرب آسيا في جامعة جاميا ميليا «دائما ما رغبت في الدراسة في جامعة دلهي وإنني هنا الآن. أحب بيئة الحرم الجامعي كثيرا». وأضاف مع ذلك أنه كان من الصعب عليه قليلا التكيف مع الطعام الهندي، وثانيا، كانت اللغة تعتبر مشكلة بالنسبة له خلال الشهور الأولى من دراسته، حيث في بلاده نادرا ما يتحول الناس إلى اللغة الإنجليزية مفضلين الدراسة باللغة العربية. وهو يقترح الالتحاق بدورة مكثفة في اللغة الإنجليزية للمساعدة في الفهم والإدراك. ويعد ذاته من هواة أفلام بوليوود الهندية، إذ لم تفته مشاهدة أي من أفلامها، ولكنه يفضل الأفلام ذات الترجمة الحوارية الملحقة حيث لا تزال لديه بعض المشكلات في فهم اللغة الهندية.
وعلى الرغم من ذلك، ظلت الهند لقرون طويلة المقصد التعليمي المفضل للطلاب العرب، حيث يأتي إليها الكثير منهم وفقا لتوصيات من أفراد في عائلاتهم، أو الأصدقاء، أو بخلاف ذلك، ممن درسوا بالفعل في الهند ولديهم دراية ووعي بالثقافة وأسلوب الحياة هناك.
يسعى سيف سليماني من عمان إلى الحصول على درجة الماجستير في إدارة الأعمال، والذي اختار القدوم إلى الهند على إثر دراسة والده في الهند أثناء حقبة السبعينات. ويقول «جئت إلى الهند للكثير من الأسباب. أولها، كان والدي مرتبطا بالهند لأنه تلقى تعليمه فيها أثناء فترة السبعينات، ولذلك فهو يعرف نظام التعليم الهندي جيدا». وكانت نصيحته تقول «سوف ترى مكانا جديدا، وتقابل أناسا جددا وتخوض تجارب جديدة وتتعرض لأسلوب حياة مختلف بالكامل لا علاقة له بالراحة المنزلية.. حيث ستكون بمفردك وتدير شؤون حياتك بنفسك في مكان مثل دلهي، وهي أسباب كافية جدا لتعد وتجهز نفسك تماما». إذن ما الذي ينبغي عليك فعله؟
لدينا هنا معلومات داخلية سريعة حول كل ما تحتاج معرفته كطالب جامعي جديد في جامعة دلهي الهندية.
يعتبر الحرمان الجامعيان الشمالي والجنوبي من جامعة دلهي من الأماكن الآمنة نظرا لوجود الشرطة. ولكن قد يحمل الطلاب بخاخات الفلفل للمزيد من الحذر والاحتياط، وخصوصا أثناء ساعات الليل المتأخرة.
في بيئة اجتماعية تضم أناسا من كل الخلفيات الاجتماعية والاقتصادية ومع الاهتمامات المتنوعة، من الأهمية بمكان أن يكون الإنسان ذا عقلية متفتحة، وذا شخصية ودودة، وأن يغادر أحدنا منطقة الراحة لديه ويتحدث مع الناس من حوله.
يسعى أميمول صديقي وهو من إحدى الدول العربية لنيل درجة البكالوريوس في التكنولوجيا الحيوية، ويقول: في الهند، من الأمور التي تبعث على الارتياح ممارسة الشعائر الدينية مع عدد كبير من المسلمين. ويحترم رفاقي في الدراسة الحساسيات الدينية الخاصة بي وخصوصا خلال شهر رمضان. ولذلك، بالنسبة لأصدقائي من العرب، «لا تتردد في ممارسة شعائر دينك في الهند، التي تتمتع بتنوع عجيب في التاريخ، والثقافة، والتقاليد».
توفر الكثير من الكليات النزل لإقامة الطلاب والطالبات. ومع ذلك، غالبا ما لا تكون تلك النزل كافية حيث يتجاوز عدد المتقدمين المقاعد المحجوزة في كل نزل. وبالتالي، يعتمد الكثير من الطلاب على اختيارات سكنية مثل الإقامة العائلية (مع عائلات هندية) وشقق الإيجار. يمكن لأحدنا العثور على غرفة واحدة للسكنى في مقابل يتراوح ما بين 7000 روبية إلى 10.000 روبية مع رسوم إضافية لقاء الكهرباء وغير ذلك من المرافق، وفقا لما ذكره السيد ريشي ماجو، وهو وكيل عقاري يعمل في المنطقة. ويتشارك رياض كساب، وهو طالب فلسطيني يدرس الهندسة المعمارية في جامعة جاميا ميليا، في السكن مع أربعة من أصدقائه. والسبب وراء ذلك كما يوضح رياض هو القواسم المشتركة فيما بينهم من حيث الثقافة واللغة والطعام.
ومع ذلك، في الوقت الحالي، توفر غالبية الجامعات الخاصة ذات الأسماء الكبرى في الهند للطلاب المنتجعات الصحية، وصالونات التجميل، ومراكز التسوق، ومحلات البيتزا، والمقاهي، وصالات البولينغ في مجمعات الحرم الجامعي.
ويضم الحرم الجامعي الذي تبلغ مساحته 60 فدانا مغطاة بالكامل بشبكة واي فاي (WiFi) في جامعة أميتي الهندية الواقعة على مشارف العاصمة دلهي صالون لوريال (L›Oreal)، ومكتبة تيكسونز (Teksons)، وميدان للرماية بعدد 20 حارة، ومركز لليوغا، ومركز لندن هاوس (London House) للتنظيف الجاف، ومغسلة للملابس.
واختار طالب من مدينة مسقط الدراسة في جامعة أميتي الهندية على غيرها من الكليات في مدينة دلهي نظرا لمرافق إعاشة الطلاب الممتازة التي توفرها. ويقول «كان عمي يعمل دبلوماسيا في دلهي حينما زرته منذ بضع سنوات عندما كنت في سن المراهقة، ووجدت صعوبة في التكيف مع حرارة الجو والأتربة التي تغطي سماء دلهي، ولذلك عندما طلب مني والدي دراسة تكنولوجيا المعلومات في الهند، أخبرته بأن يسدد عني فواتير الإقامة في نزل الطلاب»، ويدفع الطالب مبلغ 150 ألف روبية في العام، وهو ضعف ما يدفعه غيره من الطلاب. وبالنسبة لهواة أفلام بوليوود، كثيرا ما يتردد نجوم بوليوود على الحرم الجامعي للترويج لأفلامهم الجديدة.
تضم كلية الأعمال الهندية، وهي واحدة من أغلى كليات الإدارة في البلاد، حمام سباحة داخل الحرم الجامعي، وصالون، وخدمات تنظيف الملابس، ومكتب للسفريات، ومتجر للتسوق. ويقول المتحدث الرسمي باسم الكلية «يجري اختيار الخدمات بناء على الاحتياجات العامة للطلاب».
وتتباهى جامعة لافلي المهنية في مدينة غالاندر بمركز التسوق الذي تبلغ مساحته 80 ألف قدم مربع، مكتب البريد، وصالة البولينغ، ومحطة الفوركس، و40 ماكينة صراف آلي، والمقاهي، والصالونات، ومراكز البخار والساونا، والمستشفى والفندق. ومع ذلك، يفضل الكثير من الطلاب في العالم العربي، مدينة حيدر آباد، التي تتمتع بروابط وثيقة مع المنطقة العربية منذ عهد حكامها السابقين.
يقول عبدي نور (21 عاما)، من كينيا، وهو طالب في السنة الثانية ويسعى للحصول على درجة البكالوريوس في مجال الخدمات المصرفية والتأمين، وكذلك عبد الله من سوريا، إن «مدينة حيدر آباد كانت خيارهم الأول للتعليم العالي حيث إن الطلاب لا يشعرون بالغربة في مكان مثل هذا». ويعتبر الطعام على قائمة الأشياء الأخرى التي تجذب الطلاب من الشرق الأوسط إلى تلك المدينة القديمة بخلاف صلات القرابة. سواء كان صحنا من الشوربة أو خبز الشيرمال، فإن نجوى، الطالبة اللبنانية لا تستطيع مقاومة المأكولات المتاحة في مدينة حيدر آباد.
يعتبر المترو أكثر خيارات التنقل شيوعا بين كثير من طلاب الكليات والجامعات، الذين يقرأون أو يدردشون أو ينالون إغفاءة سريعة أثناء الرحلة. ويفضله الكثيرون على ركوب الحافلات وكذلك السيارات الخاصة نظرا للطرق المزدحمة بشدة في المدينة.
يمنح الطلاب درجات على الحضور والذي يمكن أن يعد عاملا حاسما في درجات الامتحان. وعلاوة على ذلك، هناك نسبة 66.66% كحد أدنى لحضور الطلاب حتى يتمكنوا من حضور امتحانات الفصل الدراسي.
تعقد معظم مهرجانات الكليات السنوية خلال النصف الثاني من العام الدراسي. وتشمل تلك المهرجانات الكثير من الفعاليات مثل المسابقات والحفلات الموسيقية. وهناك الحفلات من قبل الفرق والمطربين المشهورين بجانب ليالي دي جي ذات الحشود العظيمة. تسمح المهرجانات للطلاب من مختلف الكليات باستكشاف المؤسسات التعليمية الأخرى. ومن بعض المهرجانات الشهيرة (Hindu College›s Mecca)، و(Miranda House›s Tempest)، و(Lady Shri Ram College›s Tarang).
تمتلك جامعة دلهي إذاعة محلية، تعرف باسم (إذاعة جامعة دلهي المحلية) على تردد (90.4MHz)، وقد تأسست عام 2007، وتلك المحطة الإذاعية تعمل وتدار بالكامل من قبل الطلاب تحت إشراف «ر. ك. سينغ»، مستشار الإذاعة المحلية. ولا يعمل الطلاب فقط على تصميم البرامج الإذاعية، بل يتعلمون كذلك الجوانب الفنية لأجهزة الإرسال والميكروفونات، إضافة إلى أشياء أخرى. وتتم إذاعة البرامج من الساعة 9:30 صباحا وحتى الساعة 4:30 عصرا.

* خمسة أشياء يجب القيام بها
1- التحق بتدريب عملي يثير حماسك للتنافس ويضيف الجديد إلى مجموعة مهاراتك الخاصة، وخبراتك وكذلك شخصيتك عندما تتقدم إلى الوظائف عقب التخرج.
2- احرص على تنظيم فعالية واحدة على الأقل في المهرجان الخاص بكليتك.
3- التحق بدورة تدريبية إضافية وتعلم لغة أو مهارة جديدة مثل التصوير.
4- استكشف الحرم الجامعي والمدينة والتي تتمتع بالكثير من الخيارات التي تتنوع ما بين الفنون والثقافة إلى الرياضة.
5- التحق بمنظمة للعمل التطوعي. الطالب الإيراني سعيد أفروزي، الذي يسعى لنيل درجة الماجستير في التكنولوجيا، هو من أبطال رياضة المصارعة ومن الحاصلين فيها على الميدالية الذهبية في فعاليات ما بين الكليات وقد تم تعريفه على المصارع الأوليمبي الهندي سوشيل كومار. ويقول أفروزي «لقد كان معجبا جدا بأسلوبي في المصارعة ومنحني بعض النصائح حول الرياضة. إنني أوصي زملاء الدراسة من الشرق الأوسط بمتابعة ممارسة الرياضة في الحرم الجامعي».
كما يلتحق الكثير من الطلاب العرب بالفرق الرياضية الجامعية لشغفهم الشديد بكرة القدم. يقول محمد البكر، والذي يسعى لنيل درجة البكالوريوس في الطب اليوناني في دلهي «إننا نلعب كرة القدم بحماس كبير هنا ولدينا فريق ممتاز من الشباب من مختلف الجنسيات العربية حيث تقدر إدارة الكلية / الجامعة مهارات الطلاب العرب في كرة القدم».



حينما تكون اللهجة معوقاً للنجاح... فالحل بدراسة النطق الصحيح

حينما تكون اللهجة معوقاً للنجاح... فالحل بدراسة النطق الصحيح
TT

حينما تكون اللهجة معوقاً للنجاح... فالحل بدراسة النطق الصحيح

حينما تكون اللهجة معوقاً للنجاح... فالحل بدراسة النطق الصحيح

اللهجات المختلفة تشير أحياناً إلى منشأ المتحدث بها، أو درجة تعليمه، أو وسطه الاجتماعي. وفي بعض الأحيان، تقف اللهجات عائقاً أمام التعلم والفهم، كما أنها في بعض الأحيان تقف عقبة أمام التقدم المهني ونظرة المجتمع للمتحدث. ولهذا يتطلع كثيرون إلى التخلص من لهجتهم، واستبدالها بلغة «راقية» أو محايدة تمنحهم فرصاً عملية للترقي، وتحول دون التفرقة ضدهم بناء على لهجة متوارثة لا ذنب لهم فيها.
هذه الفوارق بين اللهجات موجودة في كل اللغات، ومنها اللغة العربية التي يحاول فيها أهل القرى اكتساب لهجات أهل المدن، ويتحدث فيها المثقفون إعلامياً بلغة فصحى حديثة هي الآن اللغة السائدة في إعلام الدول العربية. ولكن من أجل معالجة وسائل التعامل مع اللهجات واللكنات، سوف يكون القياس على اللغة الإنجليزية التي تعد الآن اللغة العالمية في التعامل.
هناك بالطبع كثير من اللهجات الإنجليزية التي تستخدم في أميركا وبريطانيا وأستراليا ودول أخرى، ولكن معاناة البعض تأتي من اللهجات الفرعية داخل كل دولة على حدة. وفي بريطانيا، ينظر البعض إلى لهجة أهل شرق لندن، التي تسمى «كوكني»، على أنها لهجة شعبية يستخدمها غير المتعلمين، وتشير إلى طبقة عاملة فقيرة. وعلى النقيض، هناك لهجات راقية تستخدم فيها «لغة الملكة»، وتشير إلى الطبقات العليا الثرية، وهذه أيضاً لها سلبياتها في التعامل مع الجماهير، حيث ينظر إليها البعض على أنها لغة متعالية، ولا تعبر عن نبض الشارع. وفي كلا الحالتين، يلجأ أصحاب هذه اللهجات إلى معالجة الموقف عن طريق إعادة تعلم النطق الصحيح، وتخفيف حدة اللهجة الدارجة لديهم.
الأجانب أيضاً يعانون من اللكنة غير المحلية التي تعلموا بها اللغة الإنجليزية، ويمكن التعرف فوراً على اللكنات الهندية والأفريقية والعربية عند نطق اللغة الإنجليزية. ويحتاج الأجانب إلى جهد أكبر من أجل التخلص من اللكنة الأجنبية، والاقتراب أكثر من النطق المحايد للغة، كما يسمعونها من أهلها.
وفي كل هذه الحالات، يكون الحل هو اللجوء إلى المعاهد الخاصة أو خبراء اللغة لتلقي دروس خاصة في تحسين النطق، وهو أسلوب تعلم يطلق عليه (Elocution) «إلوكيوشن»، وله أستاذته المتخصصون. ويمكن تلقي الدروس في مجموعات ضمن دورات تستمر من يوم واحد في حصة تستمر عدة ساعات إلى دورات تجري على 3 أشهر على نحو أسبوعي. كما يوفر بعض الأساتذة دورات شخصية مفصلة وفق حاجات الطالب أو الطالبة، تعالج الجوانب التي يريد الطالب تحسينها.
ومن نماذج الأساتذة الخصوصيين ماثيو بيكوك، الذي يقوم بتدريب نحو 20 طالباً أسبوعياً في لندن على تحسين نطقهم، حيث يتعامل مع حالة طبيب في مستشفى لندني يعاني من لهجته الكوكني، ويريد التخلص منها حتى يكتسب مصداقية أكبر في عمله كطبيب. ويقول الطبيب إنه يكره الفرضيات حول لهجته من المرضى والمجتمع الذي يتعامل معه.
ويقول بيكوك إن الطلب على دروس تحسين اللهجات في ارتفاع دائم في السنوات الأخيرة. كما زاد الطلب على الدروس بنسبة الربع في بريطانيا بعد استفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي في العام الماضي. وكان معظم الطلب من الأوروبيين المقيمين في بريطانيا الذين يريدون التخلص من لكنتهم الأوروبية حتى يمكنهم الاختلاط بسهولة في بريطانيا، وتجنب التفرقة ضدهم من الشعب البريطاني.
ويقدم أحد فروع الأكاديمية الملكية للفنون الدرامية في لندن دروساً شخصية في الإلقاء وتحسين اللهجة. ويقول كيفن تشابمان، مدير فرع الأعمال في الأكاديمية، إن الإقبال في العام الأخير على هذه الدروس زاد من 3 إلى 4 أضعاف. ويتلقى الطلبة دروساً فردية للتخلص من لهجات قروية، ولكن مع تقدم الدروس، يكتشف المدرس أن الطالب يحتاج أيضاً إلى معالجة أمور أخرى غير اللهجة، مثل الاضطراب والضغوط النفسية عند الحديث مع الإعلام وكيفية الإلقاء الصحيح.
وتجرى بعض هذه الدروس عن بعد، عن طريق برامج فيديو مثل «سكايب» يمكن للطالب أن يستمع إلى إلقائه عبر الفيديو من أجل تحسين لهجته. وترتبط دروس تحسين اللهجات في معظم الأحوال بتحسين أساليب التواصل والإلقاء عبر الوسائل الإلكترونية، وهي مقدرة يحتاجها أصحاب الأعمال في توصيل أفكارهم بوضوح وبساطة إلى زبائن الشركة والموردين الذين يتعاملون معهم، خصوصاً أن التعامل في عالم الأعمال الحديث يكون في مناخ دولي من جميع أنحاء العالم.
وبخلاف أصحاب الأعمال، يقبل على دروس تحسين اللهجة والحديث العام شرائح مجتمعية أخرى، مثل المدرسين والمحامين. وتقول فيليستي غودمان، مدربة الصوت التي تعمل في مدينة مانشستر، إنها فوجئت بأن بعض طلبتها اعترفوا بأنهم فشلوا في مقابلات عمل بسبب اللهجة، وهي تعتقد أن أصحاب الأعمال قد يقصدون القدرة اللغوية أو كيفية النطق، بدلاً من اللهجة، عند رفض المتقدمين لوظائف معينة.
ومن شركة متخصصة في تدريب الموظفين الذين يعملون في مجال السلع والخدمات الفاخرة، اسمها «لندن لكشري أكاديمي»، يقول مديرها العام بول راسيل، المتخصص في علم النفس، إن التفرقة ضد بعض اللهجات موجودة فعلاً. وهو يقوم بتدريب موظفي الشركات على التعامل بلهجات واضحة مع كبار الزبائن الأجانب. ويقول إن العامة تحكم على الأشخاص من لهجتهم رغماً عنهم، خصوصاً في بعض المجالات، حيث لا يمكن أن ينجح أي شخص بلهجة قوية في التواصل مع المجتمع المخملي في أي مكان.
ولمن يريد تحسين لهجته أو لغته بوجه عام، مع جوانب كيفية لفظ الكلمات والإلقاء العام، عليه بدورات تدريبية متخصصة، أو بدروس خصوصية من مدرب خاص. وتتراوح التكاليف بين 30 و40 جنيهاً إسترلينياً (40 و52 دولاراً) في الساعة الواحدة. ويحتاج الطالب في المتوسط إلى دورة من 10 دروس.
ولا يلجأ مدرسي النطق الصحيح للغات إلى الإعلان عن أنفسهم لأنهم يكتفون بمواقع على الإنترنت والسمعة بين طلبتهم من أجل الحصول على ما يكفيهم من دفعات الطلبة الجدد الراغبين في التعلم. ويقول روبن وودريدج، من مدرسة برمنغهام، إن تكاليف التعلم اللغوي الصحيح تعادل تكاليف تعلم الموسيقى، وهو يقوم بتعليم ما بين 40 و50 طالباً شهرياً.
ويضيف وودريدج أن سبب الإقبال على دروسه من رجال الأعمال والأكاديميين هو رغبتهم في تجنب الافتراضات المرتبطة بلهجتهم. فعلى رغم جهود التجانس والتعايش الاجتماعي، فإن التفرقة ضد اللهجات ما زالت منتشرة على نطاق واسع في مجتمع مثل المجتمع البريطاني.
وعلى الرغم من أن أكاديمية لندن للموسيقى والفنون الدرامية تقول في شروط اختباراتها إن اللهجات الإقليمية مقبولة، فإن وودريدج يؤكد أن معظم طلبة مدرسة برمنغهام للنطق الصحيح يأتون من مدارس خاصة، ولا يريد ذووهم أن تكون لهجة برمنغهام ذات تأثير سلبي على مستقبلهم.
ويقول أساتذة تعليم النطق اللغوي إن الفرد يحتاج إلى كثير من الشجاعة من أجل الاعتراف بأن لهجته تقف عقبة في سبيل نجاحه، ولذلك يلجأ إلى تغيير هذه اللهجة. ويشير بعض الأساتذة إلى حساسية التعامل مع مسألة اللهجات، والحاجة إلى الخبرة في التعامل مع كيفية تغييرها، ويعتقد أنه في بريطانيا، على الأقل، ما بقيت التفرقة ضد اللهجات، واستمر النظام الطبقي في البلاد، فإن الإقبال على خدمات تحسين اللهجات سوف يستمر في الزيادة لسنوات طويلة.
- كيف تتخلص من لكنتك الأجنبية في لندن؟
> هناك كثير من المعاهد والجامعات والكليات والمدارس الخاصة، بالإضافة إلى المعلمين الذين يمكن اللجوء إليهم في دورات تدريبية، في لندن لتحسين النطق باللغة الإنجليزية، أو التخلص من اللكنة الأجنبية. والنموذج التالي هو لمدرسة خاصة في لندن، اسمها «لندن سبيتش وركشوب»، تقدم دورات خاصة في تعليم النطق الصحيح، وتساعد الطلبة على التخلص من اللكنة الأجنبية في الحديث.
وتقول نشرة المدرسة إنه من المهم الشعور بالثقة عند الحديث، وإن الدورة التدريبية سوف تساهم في وضوح الكلمات، وتخفف من اللكنات، وتلغي الحديث المبهم. وترى المدرسة أن هناك كثيراً من العوامل، بالإضافة إلى اللهجة أو اللكنة الأجنبية، تمنع وضوح الحديث باللغة الإنجليزية، وهي تعالج كل الجوانب ولا تكتفي بجانب واحد.
وتقدم المدرسة فرصة الاستفادة من درس نموذجي واحد أولاً، قبل أن يلتزم الطالب بالدورة التدريبية التي تمتد إلى 10 حصص على 3 أشهر. كما يمكن للطالب اختيار حل وسط بدورة سريعة تمتد لـ5 حصص فقط. وتصل تكلفة الدورة المكونة من 10 حصص إلى 1295 جنيهاً (1685 دولاراً)، ويحصل الطالب بالإضافة إلى الحصص على دليل مكتوب في مائة صفحة للتدريب اللغوي، وخطة عمل مخصصة له، بالإضافة إلى واجبات دراسية أسبوعية. وللمدرسة فرعان في لندن: أحدهما في حي مايفير، والآخر في جي السيتي، شرق لندن بالقرب من بنك إنجلترا.