إسبانيا تسلم المغرب سجيناً متورطاً في تفجير قطارات مدريد

بعد أن قضى 14 عاماً في السجن

TT

إسبانيا تسلم المغرب سجيناً متورطاً في تفجير قطارات مدريد

سلمت السلطات الإسبانية نظيرتها المغربية المعتقل المتطرف حسن الحسكي الذي كان مسجوناً لديها على خلفية أحداث قطارات مدريد 2004». وأفادت اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، بأن تسليم الحسكي، جاء بعدما أتم مدة محكوميته بالسجون الإسبانية، وأنه جرى إيداعه مباشرة بسجن «سلا 2». وكانت اعتداءات مدريد، التي وقعت قبل ثلاثة أيام من الانتخابات العامة الإسبانية 2004، قد أودت بحياة 191 شخصاً، وخلفت ما يقرب من 1800 جريح، ووجهت أصابع الاتهام آنذاك إلى تنظيم «القاعدة».
وطالبت اللجنة، وهي هيئة حقوقية تعنى بأوضاع سجناء الإرهاب السلطات المغربية، بتبرئة الحسكي من أحداث 16 مايو (أيار) التي عرفتها الدار البيضاء عام 2003، كما تم ابتدائياً، و«مراعاة المعاناة والمأساة التي كابدها محتجزاً بعدد من السجون الإسبانية لأزيد من 14 سنة بتهمة هو بريء منها».
وذكرت اللجنة في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه معلومات عن السجين المغربي، وقالت: إن المعتقل الحسكي المتزوج والأب لأربع بنات من مواليد 1963 بمدينة كلميم، وسافر مع أفراد أسرته إلى أغادير، حيث استقروا بحي الخيام، وكان قد هاجر في منتصف الثمانينات إلى ألمانيا من أجل العمل، ثم توجه بعد ذلك إلى سوريا لدراسة اللغة العربية بمعهد الفتح الإسلامي، وبعد استكمال دراسته في الشام، توجَّه الحسكي إلى بلجيكا للعمل وإعالة أسرته، ومن ثم اتجه إلى إسبانيا للبحث عن مورد رزق، إلى أن تمَّ اعتقاله من طرف السلطات الإسبانية في جزيرة لانزروت الإسبانية، بتاريخ 17 ديسمبر (كانون الأول) 2004 حين كان في طريقه للعمل، لتتم إدانته ابتدائياً بـ15سنة سجناً بتاريخ 31 أكتوبر (تشرين الأول) 2007، ويخفف بعد ذلك الحكم إلى 14 سنة استئنافياً في 17 يوليو (تموز) 2008، وذلك على خلفية أحداث قطارات مدريد 2004. وذكرت الهيئة الحقوقية أيضاً، أنه في الأول من أكتوبر 2008، جرى اتخاذ إجراءات تسليم المعتقل الحسكي للمغرب مؤقتاً لمدة 6 أشهر لمحاكمته على خلفية أحداث 16 مايو، التي بُرئ منها ابتدائياً من طرف القضاء المغربي بتاريخ 5 فبراير (شباط) 2009، لتتم إدانته مجدداً بـ10 سنوات على القضية نفسها استئنافياً في الثاني من مارس (آذار) 2009، وتتم إعادته للسجون الإسبانية في الأول من أبريل (نيسان) 2009.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.