تونس تعرض 22 مشروعا في مؤتمر اقتصادي اليوم

في ظل دعم دولي مهم

تونس تعرض 22 مشروعا في مؤتمر اقتصادي اليوم
TT

تونس تعرض 22 مشروعا في مؤتمر اقتصادي اليوم

تونس تعرض 22 مشروعا في مؤتمر اقتصادي اليوم

تعرض الحكومة التونسية 22 مشروعا على المشاركين في المؤتمر الاقتصادي الدولي الذي تحتضنه اليوم (الاثنين) العاصمة التونسية تحت شعار «استثمر في تونس الديمقراطية الناشئة». وأعدت مختلف الدوائر الاقتصادية والمالية استراتيجية للتعريف بمناخ الاستثمار الجديد في تونس وبحزمة الإصلاحات التي أقرتها على مستوى حوافز الاستثمار وتهيئة الظروف الملائمة أمام رؤوس الأموال المقبلة على الاستثمار في تونس بعد عودة الهدوء السياسي والأمني إليها.
وفي هذا السياق، أشار مهدي جمعة، رئيس الحكومة التونسية في حديث إلى «الشرق الأوسط» إلى أن المؤتمر الاقتصادي المزمع تنظيمه في تونس يلقى دعما دوليا مهما وهو ليس مؤتمرا للمانحين وأن تونس لا ترغب في الحصول على مساعدات أو إعانات مالية بقدر ما تسعى إلى تقديم صورة إيجابية عن واقع الاستثمار في تونس وتغير الصورة السلبية عما حدث في البلاد خلال الثلاث سنوات الماضية.
ومن ناحيته، قال نضال الورفلي، الوزير المعتمد لدى رئيس الحكومة المكلف متابعة الملفات اقتصادية، إن التكلفة الإجمالية لتلك المشاريع مقدرة بنحو 12 ألف مليون دينار تونسي (نحو 8 مليارات دولار)، وإن تلك المشاريع الحكومية هدفها إعادة التنمية إلى الجهات بنيات استثمار في حدود 6 ملايين وهي راجعة بالنظر إلى القطاع الحكومي فيما ستنفذ بقية الاستثمارات على شاكلة شراكة بين القطاعين العام والخاص. ومن المنتظر مشاركة شخصيات سياسية واقتصادية مهمة من 30 دولة من بينهم مانويل فالس، الوزير الأول الفرنسي، ولوران فابيوس، وزير الخارجية الفرنسي، وجون كيري، وزير الخارجية الأميركي، وعبد المالك سلال، الوزير الأول الجزائري، وعدة مستثمرين من الخليج العربي، مما عبروا عن دعمهم لهذا التظاهرة الاقتصادية المهمة. كما تحضر هذه التظاهرة الاقتصادية المهمة 20 مؤسسة تمويل عالمية إقليمية من بينها البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والبنك الأفريقي للتنمية.
وقال الورفلي، إن الهدف الأساسي من وراء تنظيم هذا المؤتمر هو استرجاع الثقة المهزوزة في الاقتصاد التونسي وإعادة المستثمرين وإقناعهم بتوضيح الرؤية وعودة مناخ الاستقرار.
ومن المنتظر أن تعرض تونس خلال المؤتمر الذي يدوم يوما واحدا مشروعا بشأن الإصلاحات الهيكلية التي ستنفذها لاحقا وتسعى إلى التقاط أنفاس للاقتصاد التونسي.
وكان حكيم بن حمودة، وزير الاقتصاد والمالية التونسي، قد حذر خلال الأسبوع الماضي من تنامي عجز المالية العمومية في معرض تبريره للإصلاحات الهيكلية الضرورية لإنقاذ الاقتصاد التونسي، وقال إن العجز قد يصل حدود 9.2 في المائة، إن لم يتوقف نزيف دعم المحروقات وعدة مواد استهلاكية.
وتسعى تونس إلى إعادة الثقة للاستثمارات الخارجية والمحلية في ظل تنامي العجز التجاري وتباطؤ النمو الاقتصادي خلال النصف الأول من السنة الحالية، إذ لم يتعد حدود 2.1 في المائة، وهو ما يؤثر على توقعات النمو مع نهاية السنة الحالية.



التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)

ارتفع معدل التضخم في السعودية إلى 2 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على أساس سنوي، مسجلاً أعلى مستوى منذ 15 شهراً، وذلك عطفاً على ارتفاع أسعار قسم السكن والمياه والكهرباء، والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة وأسعار أقسام السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة، مقابل انخفاض أسعار قسم النقل بنسبة 2.5 في المائة.

وعلى الرغم من ذلك الارتفاع فإن هذا المستوى جعل السعودية البلد الأقل ضمن مجموعة العشرين، في الوقت الذي عدَّه اقتصاديون معتدلاً نسبياً.

ووفق مؤشر الرقم القياسي لأسعار المستهلك، الصادر عن الهيئة العامة للإحصاء، الأحد، ارتفع قسم السكن والمياه والكهرباء والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة، وقد تأثر بارتفاع مجموعة الإيجارات المدفوعة للسكن 10.8 في المائة خلال نوفمبر الماضي، بسبب زيادة في أسعار إيجارات الشقق 12.5 في المائة.

المطاعم والفنادق

وكان لارتفاع هذا القسم أثر كبير في استمرار وتيرة التضخم السنوي لنوفمبر 2024، نظراً للوزن الذي يشكله هذا القسم، الذي يبلغ 25.5 في المائة، وفي السياق ذاته، ارتفعت أسعار قسم السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة خلال نوفمبر السابق، متأثرة بارتفاع أسعار المجوهرات والساعات بأنواعها والتحف الثمينة 23.7 في المائة.

وسجلت أسعار قسم المطاعم والفنادق ارتفاعاً بنسبة 1.5 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار الخدمات الفندقية والشقق المفروشة بنسبة 5.9 في المائة، أما قسم التعليم فقد شهد ارتفاعاً بنسبة 1.1 في المائة، متأثراً بزيادة أسعار الرسوم لمرحلتي المتوسط والثانوي 1.8 في المائة.

الأغذية والمشروبات

في حين سجلت أسعار الأغذية والمشروبات ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.3 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار اللحوم والدواجن، 1.9 في المائة. من جهة أخرى، انخفضت أسعار قسم تأثيث وتجهيز المنزل بنسبة 2.9 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الأثاث والسجاد وأغطية الأرضيات بنسبة 4.4 في المائة.

وتراجعت أسعار قسم الملابس والأحذية بنسبة 2.3 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الملابس الجاهزة 4.6 في المائة، وكذلك سجلت أسعار قسم النقل تراجعاً بنسبة 2.5 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار شراء المركبات بنسبة 3.9 في المائة.

تنويع الاقتصاد

وقال كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، الدكتور نايف الغيث، لـ«الشرق الأوسط»، إن ارتفاع معدل التضخم في المملكة إلى 2 في المائة خلال نوفمبر الماضي، مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق، يعكس التغيرات الاقتصادية التي تمر بها المملكة في إطار «رؤية 2030»، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط.

وبيَّن الغيث أن العامل الرئيسي وراء هذا الارتفاع كان قطاع السكن والمرافق، حيث شهد زيادة كبيرة بنسبة 9.1 في المائة. وكان لارتفاع أسعار إيجارات المساكن، وخصوصاً الشقق التي ارتفعت بنسبة 12.5 في المائة، الدور الأكبر في هذه الزيادة، موضحاً أن هذا القطاع يشكل 25.5 في المائة من سلة المستهلك، وبالتالي فإن تأثيره على معدل التضخم العام كان ملحوظاً.

ووفق الغيث، أسهم ارتفاع أسعار السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة في زيادة معدل التضخم، وأن هذا الارتفاع يعكس تغيرات في أنماط الاستهلاك وزيادة الطلب على بعض السلع والخدمات في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة.

تحسين البنية التحتية

على الجانب الآخر، يرى كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، أن قطاع النقل شهد انخفاضاً بنسبة 2.5 في المائة، ما أسهم في تخفيف الضغط التضخمي إلى حد ما، وأن هذا الانخفاض قد يكون نتيجة لتحسن البنية التحتية للنقل وزيادة كفاءة الخدمات اللوجيستية، وهو ما يتماشى مع أهداف «رؤية 2030» في تطوير قطاع النقل والخدمات اللوجيستية.

وفي سياق «رؤية 2030»، يؤكد الغيث أنه من الممكن النظر إلى هذه التغيرات في معدلات التضخم كجزء من عملية التحول الاقتصادي الشاملة، مضيفاً أن الارتفاع في أسعار السكن، «على سبيل المثال»، قد يكون مؤشراً على زيادة الاستثمارات في القطاع العقاري وتحسن مستويات المعيشة.

وأبان أن الزيادة في أسعار السلع والخدمات الشخصية قد تعكس تنوعاً متزايداً في الاقتصاد وظهور قطاعات جديدة.

ولفت الغيث النظر إلى أن معدل التضخم الحالي البالغ 2 في المائة يعتبر معتدلاً نسبياً، ما يشير إلى نجاح السياسات النقدية والمالية في الحفاظ على استقرار الأسعار.