الصين تمنح الشركات المحلية مزيدا من الحرية في الاستثمار الخارجي

بعد أن أصبحت ثالث أكبر مستثمر في العالم

عدد من العمال الصينيين في أحد المشاريع في جوهانسبرغ في جنوب أفريقيا (غيتي)
عدد من العمال الصينيين في أحد المشاريع في جوهانسبرغ في جنوب أفريقيا (غيتي)
TT

الصين تمنح الشركات المحلية مزيدا من الحرية في الاستثمار الخارجي

عدد من العمال الصينيين في أحد المشاريع في جوهانسبرغ في جنوب أفريقيا (غيتي)
عدد من العمال الصينيين في أحد المشاريع في جوهانسبرغ في جنوب أفريقيا (غيتي)

ذكرت تقارير إخبارية أمس الأحد أن وزارة التجارة الصينية كشفت عن إجراءات جديدة لتسهيل الاستثمارات الخارجية للشركات المحلية.
ووفقا للقواعد الجديدة، فإن الوزارة ألغت بعض قيودها المتعلقة بالموافقة على المشاريع الاستثمارية، وذلك من أجل السماح بمزيد من الحرية للاستثمار الخارجي، في الوقت الذي أصبحت فيه الشركات الصينية أكثر نشاطا في الاقتصاديات المتقدمة.
وتنص الإجراءات التي سوف يبدأ سريانها في السادس من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل على أن المشاريع الاستثمارية الخارجية في الدول أو المناطق «الحساسة»، بالإضافة إلى الصناعات «الحساسة»، هي فقط التي سوف تتطلب موافقة مسبقة من وزارة التجارة.
وبحسب ما جاء في بيان بشأن الإجراءات الجديدة نشر على الموقع الإلكتروني للوزارة، فإن الدول أو المناطق الحساسة تشمل الدول التي ليس لها علاقات دبلوماسية مع الصين، أو التي تخضع لعقوبات الأمم المتحدة.
وابتداء من الشهر المقبل، سوف تتطلب المشاريع الاستثمارية الخارجية التي تبلغ قيمتها أقل من مليار دولار التسجيل لدى وزارة التجار. في حين أن المشاريع التي تزيد قيمتها على مليار دولار يجب أن تحظى بموافقة لجنة الإصلاح والتنمية الوطنية، أكبر هيئة اقتصادية بالصين، كما يجب أن تحظى الاستثمارات التي تبلغ أكثر ملياري دولار بموافقة مجلس الدولة. ويشار إلى أن الصين أصبحت ثالث أكبر مستثمر في العالم خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري، حيث استثمرت 55.‏52 مليار دولار في شركات غير مالية بـ149 دولة ومنطقة.
ومن المتوقع أن يصل حجم الاستثمارات المتراكمة للمؤسسات الصينية في الخارج إلى 500 مليار دولار في نهاية الخطة الخمسية الـ12 (2011 - 2015)، في حين يبلغ حجم المشاريع في الخارج 250 مليار دولار، حسبما قال تشن رون يون، مسؤول من وزارة التجارة الصينية في تصريحات سابقة.
وتظهر بيانات وزارة التجارة الصينية أن حجم الاستثمارات للمؤسسات الصينية في الخارج قد وصل الآن إلى ما يزيد على 320 مليار دولار، مع بلوغ إجمالي أصولها أكثر من 1.6 تريليون دولار، كما يعمل نحو 1.2 مليون موظف صيني في خارج البلاد.
وقال تشن إن الاستثمارات الصينية في الخارج قد توسعت، فبعد أن كانت تركز على قطاعات الطعام والسياحة والخدمات اللوجيستية، امتدت إلى صناعة التجهيز والتصنيع، مضيفا أن قيمة المشاريع التي أكملتها المؤسسات الصينية في الخارج وقيمة العقود الجديدة قد تجاوزتا 100 مليار دولار على حد سواء في نهاية عام 2011.
يذكر أن حجم الاستثمارات للمؤسسات الصينية في الخارج قد بلغ 60.07 مليار دولار أميركي في عام 2011 مقارنة بـ2.7 مليار في عام 2002.



الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
TT

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

على مدار الأسبوعين الماضيين، اجتمع قادة الدول والمنظمات الدولية، والمستثمرون، والقطاع الخاص، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة قضايا المناخ، والتصحر، وتدهور الأراضي، وندرة المياه، وسط «مزاج جيد ونيات حسنة»، وفق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الخميس.

وجرى جمع 12 مليار دولار تعهدات تمويل من المنظمات الدولية الكبرى. وفي المقابل، تُقدَّر الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف مكافحة التصحر وتدهور الأراضي بين 2025 و2030 بنحو 355 مليار دولار سنوياً، مما يعني أن هناك فجوة تمويلية ضخمة تُقدَّر بـ278 مليار دولار سنوياً، وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الأهداف البيئية المطلوبة.

وحتى كتابة هذا الخبر، كانت المفاوضات لا تزال جارية. وكان من المرتقب إعلان النتائج في مؤتمر صحافي عصر اليوم، إلا أنه أُلغي، و«تقرَّر إصدار بيان صحافي يوضح نتائج المؤتمر فور انتهاء الاجتماع، وذلك بدلاً من عقد المؤتمر الصحافي الذي كان مخططاً له في السابق»، وفق ما أرسلته الأمم المتحدة لممثلي وسائل الإعلام عبر البريد الإلكتروني.

التمويل

وقد تعهدت «مجموعة التنسيق العربية» بـ10 مليارات دولار، في حين قدَّم كل من «صندوق أوبك» و«البنك الإسلامي للتنمية» مليار دولار، ليصبح بذلك إجمالي التمويل 12 مليار دولار، وهو ما جرى الإعلان عنه يوم الخميس.

وكانت السعودية قد أطلقت، في أول أيام المؤتمر، «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف»، بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأشار تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى وجود فجوة تمويلية تبلغ 278 مليار دولار سنوياً، تهدد قدرة الدول على تحقيق أهداف مكافحة هذه الظواهر بحلول عام 2030، ما يشكل عقبة أمام استعادة الأراضي المتدهورة التي تُقدَّر مساحتها بمليار هكتار.

وتبلغ الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف بين 2025 و2030، نحو 355 مليار دولار سنوياً، في حين أن الاستثمارات المتوقعة لا تتجاوز 77 ملياراً، مما يترك فجوة تمويلية ضخمة تصل إلى 278 مليار دولار، وفق تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي أصدرته في اليوم الثاني من المؤتمر. وفي وقت تواجه الأرض تحديات بيئية تتعلق بتدهور الأراضي والتصحر، إذ أشارت التقارير التي جرى استعراضها، خلال المؤتمر، إلى أن 40 في المائة من أراضي العالم تعرضت للتدهور، مما يؤثر على نصف سكان العالم ويتسبب في عواقب وخيمة على المناخ والتنوع البيولوجي وسُبل العيش.

وفي الوقت نفسه، يفقد العالم أراضيه الخصبة بمعدلات مثيرة للقلق، وزادت حالات الجفاف بنسبة 29 في المائة منذ عام 2000، متأثرة بالتغير المناخي، وسوء إدارة الأراضي، مما أدى إلى معاناة ربع سكان العالم من موجات الجفاف، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة كبيرة في المياه بحلول عام 2050، وفقاً لبيانات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وقد ارتفع الجفاف الحاد بنسبة 233 في المائة خلال خمسين عاماً، وفق آخِر تقارير «البنك الدولي».

وفي ظل هذه الظروف، جاء مؤتمر الرياض «كوب 16» لمناقشة أهمية التعاون الدولي والاستجابة الفعّالة لمجابهة هذه التحديات، وليسلّط الضوء على ضرورة استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.

يُذكر أن «مؤتمر كوب 16» هو الأول من نوعه الذي يُعقَد في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مؤتمر متعدد الأطراف تستضيفه المملكة على الإطلاق. وصادف انعقاده الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إحدى المعاهدات البيئية الثلاث الرئيسية المعروفة باسم «اتفاقيات ريو»، إلى جانب تغير المناخ والتنوع البيولوجي.