اتساع الهوة بين إسرائيل ويهود العالم

الأميركيون منهم لا يرون الدولة العبرية ضرورة

TT

اتساع الهوة بين إسرائيل ويهود العالم

على إثر معطيات مقلقة بالنسبة إلى قيادة الحركة الصهيونية عن تعمّق الهوة بين إسرائيل واليهود في العالم، التأم في جامعة تل أبيب أمس الخميس، مؤتمر يضم القيادات اليهودية في إسرائيل والولايات المتحدة، للتباحث في عدة مبادرات تحسن العلاقات بين الطرفين.
وقد بادرت إلى المؤتمر اللجنة الأميركية – اليهودية، وهي إحدى أقوى الحركات اليهودية في الولايات المتحدة وتضم تيارات يمينية عديدة. وعشية المؤتمر، أجرت استطلاع رأي معمقا، دل على أن 25 في المائة من الأميركيين اليهود لا يعتبرون أن وجود إسرائيل هو عنصر ضروري لاستمرار بقاء «الشعب اليهودي»، فيما قال 20 في المائة من اليهود في إسرائيل إن اليهود المقيمين في دول أخرى في العالم، ليسوا عنصرا حيويا لبقاء الشعب اليهودي.
وفي رد على أسئلة أخرى في السياق، قال أكثر من ثُلث الأميركيين اليهود إنهم لا يرون في إسرائيل جزءا أساسيا هاما في المركب اليهودي في هويتهم الثقافية. وقال 59 في المائة من اليهود في الولايات المتحدة إنهم لم يزوروا إسرائيل أبدا. ومع ذلك، قال 57 في المائة من الأميركيين اليهود بأن من واجبهم التدخل في الشؤون الإسرائيلية العامة وحتى الداخلية، خاصة فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، وذلك في إشارة إلى نتائج الاستطلاعات التي أجريت في الماضي ودلت على أن أغلبية كبيرة من الأميركيين اليهود يؤيدون السلام القائم على أساس دولتين لشعبين ويعارضون سياسة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ولا يفوتون فرصة للتعبير عن رفضهم لها.
وتطرق الاستطلاع إلى مواقف اليهود الإسرائيليين من يهود الولايات المتحدة، طارحا العلاقة بينهما كعلاقة أفراد عائلة واحدة وطالبا منهم إعطاء رأيهم في مدى القربى التي يحسون بها. فقال 31 في المائة من اليهود في إسرائيل إنهم يرون في يهود الولايات المتحدة إخوة لهم، و11 في المائة يرونهم كأولاد عم، و36 في المائة كجزء من عائلة واسعة، و23 في المائة قالوا إن يهود الولايات المتحدة ليسوا جزءا من عائلتهم.
وادعى 46 في المائة من اليهود في إسرائيل أنه لا يوجد لليهود مستقبل في أوروبا بسبب معاداة السامية وأن عليهم أن يغادروا القارة الأوروبية ويهاجروا إلى إسرائيل، بينما أكد 75 في المائة من اليهود الأميركيين أن لليهود في أوروبا مستقبلا مضمونا وآمنا في دولهم. وقال 44 في المائة من اليهود الإسرائيليين إنهم يرون في أوروبا مستقبلا جيدا لهم.
وعبر 70 في المائة من اليهود في إسرائيل عن رضاهم من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، والعلاقات المميزة للولايات المتحدة مع إسرائيل في عهده، كما عبر 88 في المائة من اليهود في إسرائيل عن رضاهم من قرار ترمب الاعتراف بضم هضبة الجولان المحتلة إلى إسرائيل.
وعلق على هذه النتائج الباحث الإسرائيلي البروفسور يوسي شاين، الذي يتابع هذا الموضوع وأصدر كتابا بعنوان «القرن الإسرائيلي»، فقال إن «أجزاء مركزية بين يهود الولايات المتحدة، الذين ساهموا بشكل حاسم في وجودنا السيادي في أرض إسرائيل، يعانون في عصر ترمب ونتنياهو من أزمة هوية وانتماء. وفي العصر الذي تقرر فيه دولة إسرائيل، أكثر من أي جهة أخرى، مستقبل الشعب اليهودي، علينا أن نكون منصتين أكثر لتوجهات يهود الولايات المتحدة ومشاعرهم في الاغتراب عنا».
وقد أبدى المتحدثون في المؤتمر، من الطرفين الإسرائيلي والأميركي، قلقا واضحا من نتائج الاستطلاع ومن موضوع العلاقات المتأزمة بين يهود إسرائيل ويهود الولايات المتحدة وما يعتورها من اغتراب، أكان ذلك على صعيد الخلافات السياسية والحزبية أو على صعيد الاختلافات المذهبية والدينية بين أتباع التيار الأرثوذكسي (الذين يشكلون الأغلبية في إسرائيل) وبين التيارين الإصلاحي والمحافظ (الذين يشكلون الأغلبية في الولايات المتحدة).



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.