اعتقال موظفين في الأوقاف من داخل الأقصى

TT

اعتقال موظفين في الأوقاف من داخل الأقصى

دعا قاضي قضاة فلسطين مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية، محمود الهباش، المسلمين والعرب إلى زيارة القدس والمسجد الأقصى، باعتبار ذلك فضيلة دينية وضرورة سياسية. وقال الهباش في محاضرة بماليزيا: «إن زيارة القدس والرباط في مسجدها الأقصى المبارك، هي فضيلة دينية وضرورة سياسية، بل هي واجبة في هذه المرحلة، في ظل الاستهداف المباشر لقدسيتها وإسلاميتها من قبل دولة الاحتلال والإدارة الأميركية من خلال قرارات زائفة وباطلة لن تغير من الحقيقة التاريخية والدينية للمدينة المقدسة». وأضاف أن «دعم المسلمين لفلسطين وأهلها ماديّاً ومعنويّاً هو واجب ديني وأخلاقي». وتابع أن «زيارة القدس دعم لها ولأهلها، وليست تطبيعاً مع الاحتلال، كما يحاول البعض الترويج، حيث ثبت مع مرور الأيام أن المسلمين القادرين على الوصول إلى المدينة يتوقون لزيارتها والرباط في المسجد الأقصى المبارك». وأكد الهباش أن «حماية القدس والأقصى هي مسؤولية جميع المسلمين وليس الفلسطينيين فقط الذين هم رأس الحربة في معركة الدفاع عن العاصمة الروحية لجميع المسلمين في العالم وقبلتهم الأولى».
وأشار إلى أن دولة الاحتلال تحاول تهجير المقدسيين تحقيقاً لمقولتها الاستعمارية: «أرض بلا شعب لشعب بلا أرض»، وأن القوى الاستعمارية تستخدم إسرائيل في السيطرة الاستعمارية على الشرق العربي والإسلامي ليبقى مشتتاً متفرقاً، خصوصاً أنه يتمتع بطاقات مادية وبشربة وثروات تمكّنه من قيادة العالم إذا ما اتحد خلف هدف ومشروع نهضوي واحد.
ودعوة الهباش ليست الأولى من نوعها، وسبقه إليها عدة مرات الرئيس الفلسطيني محمود عباس. لكن الاستجابة مع الدعوات الفلسطينية ظلّت قليلة في ظل التباين والاجتهادات والمواقف السياسية المتعلقة بزيارة القدس وهي تحت السيطرة الإسرائيلية. وترفض دول ومرجعيات دينية كذلك التعامل مع إسرائيل.
والدعوة الجديدة جاءت في ظل مخاوف فلسطينية متصاعدة من استهداف إسرائيل للمسجد ومحاولة فرض أمر واقع جديد فيه. ويقول الفلسطينيون إن إسرائيل تدعم اقتحام المسجد من خلال المتطرفين اليهود في محاولة لفرض تقسيمه زمانيّاً ومكانياً، وتنفي إسرائيل ذلك.
واقتحم مستوطنون، أمس، المسجد الأقصى، ونفّذوا جولات بداخله تحت حماية القوات الإسرائيلية. وتحولت هذه الاقتحامات إلى اعتداءات شبه يومية في ظل توتر أوسع بالمدينة.
واعتقلت إسرائيل من داخل المسجد 3 من مسؤولي وموظفي دائرة الأوقاف الإسلامية، وهم: مدير الإعمار في دائرة الأوقاف بسام الحلاق، وموظف الإعمار محمد الهدرة، والمهندس في دائرة الأوقاف طه عويضة، حيث جرى اعتقالهم من المسجد الأقصى.
وأفاد مسؤول العلاقات العامة والإعلام في دائرة الأوقاف فراس الدبس بأن شرطة الاحتلال اعتقلت بالقوة مدير لجنة الإعمار بسام الحلاق وموظف اللجنة محمد الهدرة من داخل المسجد الأقصى، وحولتهما للتحقيق في مركز شرطة «باب السلسلة» بالبلدة القديمة في القدس. وترفض إسرائيل إجراء أي أعمال ترميم من قبل لجنة الإعمار.
وفي الضفة الغربية اعتقلت القوات الإسرائيلية 10 فلسطينيين. وشملت الاعتقالات عائلة كاملة في مخيم عايدة في بيت لحم، الزوج والزوجة والابن. وشهدت الضفة بما فيها القدس اقتحامات إسرائيلية وحملات تفتيش إلى جانب الاعتقالات.
واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، مسجد القعقاع في حي أبو تايه ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك.
ولفت مركز معلومات وادي حلوة إلى أن الاحتلال داهم أيضاً كثيراً من منازل المنطقة، وفتشها دون أن يبلغ عن اعتقالات.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».