الرواج السينمائي لـ«الممر» يجدد آمال عودة إنتاج الأفلام الحربية

الممثلان شريف منير وأحمد عز من لقطة بفيلم «الممر»
الممثلان شريف منير وأحمد عز من لقطة بفيلم «الممر»
TT

الرواج السينمائي لـ«الممر» يجدد آمال عودة إنتاج الأفلام الحربية

الممثلان شريف منير وأحمد عز من لقطة بفيلم «الممر»
الممثلان شريف منير وأحمد عز من لقطة بفيلم «الممر»

استطاع الفيلم المصري «الممرّ» خلال الأسبوع الأول من موسم عيد الفطر السينمائي، أن يثبت قدرته على المنافسة، ويحقق أكثر من 20 مليون جنيه تساعده على مواصلة المنافسة خلال موسم الصيف الممتد إلى عيد الأضحى المقبل.
وكان من اللافت صنع الفيلم حالة مختلفة بين الجمهور المصري على مواقع التواصل، حيث يدعمه معظم مَن يشاهده بدعوة أصدقائه إلى حضوره في السينما، واصطحاب الأطفال، ليعرفوا أكثر عن بطولات وتضحيات الجيش، ولكن يبقى السؤال: هل هذه الحالة التي تحققت كافية لفتح شهية المنتجين المصريين لصناعة أفلام حربية على غرار «الممرّ»، أم سيكون الفيلم مجرد استثناء، وستختفي هذه النوعية سنوات طويلة عن شاشة السينما مرة أخرى؟
المنتج هشام عبد الخالق، قال لـ«الشرق الأوسط» إن الإقبال على إنتاج أفلام حربية عادة يكون خارج حسابات المكسب والخسارة، وبالتالي لا بد أن يكون المنتج متحمساً للفكرة، ويتعمد صناعة فيلم هادف، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه اعتاد، خلال مشواره السينمائي، أن يخوض مغامرات إنتاجية، وعندما تحقق النجاح فتحت شهية غيره من المنتجين على خوضها، وهذا سيتحقق مع السينما الحربية بعد «الممر»، حسب «عبد الخالق»، الذي أكد أيضاً أن هناك حالة من الترقب لما سيحققه فيلم «الممر» بنهاية الموسم، وهو ما سيترتب عليه اتخاذ قرارات بخوض الآخرين للتجربة أو تجاهلها.
وأوضح عبد الخالق أن فيلم «الممر» حقق حالة في الشارع المصري، وهناك كثير من أولياء الأمور يصطحبون أطفالهم لمشاهدة الفيلم، وهذا سينعكس على الإيرادات خلال المرحلة المقبلة، وبالتالي مطلوب من كل فيلم يُصنع عن بطولات الجيش أن ينجح في تحقيق هذه الحالة حتى يتحمس لمشاهدته الجمهور.
وقال عبد الخالق إن بعض الموزعين تعاملوا مع «الممر» بشكل تجاري بحت، وفضلوا أفلاماً أخرى عليه في أيام العيد باعتباره ليس تجارياً، وبالتالي قد تحقق الأفلام «اللايت» دخلاً أكبر في الإيرادات، ولكن جاء الدعم للفيلم من الجمهور الذي حرص على مشاهدته، وتقديم النصيحة للغير بمشاهدته لما يحمله من رسائل هادفة، بالإضافة إلى وجود متعة في المشاهدة.
ويحكي «الممر» قصة ضابط صاعقة يدعى «نور» يجسده الفنان أحمد عز، شارك في حرب 1967 التي يتناولها الفيلم في ثلثه الأول، وبعد أن تكشف الأحداث عن تسرب روح الهزيمة للشعب المصري، يتم تكليف الضابط «نور» بإعداد مجموعة قتالية لتنفيذ عملية خلف خطوط العدو الإسرائيلي في عمق سيناء التي كانت محتلّة حينها، وينتهي الفيلم بنجاح العملية وتحرير عدد من الرهائن.
بطل الفيلم الفنان أحمد عز، قال في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن ميزانية فيلم «الممر» مرتفعة جداً، مقارنة بالأفلام الأخرى، وبالتالي على الدولة أن تتدخل وتشارك في الإنتاج حتى يتحمّس منتجو القطاع الخاص لإنتاج هذه الأفلام التي غابت عن السينما المصرية سنوات طويلة بسبب تكلفتها المرتفعة.
وأوضح عز أن هناك حاجة ماسّة لصناعة أفلام عن الأبطال المصريين في كل المجالات بصفة عامة، وتسليط الضوء على تضحيات القوات المسلحة في الحروب بصفة خاصة، مشيراً إلى أن فيلماً مثل «الممر» يسهِم في تخليد إحدى العمليات الناجحة التي تم تنفيذها خلال حرب الاستنزاف، التي يوجد مثلها كثير يمكن تحويله لعشرات الأفلام. وتقدم أحمد عز بالشكر للقوات المسلحة المصرية متمثلةً في إدارة الشؤون المعنوية، على الدعم اللوجيستي الذي تلقاه الفيلم، مؤكداً أن «هذا النوع من الدعم يكون في كثير من الأحيان أهم من الدعم المادي، فالسماح بالتصوير في المناطق العسكرية ليس بالأمر السهل، ولكن كانت هناك قناعة لدى المسؤولين أن مثل هذا الفيلم لن يُصنع كل يوم، وبناء على ذلك، وفَّرت له القوات المسلحة المعدات الخاصة بحرب 1967، من دبابات وطائرات ومدفعية ثقيلة، وذلك بعد أن قام المهندسون العسكريون بعمل صيانة لها لتكون صالحة للاستخدام في الفيلم.


مقالات ذات صلة

انطلاق «بيروت للأفلام الفنية» تحت عنوان «أوقفوا الحرب»

يوميات الشرق انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)

انطلاق «بيروت للأفلام الفنية» تحت عنوان «أوقفوا الحرب»

تقع أهمية النسخة الـ10 من المهرجان بتعزيزها لدور الصورة الفوتوغرافية ويحمل افتتاحه إشارة واضحة لها.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق د. سعد البازعي رئيس «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» (الشرق الأوسط)

البازعي: «جائزة القلم الذهبي» متفردة... وتربط بين الرواية والسينما

بدأت المرحلة الثانية لـ «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» لتحديد القائمة القصيرة بحلول 30 ديسمبر قبل إعلان الفائزين في فبراير.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
يوميات الشرق فيلم «فخر السويدي» تناول قضية التعليم بطريقة فنية (الشركة المنتجة)

فهد المطيري لـ«الشرق الأوسط»: «فخر السويدي» لا يشبه «مدرسة المشاغبين»

أكد الفنان السعودي فهد المطيري أن فيلمه الجديد «فخر السويدي» لا يشبه المسرحية المصرية الشهيرة «مدرسة المشاغبين» التي قدمت في سبعينات القرن الماضي.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق تجسّد لبنى في «خريف القلب» شخصية السيدة الثرية فرح التي تقع في ورطة تغيّر حياتها

لبنى عبد العزيز: شخصية «فرح» تنحاز لسيدات كُثر في مجتمعنا السعودي

من النادر أن يتعاطف الجمهور مع أدوار المرأة الشريرة والمتسلطة، بيد أن الممثلة السعودية لبنى عبد العزيز استطاعت كسب هذه الجولة

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق هند الفهاد على السجادة الحمراء مع لجنة تحكيم آفاق عربية (إدارة المهرجان)

هند الفهاد: أنحاز للأفلام المعبرة عن روح المغامرة

عدّت المخرجة السعودية هند الفهاد مشاركتها في لجنة تحكيم مسابقة «آفاق السينما العربية» بمهرجان القاهرة السينمائي بدورته الـ45 «تشريفاً تعتز به».

انتصار دردير (القاهرة )

لطيفة لـ«الشرق الأوسط»: أسعى لتنفيذ وصية يوسف شاهين

برأيها لطيفة أنها تحصد ما زرعته، فأغنياتها كلها {ديجيتال} عبر {يوتيوب} وتمتلك حقوقها ({الشرق الأوسط})
برأيها لطيفة أنها تحصد ما زرعته، فأغنياتها كلها {ديجيتال} عبر {يوتيوب} وتمتلك حقوقها ({الشرق الأوسط})
TT

لطيفة لـ«الشرق الأوسط»: أسعى لتنفيذ وصية يوسف شاهين

برأيها لطيفة أنها تحصد ما زرعته، فأغنياتها كلها {ديجيتال} عبر {يوتيوب} وتمتلك حقوقها ({الشرق الأوسط})
برأيها لطيفة أنها تحصد ما زرعته، فأغنياتها كلها {ديجيتال} عبر {يوتيوب} وتمتلك حقوقها ({الشرق الأوسط})

طوت المطربة التونسية لطيفة أزمة أغنية «المصري»، التي جرى تغيير كلماتها في حفل مبادرة «تحدي القراءة» بالإمارات، مؤكدة اكتفاءها بردّ الشاعر المصري جمال بخيت، مؤلف كلمات الأغنية الأصلية والجديدة.

وتنشغل لطيفة، في الوقت الراهن، بتجهيز ألبومها الجديد، الذي يجمعها مجدداً مع الموسيقار اللبناني زياد الرحباني بعد 17 عاماً من لقائهما الأول، وسيصدر ألبومهما الجديد في بداية 2025. وقالت لطيفة، خلال حوارها مع «الشرق الأوسط»، إن زياد الرحباني سابق لكل موسيقيّي عصره، وأنها لا تتنازل عن تصوير كل أغنياتها، ولا تقبل تحكُّم أي جهة إنتاج فيما تقدمه، فهي تملك زمام أمرها وتنتج أعمالها بنفسها.

تعود لموسيقى زياد رحباني بعد 17عاماً من تعاونهما الأول ({الشرق الأوسط})

وكان الشاعر جمال بخيت، مؤلف الأغنية التي غنتها لطيفة في فيلم «سكوت هنصور» للمخرج الراحل يوسف شاهين، قد أوضح، عبر حسابه بـ«فيسبوك»، أنه المسؤول الأول والأخير عن التغيير الذي طال النص، قائلاً: «لقد اعتقد البعض أن لطيفة جاءت بشاعر آخر لكتابة كلمات جديدة، وهذا مستحيل قانوناً، وانبرت بعض الأقلام بهجوم مُسيء على الفنانة الكبيرة دون وجه حق»، مؤكداً أنه كتب النص من عقله وروحه، وأن «كتابة كلام مختلف على نفس اللحن أسلوب فني حدث كثيراً مع أعمال غنائية مهمة».

وعن عودتها للتعاون مع زياد الرحباني، بعد كل هذه السنوات التي شهدت تطوراً في الموسيقى، تقول لطيفة: «زياد الرحباني خارج الزمن، ولموسيقاه طاقة أخرى وطريق آخر في الكون، هو سابق عصر الموسيقى في العالم العربي بسنوات ضوئية، وهذا ليس رأيي فقط، بل رأي الراحل عمار الشريعي وغيره من المبدعين، فموسيقاه لكل الأزمنة ويُعدّ مدرسة خاصة في إبداعاته».

تتمنى الفنانة لطيفة تنفيذ وصية المخرج الراحل يوسف شاهين ({الشرق الأوسط})

يحلو لها الحديث عنه فتقول: «كنت أسمعه وأنا بالمدرسة في تونس، وكنت أتبادل وزملائي شرائط الكاسيت لمسرحياته، وأذكر أنه في مؤتمر صحافي في التسعينات نقلته إذاعة الشعب، وكانت تجلس بيروت كلها بجوار الراديو لسماعه، وسألوه عن الفنانين الذين يمكن أن يعمل معهم دون شروط، فقال: لطيفة التونسية، وأخذتني صديقة مشتركة إلى الاستديو في يوم من أحلى أيام عمري، فلم أكن أصدِّق أن ألتقيه، وبدأنا بعدها نعمل على ألبومنا الأول (معلومات أكيدة)».

وعن مدى حرصها على التنوع في الألبوم تجيب بثقة: «هذا التنوع لا يُطلَب من زياد، فهو مختلف ومتنوع في الموسيقى والإيقاعات وكل شيء، وتوليفة لا تتكرر».

وأنهت لطيفة ألبومها قبل الحرب الجارية في لبنان، لكنها تقول: «لو لم ينته الألبوم لبقيت في لبنان، ومستعدة أن أستقل، الآن، أول طائرة لبيروت، فقد تعايشت مع انفجارات سابقة بها، فكنتُ على بُعد أمتار من موقع اغتيال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، وقد نجوتُ بفضل الله، حيث كنت أعرض مسرحية (حكم الرعيان) لمنصور الرحباني».

تفخر لطيفة بأنها قدمت المسرح الغنائي كما يجب في {حكم الرعيان} ({الشرق الأوسط})

وعن العرض تقول: «كنت، كل يوم، أشكر الله مع فتح الستار؛ لأن هذا هو الفن الهادف المحترم المُبهر الذي أحبه، لكن لم تُعرَض عليَّ أعمال بهذا المستوى، كما أنني لا أقبل بالمسرح الذي ينتهي فجراً، فكنا نقدم العرض في ساعة ونصف الساعة، كما أن الرحابنة هم أكثر من قدموا المسرح الغنائي».

وتكشف لطيفة عن ملامح الألبوم الجديد قائلة: «يضم 7 أغانٍ من ألحان زياد الرحباني؛ من بينها أغنيتان من كلمات الشاعر الكبير عبد الوهاب محمد، وهو أبي الروحي، وجمعنا 20 سنة من الأغنيات الحلوة، كان عمري 4 سنوات حين غنيت له (فكروني)، ثم اكتشفت أن كل أغنية أحبها تكون من كلماته مثل (أوقاتي بتحلو)، و(مستنياك)».

وتضيف لطيفة: «لقد وضع الله عبد الوهاب في طريقي حين جئت إلى مصر للمرة الأولى، وتبنّاني مع الموسيقار بليغ حمدي، وهما مَن جعلاني أقرر البقاء في مصر، ولولاهما لَما كانت لطيفة، وأقنعاني بأن أبقى في مصر، وقد ترك لي كل أعماله الأخيرة».

وأوصى الشاعر الراحل بأن تذهب أغنيات كثيرة له للطيفة، وفق تعبير الفنانة التونسية التي توضح: «مع كل ألبوم أقدِّم بعضاً من أعماله الجديدة، ففي الألبوم السابق قدمت أغنيتين من كلماته؛ إحداهما ألحان كاظم الساهر، والأخرى ألحان زياد الطويل. وقد تركت كلماته بصمة قوية في مشواري منذ (أكتر من روحي بحبك)، (بحب في غرامك)، (حبك هادي)، (استحالة)».

لا أقبل أن يفرض عليَّ أحد ماذا أغني

لطيفة

وفي السينما لم تقدم لطيفة سوى «سكوت هنصور» مع المخرج الكبير يوسف شاهين، مبررة ذلك: «لم تتكرر تجربتي في السينما؛ لأن ما عُرض عليَّ لا يستحق التعب، لذا ركزت في أعمالي الموسيقية».

وتكشف أنها تنتظر فيلماً في مرحلة الكتابة تحمست لفكرته، قائلة: «الآن أفكر في العودة للسينما، قد تكون لي تجربة، العام المقبل، فأنا أودّ أن أنفذ وصية يوسف شاهين، فقد قال لي قبل وفاته: (اوعديني بمواصلة التمثيل لأن بداخلك ممثلة لم يأت مثلها منذ سنوات)، وأنا أحب التمثيل وأحب الفن الراقي، وقدمت مسلسل (كلمة سر) قبل سنوات».

أشعار الراحل عبد الوهاب محمد لها بصمة قوية في مشواري

لطيفة

وتولي لطيفة اهتماماً لافتاً بتصوير أغنياتها، فهي لديها رصيد كبير من الأغنيات المصورة، وتبحث دوماً عن الفكرة والشكل المتجدد، وتعقد جلسات عمل مع المخرج اللبناني وليد ناصيف الذي صوَّر لها ألبومها الماضي بتقنية الذكاء الاصطناعي.

وتصف لطيفة نفسها بـ«ملكة التجدد والتحدي والإرادة»، مشددة على أن الفنان يجب أن يتجدد، وترى أن التحضير للتصوير أهم شيء، وتتبادل الأفكار حالياً مع ناصيف، استعداداً لبدء التصوير الشهر المقبل.

وتختتم لطيفة حوارها بنبرة مفعمة بالرضا: «الآن، أحصد كل ما زرعته، فأغنياتي كلها (ديجيتال) عبر قناتي بـ(يوتيوب)، والحقوق كلها مِلكي؛ لأنني أرفض أن يتحكم بي منتج، ولا أقبل أن يفرض عليَّ أحد ماذا أغني».