تركيا تبقي سعر الفائدة عند 24 %

إسطنبول تنفرد بـ24.3 % من صادرات البلاد

موظف في شركة صرافة يعد أوراق بنكنوت من فئة 50 ليرة تركية جنوب شرق تركيا (رويترز)
موظف في شركة صرافة يعد أوراق بنكنوت من فئة 50 ليرة تركية جنوب شرق تركيا (رويترز)
TT

تركيا تبقي سعر الفائدة عند 24 %

موظف في شركة صرافة يعد أوراق بنكنوت من فئة 50 ليرة تركية جنوب شرق تركيا (رويترز)
موظف في شركة صرافة يعد أوراق بنكنوت من فئة 50 ليرة تركية جنوب شرق تركيا (رويترز)

أبقى البنك المركزي التركي على سعر الفائدة الرئيسي دون تغيير، مؤكدا الحفاظ على تشديد السياسة النقدية بهدف احتواء المخاطر في منحنى التسعير وتعزيز عملية خفض معدلات التضخم. وقرر البنك، خلال اجتماع لجنة سياسته النقدية أمس (الأربعاء)، الإبقاء على سعر إعادة الشراء (ريبو) لأجل أسبوع عند 24 في المائة بعد أن رفعه بمقدار 11.25 نقطة مئوية خلال العام الماضي.
وجاء الإبقاء على سعر الفائدة دون تغيير موافقا للتوقعات التي سبقت اجتماع لجنة السياسات النقدية للبنك، وهو الرابع من نوعه خلال العام الحالي، ومن المقرر عقد 5 اجتماعات أخرى للجنة في النصف الثاني من العام.
وقال البنك، في بيان عقب الاجتماع، إن المعطيات الصادرة في الفترة الأخيرة، تظهر استمرار التوازن في الاقتصاد التركي، موضحا أن الطلب الخارجي حافظ على قوته نسبيا إلى جانب تباطؤ النشاط الاقتصادي بتأثير التشديد في الأوضاع المالية.
وتوقع البيان استمرار التحسن في ميزان الحساب الجاري. وأكد دعم تطورات الطلب المحلي، وآثار التشديد النقدي لتراجع معدل التضخم في البلاد.
وذكر البيان أن البنك المركزي قرر الحفاظ على الموقف المالي المتشدد بهدف تسريع التراجع في التضخم، والحد من المخاطر المتعلقة بسلوك التسعير، وأنه سيواصل استخدام جميع الأدوات المتوفرة لديه من أجل تحقيق استقرار الأسعار.
وتراجع معدل التضخم السنوي من ذروته التي بلغها للمرة الأولى في 15 عاما عند 25.24 في المائة في أكتوبر (تشرين الأول) 2018، إلى معدل يقل عن التوقعات عند 18.71 في المائة مايو (أيار) الماضي.
ورفع البنك المركزي سعر إعادة الشراء المرة الماضية في سبتمبر (أيلول) الماضي لدعم الليرة التركية المنهارة، التي دفعت أزمتها الاقتصاد إلى الركود للمرة الأولى منذ 10 سنوات بعد انكماش بلغ 3 في المائة في الربعين الأخيرين من العام الماضي، كما واصل انكماشه 2.6 في المائة على أساس سنوي في الربع الأول من العام الحالي.
وتراجعت الليرة التركية 30 في المائة مقابل الدولار العام الماضي بسبب مخاوف المستثمرين من تدخلات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في السياسات المالية وضغوطه على البنك المركزي، والتوترات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة التي قادت إلى مزيد من انهيار الليرة العام الماضي.
وواصلت الليرة التركية أداءها السيئ منذ بداية العام الحالي لتصبح ثاني أسوأ عملات الأسواق الناشئة أداء بعد البيزو الأرجنتيني.
كان البنك المركزي التركي أعلن، بعد آخر اجتماع للجنة السياسات النقدية في 25 أبريل (نيسان) الماضي، أن اتجاه إعادة التوازن في الاقتصاد لا يزال مستمرا، بينما لوحظ حدوث انتعاش جزئي في النشاط الاقتصادي مقارنة بالربع السابق، إلا أن مساهمة إجمالي ظروف الطلب على التضخم مستمرة.
* استمرار الاقتراض من السوق المحلية
في الوقت ذاته، واصلت وزارة الخزانة والمالية التركية مزادات الاقتراض من الأسواق المحلية واقترضت نحو 5.6 مليار ليرة تركية (966 مليون دولار) من هذه الأسواق، بعد يوم واحد من اقتراض نحو 7.4 مليار ليرة تركية (1.3 مليار دولار).
وقالت وزارة الخزانة والمالية، في بيان أمس، إن المزاد الأول أقيم لسندات كوبون ثابتة لمدة عامين (نصف سنوية، إعادة فتح، الإصدار الثالث) بلغت 3.52 مليار ليرة تركية (606 ملايين دولار).
ووصل إجمالي العطاء على السندات، التي تمت تسويتها أمس وتستحق في 21 أبريل 2021، إلى 4.36 مليار ليرة تركية (752 مليون دولار) مع معدل قبول 80.7 في المائة.
وتم قبول سعر الفائدة للسندات التي تبلغ مدتها 679 يوما بنسبة 10.83 في المائة، حيث كانت أسعار الفائدة البسيطة والمركبة السنوية 21.66 في المائة و22.83 في المائة على التوالي.
واقترضت وزارة الخزانة ما يقرب من 2.1 مليار ليرة تركية (360 مليون دولار) في المزاد الثاني من خلال إصدار سندات سعر فائدة عائم لمدة 6 سنوات، تم تسويتها أمس، وتستحق في 6 أغسطس (آب) 2025.
وبلغ إجمالي العطاء على السندات 2.61 مليار ليرة تركية (450 مليون دولار)، مع نسبة قبول 80.1 في المائة.
وقالت الوزارة، في بيانها، إن سعر الفائدة على السندات لمدة 2224 يوما تم قبوله عند 9.95 في المائة، بينما كانت أسعار الفائدة البسيطة والمركبة السنوية 19.90 في المائة و20.89 في المائة على التوالي.
بالتوازي، أظهرت بيانات من البنك المركزي التركي ارتفاع أصول النقد الأجنبي للشركات غير المالية بمقدار 6.2 مليار دولار، بينما ارتفعت التزاماتها بمبلغ 732 مليون دولار في مارس (آذار) الماضي مقارنة بشهر فبراير (شباط) الماضي.
وبحسب بيان للبنك أمس، بلغ عجز صافي النقد الأجنبي للشركات غير المالية 192 مليار دولار في مارس، ما يشير إلى انخفاض بلغ 5.48 مليار دولار عن الشهر السابق.
وأشار البنك المركزي إلى أنه في جانب الأصول، زادت الودائع التي تحتفظ بها البنوك المحلية، والاستثمارات المباشرة في الخارج، والحسابات المدينة بمقدار 5.2 مليار دولار، و151 مليون دولار، و841 مليون دولار على التوالي، ما يشير إلى زيادة الأصول بمبلغ 6.2 مليار دولار.
وفي جانب الخصوم، انخفضت القروض المحلية بمبلغ 383 مليون دولار، بينما زادت القروض الخارجية (باستثناء الائتمانات التجارية) والدائنين المستوردين بنسبة 157 مليون دولار، و958 مليون دولار على التوالي في مارس مقارنة بشهر فبراير 2019. وبناء على ذلك، سجلت الالتزامات زيادة قدرها 732 مليون دولار.
* زيادة القروض المحلية
وزادت القروض المحلية قصيرة الأجل بمقدار 313 مليون دولار، في حين انخفضت القروض المحلية طويلة الأجل بمقدار 696 مليون دولار مقارنة بشهر فبراير 2019. وارتفعت القروض الخارجية قصيرة الأجل بمبلغ 784 مليون دولار، وارتفعت القروض الخارجية طويلة الأجل بمقدار 331 مليون دولار.
وقال البنك المركزي أيضا إن الأصول قصيرة الأجل للشركات غير المالية بلغت 100 مليار دولار. وسجلت الالتزامات قصيرة الأجل 91.4 مليار دولار. ووفقا لذلك بلغ فائض النقد الأجنبي قصير الأجل 8.7 مليار دولار، ما يشير إلى زيادة قدرها 4.97 مليار دولار في مارس مقارنة بفبراير.
على صعيد آخر، بلغت صادرات مدينة إسطنبول من منتجات 27 قطاعا، خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي 29.8 مليار دولار.
وبحسب معطيات مجلس المصدرين الأتراك، فإن الشركات العاملة في إسطنبول صدرت خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام منتجات بقيمة 29 مليارا و820 مليونا و720 ألف دولار مقابل 28.9 مليار خلال في الفترة ذاتها من العام الماضي، بزيادة نسبتها 5.4 في المائة.
وجاء على رأس الصادرات قطاع الملابس الجاهزة الذي بلغت صادراته 5.3 مليار دولار، تلاه قطاع الكيماويات في المرتبة الثانية بـ3.9 مليار دولار، ثم الفولاذ بـ3.3 مليار دولار.
وحلّت صادرات قطاع السيارات في المرتبة الرابعة بقيمة بلغت 2.7 مليار دولار، فيما جاء قطاع الكهرباء والإلكترونيات في المرتبة الخامسة بقيمة بلغت 2.5 مليار دولار.
وشكّلت صادرات إسطنبول نسبة 42.3 في المائة من إجمالي الصادرات التركية خلال الأشهر الخمسة الأولى والذي بلغ 70.5 مليار دولار.
وأوضحت المعطيات أن ألمانيا تصدرت قائمة البلدان المستوردة لصادرات إسطنبول بقيمة بلغت 2.7 مليار دولار، تلتها بريطانيا بـ1.8 مليار دولار، ثم إيطاليا بـ1.4 مليار دولار، وإسبانيا بـ1.3 مليار دولار. ووصلت الصادرات إلى 227 نقطة حول العالم.



النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
TT

النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)

ارتفعت أسعار النفط قليلاً يوم الجمعة متجهة صوب تسجيل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مع تفاقم المخاوف بشأن الإمدادات بسبب عقوبات إضافية على إيران وروسيا في حين أثرت توقعات الفائض على الأسواق.

وزادت العقود الآجلة لخام برنت 28 سنتاً أو 0.38 في المائة إلى 73.69 دولار للبرميل بحلول الساعة 14.08 بتوقيت غرينتش، وارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 30 سنتاً أو 0.43 بالمائة إلى 70.32 دولار للبرميل.

واتجه الخامان صوب تسجيل مكاسب أسبوعية بأكثر من ثلاثة في المائة بفعل مخاوف من اضطراب الإمدادات بعد فرض عقوبات أشد على روسيا وإيران، وكذلك آمال بأن تعزز إجراءات التحفيز الصينية الطلب في ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم.

ومن المتوقع أن تظل واردات الخام للصين، وهي أكبر مستورد في العالم، مرتفعة حتى أوائل عام 2025، إذ تميل المصافي لزيادة الإمدادات من السعودية، أكبر مُصدر في العالم، بسبب انخفاض الأسعار بينما تسارع المصافي المستقلة إلى استغلال حصصها.

ورفعت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري عن سوق النفط توقعاتها لنمو الطلب إلى 1.1 مليون برميل يومياً، من 990 ألف برميل يومياً في الشهر الماضي. وقالت إن نمو الطلب «سيكون إلى حد كبير في الدول الآسيوية بسبب تأثير إجراءات التحفيز الأحدث في الصين».

ومع ذلك، توقعت الوكالة فائضاً في العام المقبل، عندما كان من المتوقع أن تزيد الدول غير الأعضاء في تحالف أوبك بلس الإمدادات بنحو 1.5 مليون برميل يومياً، بقيادة الأرجنتين والبرازيل وكندا وجيانا والولايات المتحدة. ويراهن المستثمرون على خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) تكاليف الاقتراض الأسبوع المقبل على أن يُتبع ذلك بتخفيضات أخرى العام القادم بعد أن أظهرت بيانات اقتصادية ارتفاعاً غير متوقع في طلبات إعانة البطالة الأسبوعية.

وبالتزامن، ذكرت «بلومبرغ نيوز»، يوم الجمعة، أن الإمارات تعتزم خفض شحنات النفط في أوائل العام المقبل وسط مساعي مجموعة أوبك بلس لانضباط أقوى في تلبية أهداف الإنتاج.

وذكر التقرير أن شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) خفضت شحنات النفط الخام المخصصة لبعض العملاء في آسيا، مما قلص الأحجام بنحو 230 ألف برميل يومياً عبر درجات الخام المختلفة، وذلك نقلاً عن شركات لديها عقود لتلقي الشحنات.

من جهة أخرى، قال متعاملون ومحللون إن سعر النفط الخام الإيراني للصين ارتفع إلى أعلى مستوى منذ سنوات بسبب عقوبات أميركية إضافية أثرت على قدرات الشحن ورفعت تكاليف الخدمات اللوجيستية.

ويؤدي ارتفاع أسعار النفط الإيراني والروسي إلى زيادة التكاليف على المصافي الصينية المستقلة التي تمثل نحو خمس الطلب في أكبر سوق مستوردة للخام في العالم، مما يسلط الضوء على تحديات محتملة في ظل توقعات بأن تزيد إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب الضغوط على طهران عندما تتولى السلطة.

وأوضح متعاملون أن بعض المصافي تتحول إلى إمدادات غير خاضعة لقيود العقوبات، بما في ذلك من الشرق الأوسط وغرب أفريقيا، لتلبية الطلب الموسمي في الشتاء وقبل رأس السنة القمرية الجديدة.

وانخفضت الخصومات على الخام الإيراني الخفيف لنحو 2.50 دولار للبرميل مقابل خام برنت في بورصة إنتركونتيننتال على أساس تسليم ظهر السفينة في ميناء الوصول للصين، وذلك مقارنة بخصومات أقل من أربعة دولارات في أوائل نوفمبر. وقال متعاملون إن الخصومات على الخام الإيراني الثقيل تقلصت أيضاً إلى نحو أربعة إلى خمسة دولارات للبرميل من نحو سبعة دولارات في أوائل نوفمبر.

وترتفع أسعار الخام الإيراني منذ أكتوبر (تشرين الأول) عندما انخفضت صادرات الدولة العضو في «أوبك» في أعقاب مخاوف من هجوم إسرائيلي على منشآت نفط إيرانية.

وأفادت المصادر وبيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن بأن تشديد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للعقوبات على طهران الأسبوع الماضي أدى إلى توقف بعض السفن التي تنقل الخام الإيراني عبر ناقلات أخرى إلى الصين قبالة سواحل سنغافورة وماليزيا.

وأظهرت بيانات كبلر لتتبع السفن أن واردات الصين من النفط الخام والمكثفات الإيرانية انخفضت في نوفمبر بنحو 524 ألف برميل يومياً إلى أدنى مستوى في أربعة أشهر عند 1.31 مليون برميل يومياً مقارنة بالشهر السابق.

وأظهرت بيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن أن عدداً من ناقلات النفط الخام العملاقة الخاضعة للعقوبات تبحر قبالة سواحل ماليزيا. وأوضحت البيانات أن ناقلة نفط خاضعة للعقوبات أبحرت من الصين يوم الجمعة. وقالت مصادر تجارية إن الناقلة أفرغت حمولتها في ميناء ريتشاو بمقاطعة شاندونغ.

وقال محللون إن أسعار النفط الإيراني تلقت دعما جزئياً من تعافي الطلب في الصين مع شراء المصافي المستقلة المزيد من الخام بعد الحصول على حصص استيراد إضافية من الحكومة وزيادة إنتاجها من الوقود قليلاً.