النائب زعيتر يتّهم الجيش بـ«إعدام مطلوبين» في بعلبك

قيادته ردت بالنفي: لا نهوى القتل

TT

النائب زعيتر يتّهم الجيش بـ«إعدام مطلوبين» في بعلبك

اتهم النائب غازي زعيتر الجيش اللبناني بـ«إعدام» مطلوبين خلال المواجهات التي حصلت في مدينة بعلبك بداية الأسبوع الحالي، نافيا حصول إطلاق نار على دورية للجيش، واضعا القضية بعهدة وزارة الدفاع وقيادة الجيش التي نفت مصادرها بشدة هذه الاتهامات.
وردّت مصادر عسكرية على زعيتر بالقول لـ«الشرق الأوسط» إن الجيش اللبناني لا يهوى القتل ولا الإعدامات ولو لم يطلق النار عليه لم يكن ليرد، مشددة على أن الدليل على ذلك التوقيفات لتجار المخدرات وغيرهم في مناطق لبنانية عدة من دون أن تؤدي إلى مقتل المطلوبين.
وفي تصريح له من مجلس النواب قال زعيتر: «الحادث الأليم الذي حصل في بلدة الكنيسة في بعلبك، نتيجة لمداهمة لدورية من الجيش أودت بحياة شابين، وتأكدت أيضا أن هذه المداهمة وسقوط الجرحى من دون مبرر، طبعا سوى البيان الصادر عن المؤسسة العسكرية الذي يقول إنه تم إطلاق النار على الدورية عندئذ قامت الدورية بالرد على إطلاق النار ما أدى إلى استشهاد الشابين من آل زعيتر».
وأكد زعيتر: «نحن خلف الجيش والمؤسسة العسكرية بكل الظروف، ولكن ليس أن يتم إعدام المطلوبين أو الفارين». مشيرا إلى أن «قوى الأمن الداخلي تكشف وتوقف مهربين وتجار مخدرات دون إراقة للدماء»، وعبّر عن أسفه على ردة الفعل التي حصلت في مدينة بعلبك مؤكدا رفضه لها.
ووضع زعيتر هذه القضية بعهدة وزارة الدفاع وقيادة الجيش اللبناني مطالبا بإجراء التحقيق اللازم والشفاف من دون أن ينفي أن الشابين حاولا الهرب. وأضاف: «تأكدت أنه لم تطلق أي رصاصة على الدورية وهذا الأمر مؤكد إذ إنه لا الآليات الدورية تعرضت ولا الأشخاص، نعم تعرض أحد عناصر الجيش اللبناني في بعلبك أو بالأحرى أصيب إصابة طفيفة كما صدر عنهم»، لافتا إلى البيان الذي صدر «أنه تم إطلاق النار، ونحن رددنا على مصادر النيران، هذا الكلام غير صحيح، وسأتركه برسم وزير الدفاع وقائد الجيش اللذين أثق بهما وأقدر جهودهما ومن مصلحتهما أن يتحريا عن هذا الموضوع».
وفيما عبر زعيتر عن أسفه على هذا الحادث الأليم، أكد أن كلامه ليس ضد الجيش الذي يقوم بمهماته ضد الإرهابيين وفي مواجهة العدو الإسرائيلي، ولكن حماية المواطن تكون بغير هذه الطرق.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».