هدوء نسبي في ريف حماة بعد «معارك استنزاف»

TT

هدوء نسبي في ريف حماة بعد «معارك استنزاف»

أفادت معلومات، أمس، بأن قوات النظام السوري واصلت قصفها على ريفي حماة وإدلب، وسط تراجع حدة المعارك ضد فصائل معارضة وأخرى متشددة ناشطة في المنطقة، وفي ظل غياب لافت لمشاركة الطيران الحربي في القصف بعدما كان قد شارك بفاعلية منذ بدء قوات النظام، بدعم روسي، هجومها على آخر معاقل المعارضة في شمال غربي البلاد، قبل أسابيع.
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أنه وثّق مقتل شخصين جراء إلقاء طائرات براميل متفجرة مساء الثلاثاء على قرية كفرعين بريف إدلب الجنوبي، ليرتفع بذلك إلى 7 بينهم طفل ومواطنة عدد الضحايا الذين قضوا في هذا القصف.
وأوضح «المرصد» أن قوات النظام جددت كذلك قصفها الصاروخي على مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، وبلدة مورك بريف حماة الشمالي، بالإضافة إلى قريتي جسر بيت الراس والمنارة بسهل الغاب، ما أسفر عن اشتعال النيران في الأراضي الزراعية. في المقابل، قصفت الفصائل المقاتلة والإسلامية بنحو 35 صاروخاً مواقع لقوات النظام في تل الواسطة وتل علوش بريف حلب الجنوبي، وأماكن أخرى في كفرهود والجلمة وكرناز والمجدل والجديدة ضمن الريف الحموي. لكن «المرصد» لاحظ أنه رغم هذا القصف الصاروخي المتبادل، فإن منطقة خفض التصعيد في شمال غربي سوريا تشهد غياباً للقصف الجوي منذ منتصف ليلة أول من أمس. وأوضح: «شوهدت طائرات حربية روسية تحلق في سماء المنطقة صباح اليوم (أمس) دون تنفيذها أي ضربات».
ولفت «المرصد»، في تقرير آخر، إلى أن هدوءاً نسبياً يسود محاور القتال بين قوات النظام، من جهة، وبين الفصائل الإسلامية والمقاتلة و«المجموعات الجهادية»، من جهة أخرى، وذلك بعد «معارك استنزاف دموية» شهدها ريف حماة الشمالي الغربي. وبدأت معارك الاستنزاف يوم الخميس، السادس من أبريل (نيسان)، بهجوم للفصائل والجماعات المتشددة على محاور الجبين وتل ملح وكفرهود حيث تمكنت خلال ساعات من فرض سيطرتها على المحاور المستهدفة، وتقطع تل ملح أوتوستراد السقيلبية – محردة. لكن قوات النظام نفّذت بدورها هجوماً مضاداً، بدعم بري وجوي روسي، لاستعادة هذه المناطق لكنها لم تتمكن إلا من استعادة كفرهود. وفي وقت أطلقت قوات النظام هجوماً، يوم الجمعة، لاستعادة قرية تل ملح الاستراتيجية، بدا أنها فوجئت بهجمات جديدة للفصائل على محور آخر شمال تل ملح وهو محور الجلمة، لتجري بعد ذلك عملية كر وفر وتبادل للسيطرة بين الطرفين. وفي نهاية المطاف، تمكنت قوات النظام من تثبيت مواقعها في الجلمة إلا أنها فشلت في استعادة تل ملح والجبين، حسب «المرصد» الذي اعتبر أن «معركة القرى الثلاث استنزفت العشرات من مقاتلي الطرفين».
على صعيد آخر، هز انفجارٌ مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» شرق سوريا، تبين أنه ناجم عن انفجار قنبلة صوتية قرب مدرسة، دون خسائر بشرية. وقال «المرصد»، في تقرير بتاريخ 3 أبريل الماضي، إنه «رصد مزيداً من الانفلات الأمني ضمن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في منطقة شرق الفرات»، مشيراً إلى اشتباكات ليلية في الرقة بين عناصر خلايا تابعة لتنظيم (داعش) وبين قوات (الأسايش) و(قوات سوريا الديمقراطية)».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.