الأمم المتحدة: لجوء 300 ألف سوري إلى المخيمات القريبة من الحدود التركية

نازحون من المعارك الأخيرة حول أكياس خبز في بلدة أطمة بمحافظة إدلب (رويترز)
نازحون من المعارك الأخيرة حول أكياس خبز في بلدة أطمة بمحافظة إدلب (رويترز)
TT

الأمم المتحدة: لجوء 300 ألف سوري إلى المخيمات القريبة من الحدود التركية

نازحون من المعارك الأخيرة حول أكياس خبز في بلدة أطمة بمحافظة إدلب (رويترز)
نازحون من المعارك الأخيرة حول أكياس خبز في بلدة أطمة بمحافظة إدلب (رويترز)

ما تزال المعارك محتدمة في ريفي حماة واللاذقية الشماليين، فيما أعلنت الأمم المتحدة عن لجوء 300 ألف سوري إلى المخيمات القريبة من الحدود التركية، مؤكدة أن الاشتباكات أعاقت وصول المساعدات الإنسانية لكثير من النقاط، ولا سيما جنوب محافظة إدلب.
وشهد يوم أمس (الثلاثاء) غارات جوية عنيفة. وقالت مصادر إعلامية معارضة إن الطائرات الروسية «سوخوي 24» أغارت على أطراف مدينة معرة النعمان جنوب إدلب، وقصفت عدة مواقع هناك بصواريخ فراغية، فيما قصفت قوات النظام المتمركزة في بلدة الكبارية مدينة خان شيخون جنوب إدلب بأكثر من 20 صاروخاً، إضافة إلى استهدف الطيران الحربي الروسي، أمس، أحياء سكنية في كفر زيتا في ريف حماة الشمالي، بالتزامن مع تحليق لطيران الاستطلاع. كما تعرضت للقصف بلدات الهبيط وقرية أرينبة في جبل شحشبو، وبلدة موقا جنوب حيش بريف إدلب الجنوبي.
وقال سكان وعاملو إنقاذ مدني، بحسب «رويترز»، إن ضربات جوية أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 25 شخصاً الاثنين، معظمهم مدنيون في شمال غربي سوريا، في الأسبوع السادس لهجوم يقوده الجيش السوري، أودى بحياة مئات المدنيين حتى الآن.
وكشف مقطع مصور، نشرته جماعة الدفاع المدني، المعروفة بـ«الخوذ البيضاء»، ما يبدو أنه أطقم إنقاذ تبحث عن ناجين وتنتشل الجثث من بين الأنقاض في بلدتي معرشورين وجبلة في إدلب.
وبينما شهدت مناطق ريف حماة الشمالي والشمالي الغربي رمايات مدفعية وجوية على كل من مورك والأربعين وكفر زيتا واللطامنة ولطمين والزكاة وحصرايا بريف حماة، تواصلت الاشتباكات العنيفة في مناطق تل ملح والجبين والصياد.
في ريف اللاذقية الشمالي، أغار الطيران الروسي على تلال الكبانة، بالتزامن مع محاولة تقدم للنظام على محور الكبانة، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين فصائل المعارضة وقوات النظام، أسفرت عن سقوط عشرات من قوات النظام أثناء محاولتها التقدم تحت غطاء من القصف المدفعي على محور الاشتباكات.
في غضون ذلك، بثّت صفحات موالية للنظام، عبر السوشيال ميديا، مقطع فيديو لقوات «النمر»، التي يقودها العميد سهيل الحسن المدعوم من روسيا، يظهر العميد سهيل الحسن على جبهات ريف حماة الشمالي، وإلى جانبه جنود روس، يتابعون وصول تعزيزات عسكرية إلى جبهة شمال حماة، بينها دبابات «تي 72 بي 3». وقالت وسائل إعلام روسية إن صواريخ هذه المنظومة «إنفار» و«إنفار إم»، يمكنها تدمير الأهداف الأكثر تحصناً على بعد 5000 متر. وهذه الدبابة مزودة بنظام إدارة النيران مع جهاز تنشين «سوسنا أو» ذات المحساس الحراري المتطور. وتعد دبابات «تي 72 بي 3» من أفضل الدبابات الجاري استخدامها في سوريا حالياً إلى جانب «تي 90» و«تي 90 أ».
ومع تواصل اشتداد المعارك شمال البلاد، قالت منظمة برنامج الغذاء العالمي التابعة للأمم المتحدة، في بيان لها، صدر يوم أمس، إن الاشتباكات العنيفة في المنطقة، أدت إلى احتراق نحو 18 ألف دونم من الأراضي الزراعية، خلال الأسابيع الأخيرة، كما عرقلت الاشتباكات وصول المساعدات الإنسانية إلى كثير من النقاط جنوب محافظة إدلب. كما لم تتمكن طواقمها من إيصال المساعدات الإنسانية لنحو 7 آلاف شخص يقيمون في محيط قلعة المضيق بالريف الشمالي لمحافظة حماة. وأعلنت المنظمة أن أكثر من 300 ألف سوري اضطروا منذ أبريل (نيسان) للنزوح إلى المخيمات القريبة من الحدود التركية، نتيجة الاشتباكات العنيفة الدائرة في المنطقة. وكانت الأمم المتحدة قد حذرت أول من أمس من أن وصول عدد الفارّين من المعارك شمال غربي سوريا إلى مليوني لاجئ، ستكون وجهتهم الأراضي التركية، إذا «استعر القتال»، في الوقت الذي انخفض فيه تمويل المساعدات على نحو خطير.
وارتفعت وتيرة المعارك شمال غربي سوريا، يوم السبت الماضي، بعدما شنّت فصائل المعارضة هجوماً باسم «الفتح المبين» لصدّ تقدم قوات النظام، التي كانت قد بدأت وحلفاؤها الروس والميليشيات التابعة لإيران حملة عسكرية واسعة على مناطق خفض التصعيد منذ أواخر أبريل الماضي. وتمكنت خلالها من استعادة سيطرتها على 27 نقطة في ريف إدلب الجنوبي لأول مرة من اندلاع المعارك عام 2011. وهو ما اعتبره مراقبون تقدماً محدوداً.
وجاء الهجوم الأخير لفصائل المعارضة لتستعيد السيطرة على عدد من تلك النقاط. الأمر الذي رفع وتيرة استهداف النظام وحلفائه للأحياء السكنية في المنطقة.
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن «الجيش استوعب هجوم المجموعات الإرهابية على نقاط المواجهة» بعد اشتباكات عنيفة.
وتُسيطر «هيئة تحرير الشام» على الجزء الأكبر من محافظة إدلب، مع وجود لفصائل إسلامية ومقاتلة في مناطق أخرى من المحافظات المجاورة لحماة واللاذقية وحلب.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.