مقترحات لاعتماد الأغلبية السياسية في العراق والانتخاب المباشر لرئيس الوزراء

هدفها إصلاح «الخلل» في نظام الحكم

رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي خلال زيارته المتحف الوطني العراقي في بغداد أمس (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي خلال زيارته المتحف الوطني العراقي في بغداد أمس (أ.ف.ب)
TT

مقترحات لاعتماد الأغلبية السياسية في العراق والانتخاب المباشر لرئيس الوزراء

رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي خلال زيارته المتحف الوطني العراقي في بغداد أمس (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي خلال زيارته المتحف الوطني العراقي في بغداد أمس (أ.ف.ب)

مع عودة البرلمان العراقي لعقد جلساته التشريعية بعد عطلة عيد الفطر، أمس، تسعى اتجاهات سياسية داخل القبة النيابية إلى معالجة ما يعتقد على نطاق واسع، سياسي وشعبي، أنها «أخطاء خطيرة» ارتبطت بالنظام السياسي العراقي بعد عام 2003. سواء تلك المتعلقة بشكله وإذا ما كان برلمانياً أو رئاسياً، أو بطريقة اختيار رئيس الوزراء، إضافة إلى الخطأ في اختيار النظام الانتخابي الأمثل الذي يضمن صعود المرشحين الأكثر تمثيلاً وفوزاً بأصوات الناخبين، وليس المنتمين إلى كتل وائتلافات كبيرة، بغض النظر عن عدد الأصوات التي حصلوا عليها.
على مستوى النظام الانتخابي وكيفية صعود المرشحين إلى مجلس النواب أو المجالس المحلية، أعلنت كتلة «سائرون» المدعومة من مقتدى الصدر، أمس، تبنيها نظاماً انتخابياً يعرف بـ«الأغلبية السياسية» للانتخابات المحلية، يهدف إلى تحقيق العدالة وإتاحة المنافسة الحقيقية بين أبناء الشعب العراقي، طبقاً لرئيس الكتلة حسن العاقولي.
وقال العاقولي في مؤتمر صحافي عقده في مبنى البرلمان، أمس، بحضور عدد من نواب الكتلة، إنه «من أجل الحرص على صوت المواطن وأن يذهب بالاتجاه الصحيح لممثليهم، وحتى لا تذهب أصواتهم إلى أشخاص آخرين لم يحصلوا على أصوات تؤهلهم بالفوز كما حصل سابقاً في نتائج انتخابات لا تمثل إرادة الناخبين، بل تمثل إرادة أحزابهم السياسية، ومن أجل إصلاح النظام السياسي في العراق وبشكل شامل وجذري، فلا بد من إصلاح النظام الانتخابي».
وسمحت القوانين التي جرت بموجبها الانتخابات في الدورات البرلمانية والمحلية السابقة بصعود مرشحين حصلوا على نسب أصوات متواضعة، في مقابل عدم قبولها بصعود آخرين حصلوا على نسبة أصوات عالية، نظراً لأنها ترجّح كفّة المرشحين عن الكتل السياسية الكبيرة التي تجاوزت «العتبة الانتخابية» وتتنافس على المقاعد وليس الشخصيات أو الكتل الصغيرة التي لا يؤهلها مجموع أصواتها تجاوز العتبة الانتخابية برغم حصول بعض أعضائها على نسبة أصوات عالية.
وأضاف العاقولي أنه وبهدف «ضمان مشاركة فاعلة وحقيقية للعراقيين في انتخابات مجالس المحافظات، وأن يكون الناخب على معرفة بالمرشح وقريباً من المواطن، فإننا في تحالف سائرون نعلن أمام الشعب العراقي، تبني النظام الانتخابي المعروف بـ(الأغلبية السياسية) لانتخابات مجالس المحافظات المقبلة». وتابع: «النظام يتضمن أن يكون الفائز من الرجال والنساء هم ممن حصلوا على أعلى الأصوات بغض النظر عن أحزابهم وقوائمهم الانتخابية، وذلك لتحقيق العدالة وإتاحة المنافسة الحقيقية بين أبناء الشعب العراقي».
وفيما لم يحدد حتى الآن الموعد النهائي لإجراء الانتخابات المحلية، أعلنت اللجنة القانونية في البرلمان، أمس، أنها استكملت قراءة التعديل الخاص بمشروع قانون انتخابات مجالس المحافظات. وقررت اللجنة خلال الاجتماع، بحسب بيان أصدرته، «إرسال القانون إلى هيئة رئاسة مجلس النواب لوضعه على جدول أعماله بغية التصويت عليه بعد مناقشة أعضاء اللجنة فقراته كافة». ولم تشِر اللجنة في بيانها إلى مقترح «الأغلبية السياسية» الذي طرحته كتلة «سائرون».
وفيما يطالب نواب بتحويل النظام النيابي العراقي إلى نظام رئاسي لإصلاح الأوضاع السياسية المتعثرة في البلاد، أعلن النائب عن تحالف «البناء» محمد صاحب الدراجي، أمس، جمع تواقيع لجعل انتخاب رئيس الوزراء مباشراً من قبل الشعب، في مسعى لإصلاح العمل السياسي وتجاوز العثرات التي صاحبته منذ عام 2003، ومنها مثلاً «عدم استكمال الكابينة الوزارية لرئيس الوزراء عادل عبد المهدي بعد 6 أشهر على اختياره لرئاسة الحكومة». وقال الدراجي في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «أسعى ومعي نحو 80 نائباً إلى تعديل المادة 76 من الدستور، ليتم تجاوز موضوع الكتلة الكبرى المؤهلة لتشكيل الحكومة والذهاب مباشرة إلى اختيار رئيس الوزراء من قبل الناخبين».
وتنص الفقرة أولاً من المادة 76 على أن «يكلف رئيس الجمهورية، مرشح الكتلة النيابية الأكثر عدداً، بتشكيل مجلس الوزراء، خلال 15 يوماً من تاريخ انتخاب رئيس الجمهورية»، وخضعت المادة لتفسيرات كثيرة، وفسرت المحكمة الاتحادية عام 2010، مفهوم «الكتلة الكبرى» على أنها الكتلة الفائزة بأعلى مقاعد داخل البرلمان وليس بعد إعلان نتائج الانتخابات، الأمر الذي مكّن تحالف «دولة القانون» من الفوز بمنصب رئاسة الوزراء وحرمان القائمة «العراقية» التي فازت بأعلى نسبة من المقاعد (91 مقعداً) من الحصول على منصب رئاسة الوزراء.
ويرى الدراجي أن «ثمة خللاً دستورياً تسبب في عدم تحقيق التغيير المنشود منذ 16 عاماً، والدليل عدم اكتمال الكابينة الوزارية حتى الآن، لأن يد رئيس الوزراء مغلولة». وأضاف الدراجي: «تتضمن المادة الجديدة إلغاء المادة 76 واستبدالها بأن يتم انتخاب رئيس الوزراء بشكل مباشر من الشعب، مع الإبقاء على النظام السياسي برلمانياً، وغاية التعديل الجزئي هذا التخلص من قضية المحاصصة والكتلة الأكبر».
ورحّب الدراجي بمقترح إدراج نظام «الأغلبية السياسية» في قانون انتخابات المجالس المحلية الذي تقدمت به كتلة «سائرون». واعتبر أنه «عادل وينصف الناخب والمرشح، وقد يلاقي ممانعة من الكتل السياسية الأخرى، لكن إصلاح الأوضاع السياسية المتعثرة منذ سنوات يبدأ من إصلاح القوانين».



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».