طائرة تحمل 100 أميركي تهبط خطأ في إيران

الخارجية الأميركية: الطائرة تقاعست عن تحديث خطة طيرانها

طائرة تحمل 100 أميركي تهبط خطأ في إيران
TT

طائرة تحمل 100 أميركي تهبط خطأ في إيران

طائرة تحمل 100 أميركي تهبط خطأ في إيران

قال مسؤول إيراني أمس إن طائرة تقل أميركيين من أفغانستان إلى دبي اضطرت للهبوط في إيران لأن طاقمها قدم معلومات خاطئة.
وكانت الطائرة المستأجرة التابعة لشركة طيران «فلاي دبي» وتحمل نحو مائة أميركي من قاعدة باغرام الجوية الأميركية في أفغانستان قد هبطت في دبي في وقت سابق من صباح أمس بعدما تم تحويل مسارها إلى بندر عباس على الناحية الأخرى من مضيق هرمز.
وقال جاسم جادري حاكم إقليم هرمزجان بجنوب إيران في تصريحات نقلتها وكالة مهر الإيرانية للأنباء استخدم الطاقم معلومات خاطئة لذا ساورت الشكوك السلطات.. ولأن المعلومات المقدمة كانت غير صحيحة طلبنا من الطائرة الهبوط حتى يتسنى لنا جمع المزيد من المعلومات. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية إن «الطائرة تقاعست عن تحديث خطة طيرانها بعد مغادرة باغرام متأخرة عدة ساعات في طريقها إلى دبي عبر مسار يجعلها تمر فوق الأراضي الإيرانية».
وأضاف أنه «عندما حدد مسؤولو الطيران المدني الإيرانيون الطائرة لم يتمكنوا من العثور عليها في نظامهم لأنه كان من المفترض أن تكون قد عبرت الأجواء قبل ساعات».
وتابع أنه نتيجة لذلك طلب المسؤولون الإيرانيون في البداية من الطائرة العودة أدراجها ثم سمحوا لها بالهبوط في بندر عباس عندما أبلغتهم أنه ليس لديها وقود يكفي للعودة إلى أفغانستان.
وقالت ماري هارف المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية إنه خلافا لما ذكرته بعض التقارير الإخبارية لم يتم إرسال طائرات إيرانية في هذا الموقف. نقدر جهود كل الأطراف لمساعدة الركاب على الوصول سالمين إلى مقصدهم. وذكر جادري وهو أول مسؤول إيراني يعلق على الأمر أن الركاب تلقوا معاملة ملائمة وعرض عليهم استخدام صالة المطار لكنهم لم يقبلوا.
وتتسم العلاقة بين إيران والولايات المتحدة بالعداء منذ عقود. وقطعت واشنطن علاقاتها الدبلوماسية مع إيران في أبريل (نيسان) 1980 بعد 5 أشهر من احتلال طلبة إيرانيين للسفارة الأميركية في طهران واحتجازهم لرهائن أميركيين. واحتجز 52 أميركيا لمدة 444 يوما حينئذ. وتختلف مواقف البلدين في الوقت الحالي بشأن البرنامج النووي الإيراني، حيث تشتبه واشنطن بأنه يهدف إلى صنع قنبلة بينما تقول طهران إنه مخصص للأغراض المدنية فقط. وفي دبي قال متحدث باسم شركة «فلاي دبي» للطيران الإماراتية وفقا لوكالة الأنباء الألمانية إن «الشركة تحقق في الأسباب التي أدت إلى تحويل مسار رحلة طيران تابعة لها أقلعت من أفغانستان في طريقها إلى دبي، وهبطت في إيران».
وقال المسؤول، الذي لم يذكر اسمه، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أمس إنه «تم تحويل مسار رحلة (فلاي دبي) المؤجرة رقم (إف زد 4359) إلى بندر عباس بإيران، ثم أقلعت وهبطت في دبي، ونحن نقوم بدراسة الأسباب التي أدت إلى تحويل مسار الرحلة».
وأضاف: «غادرت الرحلة مدينة قندهار الساعة 02.55 دقيقة في وقت متأخر في طريقها إلى دبي، وتم تحويل الطائرة إلى بندر عباس وهبطت الطائرة في دبي الساعة الثالثة من صباح السبت (بالتوقيت المحلي) بعد تأخير 9 ساعات و57 دقيقة».
قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية إن «الطائرة لم تبلغ سلطات الطيران بسجل رحلتها على نحو صحيح ولذلك طلبت منها السلطات الإيرانية العودة إلى أفغانستان، وعندما أبلغ قائد الطائرة السلطات الإيرانية بأنه ليس لديه وقود يكفي للعودة، طلبت منه السلطات الهبوط في بندر عباس».



تصريحات ميتسوتاكيس تُعيد إشعال التوتر بين أثينا وأنقرة بعد أشهر من الهدوء

إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)
إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)
TT

تصريحات ميتسوتاكيس تُعيد إشعال التوتر بين أثينا وأنقرة بعد أشهر من الهدوء

إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)
إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)

أشعل رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس توتراً جديداً مع تركيا، بعد أشهر من الهدوء تخللتها اجتماعات وزيارات متبادلة على مستويات رفيعة للبناء على الأجندة الإيجابية للحوار بين البلدين الجارين.

وأطلق ميتسوتاكيس، بشكل مفاجئ، تهديداً بالتدخل العسكري ضد تركيا في ظل عدم وجود إمكانية للتوصل إلى حل بشأن قضايا المنطقة الاقتصادية الخالصة والجرف القاري.

تلويح بالحرب

نقلت وسائل إعلام تركية، السبت، عن ميتسوتاكيس قوله، خلال مؤتمر حول السياسة الخارجية عُقد في أثينا، إن «الجيش يمكن أن يتدخل مرة أخرى إذا لزم الأمر». وأضاف: «إذا لزم الأمر، فسيقوم جيشنا بتنشيط المنطقة الاقتصادية الخالصة. لقد شهدت أوقاتاً تدخّل فيها جيشنا في الماضي، وسنفعل ذلك مرة أخرى إذا لزم الأمر، لكنني آمل ألا يكون ذلك ضرورياً».

رئيس الوزراء اليوناني ميتسوتاكيس (رويترز - أرشيفية)

ولفت رئيس الوزراء اليوناني إلى أنه يدرك أن وجهات نظر تركيا بشأن «الوطن الأزرق» (سيطرة تركيا على البحار التي تطل عليها) لم تتغير، وأن اليونان تحافظ على موقفها في هذه العملية. وقال ميتسوتاكيس: «في السنوات الأخيرة، زادت تركيا من نفوذها في شرق البحر المتوسط. قضية الخلاف الوحيدة بالنسبة لنا هي الجرف القاري في بحر إيجه وشرق البحر المتوسط. إنها مسألة تعيين حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة، وعلينا أن نحمي جرفنا القاري».

من ناحية أخرى، قال ميتسوتاكيس إن «هدفنا الوحيد هو إقامة دولة موحّدة في قبرص... قبرص موحّدة ذات منطقتين ومجتمعين (تركي ويوناني)، حيث لن تكون هناك جيوش احتلال (الجنود الأتراك في شمال قبرص)، ولن يكون هناك ضامنون عفا عليهم الزمن (الضمانة التركية)».

ولم يصدر عن تركيا رد على تصريحات ميتسوتاكيس حتى الآن.

خلافات مزمنة

تسود خلافات مزمنة بين البلدين الجارين العضوين في حلف شمال الأطلسي (ناتو) حول الجرف القاري، وتقسيم الموارد في شرق البحر المتوسط، فضلاً عن النزاعات حول جزر بحر إيجه.

وتسعى اليونان إلى توسيع مياهها الإقليمية إلى ما هو أبعد من 6 أميال، والوصول إلى 12 ميلاً، استناداً إلى «اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار» لعام 1982 التي ليست تركيا طرفاً فيها.

وهدّد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان من قبل، مراراً، بالرد العسكري على اليونان إذا لم توقف «انتهاكاتها للمياه الإقليمية التركية»، وتسليح الجزر في بحر إيجه. وأجرت تركيا عمليات تنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط في عام 2020 تسبّبت في توتر شديد مع اليونان وقبرص، واستدعت تحذيراً وعقوبات رمزية من الاتحاد الأوروبي، قبل أن تتراجع تركيا وتسحب سفينة التنقيب «أوروتش رئيس» في صيف العام ذاته.

سفن حربية تركية رافقت سفينة التنقيب «أوروتش رئيس» خلال مهمتها في شرق المتوسط في 2020 (الدفاع التركية)

وتدخل حلف «الناتو» في الأزمة، واحتضن اجتماعات لبناء الثقة بين البلدين العضوين.

أجندة إيجابية وحوار

جاءت تصريحات رئيس الوزراء اليوناني، بعد أيام قليلة من تأكيد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، في كلمة له خلال مناقشة البرلمان، الثلاثاء، موازنة الوزارة لعام 2025، أن تركيا ستواصل العمل مع اليونان في ضوء الأجندة الإيجابية للحوار.

وقال فيدان إننا «نواصل مبادراتنا لحماية حقوق الأقلية التركية في تراقيا الغربية، ونحمي بحزم حقوقنا ومصالحنا في بحر إيجه وشرق البحر المتوسط، ​​سواء على الأرض أو في المفاوضات».

وعُقدت جولة جديدة من اجتماعات الحوار السياسي بين تركيا واليونان، في أثينا الأسبوع الماضي، برئاسة نائب وزير الخارجية لشؤون الاتحاد الأوروبي، محمد كمال بوزاي، ونظيرته اليونانية ألكسندرا بابادوبولو.

جولة من اجتماعات الحوار السياسي التركي - اليوناني في أثينا الأسبوع الماضي (الخارجية التركية)

وذكر بيان مشترك، صدر في ختام الاجتماع، أن الجانبين ناقشا مختلف جوانب العلاقات الثنائية، وقاما بتقييم التطورات والتوقعات الحالية؛ استعداداً للدورة السادسة لمجلس التعاون رفيع المستوى، التي ستُعقد في تركيا العام المقبل.

ولفت البيان إلى مناقشة قضايا إقليمية أيضاً خلال الاجتماع في إطار العلاقات التركية - الأوروبية والتطورات الأخيرة بالمنطقة.

وجاء الاجتماع بعد زيارة قام بها فيدان إلى أثينا في 8 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أكد البلدان خلالها الاستمرار في تعزيز الحوار حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.

لا أرضية للتوافق

وقال ميتسوتاكيس، في مؤتمر صحافي عقده بعد القمة غير الرسمية للاتحاد الأوروبي في بودابست في 9 نوفمبر، إن الحفاظ على الاستقرار في العلاقات بين بلاده وتركيا سيكون في مصلحة شعبيهما.

وأشار إلى اجتماع غير رسمي عقده مع إردوغان في بودابست، مؤكداً أن هدف «التطبيع» يجب أن يكون الأساس في العلاقات بين البلدين، وتطرق كذلك إلى المحادثات بين وزيري خارجية تركيا واليونان، هاكان فيدان وجيورجوس جيرابيتريتيس، في أثنيا، قائلاً إنه جرى في أجواء إيجابية، لكنه لفت إلى عدم توفر «أرضية للتوافق بشأن القضايا الأساسية» بين البلدين.

وزير الخارجية اليوناني يصافح نظيره التركي في أثينا خلال نوفمبر الماضي (رويترز)

وسبق أن التقى إردوغان ميتسوتاكيس، في نيويورك على هامش مشاركتهما في أعمال الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) الماضي، وأكد أن تركيا واليونان يمكنهما اتخاذ خطوات حازمة نحو المستقبل على أساس حسن الجوار.

وزار ميتسوتاكيس تركيا، في مايو (أيار) الماضي، بعد 5 أشهر من زيارة إردوغان لأثينا في 7 ديسمبر (كانون الأول) 2023 التي شهدت عودة انعقاد مجلس التعاون الاستراتيجي بين البلدين، بعدما أعلن إردوغان قبلها بأشهر إلغاء المجلس، مهدداً بالتدخل العسكري ضد اليونان بسبب تسليحها جزراً في بحر إيجه.