إسرائيل تقرر إطلاق سراح بحار تركي تفادياً للصدام مع أنقرة

سفينة الشحن التركية التي تحدثت تقارير إسرائيلية عن السيطرة عليها قرب ميناء حيفا (أ.ب)
سفينة الشحن التركية التي تحدثت تقارير إسرائيلية عن السيطرة عليها قرب ميناء حيفا (أ.ب)
TT

إسرائيل تقرر إطلاق سراح بحار تركي تفادياً للصدام مع أنقرة

سفينة الشحن التركية التي تحدثت تقارير إسرائيلية عن السيطرة عليها قرب ميناء حيفا (أ.ب)
سفينة الشحن التركية التي تحدثت تقارير إسرائيلية عن السيطرة عليها قرب ميناء حيفا (أ.ب)

قررت وزارة الداخلية الإسرائيلية، أمس (الاثنين)، إطلاق سراح البحار التركي الذي شاغب على متن سفينة الشحن قبل أن تسيطر عليها قوات سلاح البحرية في حيفا، وبذلك تنهي الأزمة. كما قررت إعادة السفينة إلى تركيا في أسرع وقت.
وقالت مصادر في تل أبيب إن هذا القرار جاء في أعقاب التشاور بين وزير الداخلية أريه درعي، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والغرض منه هو عدم الدخول في صدام مع أنقرة، خصوصاً بعد أن قام الرئيس رجب طيب إردوغان، بإرسال تعزية لرئيس الدولة العبرية رؤوبين رفلين، في وفاة زوجته.
والبحار التركي هو رجل في الثالثة والأربعين من عمره. وقد اعتلى السفينة مع رفيق له بغرض ابتزاز طاقمها من جهة وبسبب رغبته في دخول إسرائيل بطريقة التفافية. وتبين أنه كان قد حاول في الماضي دخول إسرائيل فأعيد إلى تركيا بسبب شبهات أمنية ضده.
كانت الحادثة قد وقعت بعد ظهر أول من أمس (الأحد)، إذ شوهدت السفينة وهي على بُعد 6 كيلومترات شمالي مدينة حيفا، وأحد البحارة على متنها يشعل النيران على سطحها. وقد أرسل طاقم السفينة المؤلف من 25 بحاراً نداء استغاثة طارئاً أبلغ فيه أن الرجل غير معروف لهم وأن تصرفه يهدد بغرق السفينة. وأرسلت السلطات الإسرائيلية على أثر ذلك قوة شرطة بحرية، للتعامل مع الحدث، إلا أنه سرعان ما أحيل الحادث إلى سلاح البحرية في الجيش الإسرائيلي، بعدما تبين أنه معقّد ومركّب، فاستغرق الأمر 6 ساعات متواصلة حتى تمكن الجنود من السيطرة على الحادث. ولكنه لحسن الحظ انتهى من دون وقوع إصابات، وتم جر السفينة إلى ساحل حيفا واعتُقل البحار المشاغب وتمت استضافة الطاقم التركي.
وأكدت إسرائيل أن الحديث يدور عن «حدث جنائي»، مؤكدة اعتقال «مُشتبه به بالتسلل إلى السفينة، وإحالته إلى الشرطة الإسرائيلية، بعد تمشيط السفينة بالتعاون مع القبطان». وأمس تقرر إطلاق سراحه وتسليمه للسلطات التركية.
وفي التحقيق تبين أن السفينة تحمل علم دولة بنما، ولكنها تابعة لشركة تركية. وهي من طراز «MSC CANBERRA» كانت قد غادرت ميناء «مرسين» جنوبي شرق تركيا، متجهة إلى ميناء «حيفا»، إلا أن «راكبين اثنين سريين»، سيطرا عليها واحتجزا طاقمها المكوّن من 24 ملاحاً في غرفة القيادة، وهددا بإضرام النار على متنها، وراحا ينفذان أعمال شغب على السفينة، فكسرا أغراضاً وأضرما النار على متنها.
كانت السلطات الإسرائيلية قد فرضت على الحادث الكتمان ومنعت نشر معلومات عنه حتى فجر أمس (الاثنين). فراحت وسائل الإعلام العبرية، تتحدث عن «حدث مهم» في بحر حيفا، مشيرةً إلى أن قوات كبيرة من سلاح البحرية وسلاح الجو، تتعامل معه. وأوضحت أنه لا يمكن التوسع في تفاصيل الحدث، بسبب الرقابة. وقد تسبب ذلك في زوبعة إعلامية عالمية ولم تهدأ إلا بعدما اتضح أن الحادث غير أمنى.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.