انقطاع خطوط الإنترنت الأرضية في السودان بعد توقف إنترنت المحمول

دورية من أفراد قوات الدعم السريع السودانية في شوارع الخرطوم (أ. ف. ب)
دورية من أفراد قوات الدعم السريع السودانية في شوارع الخرطوم (أ. ف. ب)
TT

انقطاع خطوط الإنترنت الأرضية في السودان بعد توقف إنترنت المحمول

دورية من أفراد قوات الدعم السريع السودانية في شوارع الخرطوم (أ. ف. ب)
دورية من أفراد قوات الدعم السريع السودانية في شوارع الخرطوم (أ. ف. ب)

انقطعت خطوط اتصال الإنترنت الأرضية في العاصمة السودانية الخرطوم، اليوم (الاثنين)، بعد أسبوع من توقف خدمة الإنترنت على الهواتف المحمولة.
وتوقفت خطوط شركة الاتصالات السودانية (سوداتل)، مزود الإنترنت الرئيسي في البلاد، وفق مراسل وكالة «الصحافة الفرنسية» الذي أوضح أن سفارات وفنادق فخمة وعدة مكاتب أخرى تأثرت، كما طال التوقف مدناً أخرى في البلاد.
وأشارت مجموعة «نيتبلوكس»، المتخصصة في مراقبة حجب الحكومات للإنترنت حول العالم، إلى «انقطاع شبه كامل» للشبكة في السودان.
وجاء الانقطاع في اليوم الثاني للعصيان المدني الذي دعا إليه قادة الاحتجاج، رداً على إجراءات العسكريين الذين تولوا السلطة عقب إزاحة الرئيس عمر البشير في 11 أبريل (نيسان) الماضي، بعد أشهر من الاحتجاجات. وقال المحتجون إنهم يريدون مواصلة العصيان المدني حتى انتقال السلطة إلى مدنيين.
وانقطعت خدمة الإنترنت على الهواتف المحمولة في 3 يونيو (حزيران)، بعد فض الاعتصام أمام مقر الجيش في الخرطوم بعنف، مما أدى إلى مقتل أكثر من مائة شخص، وإصابة المئات، بعدما كان مستمراً منذ 6 أبريل (نيسان).
وفي سياق متصل، أعلن نائب رئيس الحركة الشعبية - شمال السودان، ياسر عرمان، اليوم (الاثنين)، أنه تم إبعاده «رغماً عن إرادته»، مع قياديين اثنين آخرين في الحركة، من الخرطوم إلى جوبا. وقال لوكالة الصحافة الفرنسية: «جئت مع الرفيقين إسماعيل خميس جلاب ومبارك أردول. والشيء الوحيد الذي يمكنني قوله هو أنه تم ترحيلي رغماً عن إرادتي».
وكان التلفزيون الرسمي السوداني قد أفاد بأن السلطات أفرجت عن القياديين المتمردين الثلاثة الذين ينتمون إلى «حركة كانت تقاتل نظام الرئيس المعزول عمر البشير» في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق منذ 2011.
وأكد عرمان، عبر «تويتر»، أن مروحية عسكرية استخدمت لترحيله، وقال: «لم أكن أعرف إلى أين يأخذونني. سألتهم عدة مرات»، مضيفاً أنه وجلاب وأردول كانوا مقيدين طوال الرحلة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.