قلق إسرائيلي من موجة رحيل عكسية عن مستوطنات غزة

شاب فلسطيني من رفح بقطاع غزة يزين بالبالونات مبنى دمرته إسرائيل (رويترز)
شاب فلسطيني من رفح بقطاع غزة يزين بالبالونات مبنى دمرته إسرائيل (رويترز)
TT

قلق إسرائيلي من موجة رحيل عكسية عن مستوطنات غزة

شاب فلسطيني من رفح بقطاع غزة يزين بالبالونات مبنى دمرته إسرائيل (رويترز)
شاب فلسطيني من رفح بقطاع غزة يزين بالبالونات مبنى دمرته إسرائيل (رويترز)

قالت مصادر إسرائيلية أن ثمة مخاوف من تزايد رغبة سكان مستوطنات غلاف غزة، بالمغادرة، بعد ما قررت 10 عائلات ذلك. ونقلت صحيفة معاريف عن مسؤولين في بلدات في محيط غزة، أن ثمة مخاوف من موجة رحيل عكسية في ضوء التوتر الأمني المستمر.
وأبلغت عشر عائلات إسرائيلية على الأقل تعيش في المناطق المحيطة في قطاع غزة، المجلس الإقليمي شاعر هنيغف، عن نيتها مغادرة المنطقة قبل بداية الصيف الحالي.
ويدور الحديث عن عائلات وصلت إلى المنطقة قبل عام، لفترة تكيف، حتى تقرر إن كانت ستستقر في المنطقة أم لا، لكن حدوث عشر جولات من القتال خلال الأشهر الأخيرة، دفع هذه العائلات لأن تقرر بأنها لا تنوي البقاء للاستقرار في المنطقة.
وأكدت القناة الإسرائيلية أنه في أعقاب ذلك بات لدى المجلس مخاوف كبيرة أن تؤدي العملية إلى موجة رحيل أكبر.
وجاء قرار العائلات رغم أن رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي زار محيط غزة الجمعة واجتمع مع رؤساء السلطات المحلية في سديروت والمناطق الإسرائيلية المحيطة في القطاع، لأول مرة منذ توليه منصبه، ووعدهم بوقف «الإرهاب» المنطلق من غزة.
وتطرق كوخافي أيضاً بشكل نادر للتسوية مع «حماس»، وذلك على عكس أعضاء الحكومة وكبار أعضاء المؤسسة الأمنية الذين لا يميلون للحديث عن الموضوع، وقال إن «انخفاض حجم البالونات الحارقة وانخفاض الأحداث العنيفة على الجدار - ليست بالصدفة».
وأضاف: «نجحنا في خلق معادلة تمنع ذلك (البالونات)، سواء على المستوى الميداني أو المستوى السياسي. ونحن نفضّل منح (التسوية) فرصة، بدلاً من إحداث تدهور في الوضع».
لكن مع ذلك أبلغت «حماس»، وسطاء، أن صبرها نفد لأن إسرائيل لا تطبق الاتفاقات السابقة. وليس سراً أنهم في قطاع غزة، يلوحون بتصعيد المظاهرات اعتباراً من الأسبوع المقبل بمحاذاة الحدود، بسبب «التقاعس» في تنفيذ التفاهمات بينهم وبين إسرائيل.
وكانت مصر وضعت اتفاقاً، الشهر الماضي، لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة. وشمل الاتفاق وقف أي هجمات من قطاع غزة إضافة إلى وقف الأساليب الخشنة خلال المظاهرات، مقابل «إدخال الأموال إلى قطاع غزة ورفع القيود على استيراد العديد من البضائع التي كانت توصف ببضائع مزدوجة (نحو 30 في المائة منها) وزيادة التصدير وتوسيع مساحة الصيد إلى 15 ميلاً في قواطع بحرية و12 في قواطع أخرى، وإدخال الوقود الذي تموله قطر لتشغيل محطة توليد الكهرباء في القطاع».
وبحسب الاتفاق، فإنه إذا نجحت هذه المرحلة فإن مرحلة أخرى سيجري التباحث حولها قد تشمل صفقة تبادل أسرى وإقامة مشاريع بنى تحتية تشمل ممراً آمناً إلى الضفة وميناء بحري.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.