لودريان وبوريطة يبحثان العلاقات الثنائية تمهيداً لزيارة ماكرون

جانب من مؤتمر صحافي بين وزيري الخارجية المغربي والفرنسي في الرباط أمس (إ.ب.أ)
جانب من مؤتمر صحافي بين وزيري الخارجية المغربي والفرنسي في الرباط أمس (إ.ب.أ)
TT

لودريان وبوريطة يبحثان العلاقات الثنائية تمهيداً لزيارة ماكرون

جانب من مؤتمر صحافي بين وزيري الخارجية المغربي والفرنسي في الرباط أمس (إ.ب.أ)
جانب من مؤتمر صحافي بين وزيري الخارجية المغربي والفرنسي في الرباط أمس (إ.ب.أ)

أكد وزيرا الخارجية المغربي والفرنسي، خلال لقاء صحافي مشترك، أمس، بالرباط، تطابق وجهتي نظر البلدين بخصوص القضايا الإقليمية والعالمية، ووجود إرادة قوية لدى الطرفين لتطوير العلاقات الثنائية.
ونفى ناصر بوريطة وجان إيف لودريان، علمهما بأي مبادرة أميركية للسلام في الشرق الأوسط. وقال وزير الخارجية الفرنسي إن «موقف فرنسا معروف، وهو حل عادل على أساس دولتين، تعيشان في حسن جوار وسلام، وعاصمتهما القدس». وأضاف: «من كانت لديه تفاصيل المقترح الأميركي فليمدنا بها».
من جانبه، نفى بوريطة أن يكون العاهل المغربي الملك محمد السادس، قد تلقى أي مقترح أميركي خلال الزيارة التي قام بها جاريد كوشنر، المستشار السياسي للرئيس الأميركي، أخيراً، للمغرب قبل أيام، وقال إن «موقفنا ثابت. وحالما نتوصل بأي مبادرة سنعلن عن موقفنا منها».
وأوضح بوريطة أن مباحثاته مع نظيره الفرنسي تركزت حول الأجندة الثنائية للعلاقات بين البلدين، التي تتضمن مواعيد مهمة، منها الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، واللقاء عالي المستوى بين البلدين، مشيراً إلى أن هذا اللقاء سيعقد قريباً بفرنسا، وسيشكل مناسبة لتقييم آليات الشراكة بين البلدين وتطويرها.
كما تناولت المباحثات بين الوزيرين الأوضاع الإقليمية، خصوصاً في ليبيا وأفريقيا جنوب الصحراء والبحر الأبيض المتوسط. وأعلن بوريطة أن المغرب سيحتضن قريباً اجتماعاً حول التعاون الدولي، في إطار الفضاء الفرانكوفوني. كما أكد أن المغرب يدعم المبادرة الفرنسية لتنظيم «مؤتمر الضفتين» يومي 23 و24 يونيو (حزيران) الحالي بمارسيليا.
بدوره، أعلن لودريان أن الرئيس الفرنسي سيقوم بزيارة دولة للمغرب عما قريب، مضيفاً أنه لا يستطيع أن يعلن عن تاريخ الزيارة حالياً. وأشاد لودريان بجودة العلاقات الفرنسية - المغربية، والمباحثات التي أجراها مع الوزير بوريطة. وقال: «تجمعنا شراكة استثنائية على كل الأصعدة، إن كان على مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين والموضوعات المهمة التي تناولناها، أو على مستوى الصداقة والعلاقات الشخصية».
وأضاف لودريان أن «المغرب وفرنسا تجمعهما علاقات اقتصادية قوية»، مشيراً إلى أن المغرب يأوي 900 شركة فرنسية تشغل آلاف المغاربة، إضافة إلى وجود إرادة قوية لتعزيز العلاقات. وأشار الوزير الفرنسي إلى أن بلاده تولي اهتماماً خاصاً بقضايا الشباب والثقافة والتعليم، وتجعلها ضمن أولوياتها للتعاون مع المغرب، مشيداً بشبكات المدارس الفرنسية في المغرب والدور الذي تقوم به.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.