الفلافل... البرغر النباتي الشرقي

الفلافل... البرغر النباتي الشرقي
TT

الفلافل... البرغر النباتي الشرقي

الفلافل... البرغر النباتي الشرقي

> بعد التحذير من التوسع غير المحسوب في تخصيص الأراضي والموارد والمياه للأبقار من أجل تلبية الطلب المتزايد على اللحوم لتصنيع أقراص البرغر التي تسوقها مطاعم دولية، مثل سلسلتي «ماكدونالدز» و«برغر كنغ»، يعود العالم تدريجياً إلى الأصول، بإعادة اكتشاف البرغر النباتي، وتشجيع الإقبال عليه من أجل الحفاظ على الصحة، وعلى البيئة. وهناك عشرات الوصفات لمحتويات البرغر النباتي حول العالم، منها البرغر المكسيكي، وأنواع البرغر المختلفة المعتمدة على الحمص أو البطاطس أو الباذنجان أو الفطر، ومؤخراً أيضاً برغر الكيل.
لكن وصفات البرغر الحديثة تغفل البرغر النباتي الأصلي، وهو الفلافل التي تم ابتكارها عربياً في بلاد الشرق، ويحاول آخرون الاستيلاء عليها، كوجبة خاصة بهم ضمن جهودهم للاستيلاء على الهوية أيضاً. الفلافل يتم صنعها في بلاد الشام بالحمص الأخف وطأة في الهضم من الفلافل المصرية المصنوعة من الفول.
وما زالت الفلافل هي الوجبة الأساسية في كثير من الدول العربية، كما أنها أخذت في السنوات الأخيرة تنتشر فيما وراء حدود الشرق الأوسط إلى أوروبا وأميركا.
وفي مرحلة التحول من اللحوم إلى البرغر النباتي، يمكن للفلافل أن تلعب دوراً على المسرح العالمي، كطعام نباتي لذيذ الطعم يمكن أن يستصيغه المذاق الأجنبي، خصوصاً مع الإضافات الخاصة بها من سلطات ومقبلات.
وتختلف الفلافل عن أنواع البرغر النباتي الأخرى في أنها تحتفظ بمذاقها الخاص، ولا تحاول تقليد مذاق اللحوم. ولا تحتاج الفلافل سوى تبني مطاعم كبرى لها توفر لها التسويق والشهرة اللازمة عالمياً.
من ناحية أخرى، سوف يأتي قريباً الغزو المعاكس للبرغر النباتي الذي يكاد يماثل تماماً طعم اللحوم، لكي يباع في منافذ «برغر كينغ» و«ماكدونالدز» العربية. وهذا يعني أن بضاعتنا سوف ترد إلينا، بزعم أنها الخيار الصحي البعيد عن اللحوم ومخاطرها. ومن أجل فوائد البرغر النباتي الصحية سوف يباع بأسعار مماثلة للحوم توفر للشركات هوامش ربح أعلى، بينما يسعد المستهلك بأنه سوف يشتري صحته بالتحول إلى الخيار النباتي.
كلمة أخيرة من خبراء الصحة: التحول إلى البرغر النباتي يجب أن يكون ضمن منظومة غذاء صحية، بالاستغناء على البطاطس المقلية والمشروبات الغازية، واختيار السلطة الخضراء والعصير الطبيعي.



«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
TT

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة، وتنوع أطباقه التي تبدأ من زبدية الجمبري والكاليماري إلى الفسيخ بطريقة مختلفة.

وتعتبر سلسلة المطاعم التي تحمل اسم عائلته «أبو حصيرة» والمنتشرة بمحاذاة شاطئ غزة هي الأقدم في الأراضي الفلسطينية، لكن بسبب ظروف الحرب اتجه بعض أفراد العائلة إلى مصر؛ لتأسيس مطعم يحمل الاسم العريق نفسه، وينقل أطباق السمك الحارة المميزة إلى فضاء جديد هو مدينة القاهرة، وفق أحمد فرحان أحد مؤسسي المطعم.

«صينية السمك من البحر إلى المائدة»، عنوان إحدى الأكلات التي يقدمها المطعم، وهي مكونة من سمك الـ«دنيس» في الفرن بالخضراوات مثل البقدونس والبندورة والبصل والثوم والتوابل، وإلى جانب هذه الصينية تضم لائحة الطعام أطباق أسماك ومقبلات منوعة، تعتمد على وصفات قديمة وتقليدية من المطبخ الفلسطيني. وتهتم بالنكهة وطريقة التقديم على السواء، مع إضفاء بعض السمات العصرية والإضافات التي تناسب الزبون المصري والعربي عموماً؛ حيث بات المطعم وجهة لمحبي الأكلات البحرية على الطريقة الفلسطينية.

على رأس قائمة أطباقه السمك المشوي بتتبيلة خاصة، وزبدية الجمبري بصوص البندورة والتوابل وحبات القريدس، وزبدية الجمبري المضاف إليها الكاليماري، والسمك المقلي بدقة الفلفل الأخضر أو الأحمر مع الثوم والكمون والليمون، وفيليه كريمة مع الجبن، وستيك، وجمبري بصوص الليمون والثوم، وجمبري بالكريمة، وصيادية السمك بالأرز والبصل والتوابل.

فضلاً عن قائمة طواجن السمك المطهو في الفخار، يقدم المطعم قائمة متنوعة من شوربات السي فود ومنها شوربة فواكه البحر، وشوربة الكريمة.

يصف محمد منير أبو حصيرة، مدير المطعم، مذاق الطعام الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «هو أذكى نكهة يمكن أن تستمتع بها، ومن لم يتناول هذا الطعام فقد فاته الكثير؛ فالمطبخ الفلسطيني هو أحد المطابخ الشرقية الغنية في منطقة بلاد الشام، وقد أدى التنوع الحضاري على مر التاريخ إلى إثراء نكهته وطرق طبخه وتقديمه».

أطباق سي فود متنوعة يقدمها أبو حصيرة مع لمسات تناسب الذوق المصري (الشرق الأوسط)

وأضاف أبو حصيرة: «وفي مجال المأكولات البحرية يبرز اسم عائلتنا التي تتميز بباع طويل ومميز في عالم الأسماك. إننا نتوارثه على مر العصور، منذ بداية القرن الماضي، ونصون تراثنا الغذائي ونعتبر ذلك جزءاً من رسالتنا».

«تُعد طرق طهي الأسماك على الطريقة الغزاوية خصوصاً حالة متفردة؛ لأنها تعتمد على المذاق الحار المميز، وخلطات من التوابل، والاحتفاء بالطحينة، مثل استخدامها عند القلي، إضافة إلى جودة المكونات؛ حيث اعتدنا على استخدام الأسماك الطازجة من البحر المتوسط المعروفة»، وفق أبو حصيرة.

وتحدث عن أنهم يأتون بالتوابل من الأردن «لأنها من أهم ما يميز طعامنا؛ لخلطتها وتركيبتها المختلفة، وقوتها التي تعزز مذاق أطباقنا».

صينية أسماك غزوية يقدمها أبو حصيرة في مصر (الشرق الأوسط)

لاقت أطباق المطعم ترحيباً كبيراً من جانب المصريين، وساعد على ذلك أنهم يتمتعون بذائقة طعام عالية، ويقدرون الوصفات الجيدة، والأسماك الطازجة، «فنحن نوفر لهم طاولة أسماك يختارون منها ما يريدون أثناء دخول المطعم».

ولا يقل أهمية عن ذلك أنهم يحبون تجربة المذاقات الجديدة، ومن أكثر الأطباق التي يفضلونها زبدية الجمبري والكاليماري، ولكنهم يفضلونها بالسمسم أو الكاجو، أو خليط المكسرات، وليس الصنوبر كما اعتادت عائلة أبو حصيرة تقديمها في مطاعمها في غزة.

كما انجذب المصريون إلى طواجن السي فود التي يعشقونها، بالإضافة إلى السردين على الطريقة الفلسطينية، والمفاجأة ولعهم بالخبز الفلسطيني الذي نقدمه، والمختلف عن خبز الردة المنتشر في مصر، حسب أبو حصيرة، وقال: «يتميز خبزنا بأنه سميك ومشبع، وأصبح بعض الزبائن يطلبون إرساله إلى منازلهم بمفرده أحياناً لتناوله مع وجبات منزلية من فرط تعلقهم به، ونلبي لهم طلبهم حسب مدير المطعم».

تحتل المقبلات مكانة كبيرة في المطبخ الفلسطيني، وهي من الأطباق المفضلة لدى عشاقه؛ ولذلك حرص المطعم على تقديمها لزبائنه، مثل السلطة بالبندورة المفرومة والبصل والفلفل الأخضر الحار وعين جرادة (بذور الشبت) والليمون، وسلطة الخضراوات بالطحينة، وبقدونسية بضمة بقدونس والليمون والثوم والطحينة وزيت الزيتون.

ويتوقع أبو حصيرة أن يغير الفسيخ الذي سيقدمونه مفهوم المتذوق المصري، ويقول: «طريقة الفسيخ الفلسطيني وتحضيره وتقديمه تختلف عن أي نوع آخر منه؛ حيث يتم نقعه في الماء، ثم يتبل بالدقة والتوابل، ومن ثم قليه في الزيت على النار».

لا يحتل المطعم مساحة ضخمة كتلك التي اعتادت عائلة «أبو حصيرة» أن تتميز بها مطاعمها، لكن سيتحقق ذلك قريباً، حسب مدير المطعم الذي قال: «نخطط لإقامة مطعم آخر كبير، في مكان حيوي بالقاهرة، مثل التجمع الخامس، أو الشيخ زايد».