كونراد دي لا فوينتي... أميركي يمتلك «جينات» برشلونة

الجناح المولود في ميامي معروف في أكاديمية الناشئين بالفريق الكاتالوني بمهاراته الفائقة وسرعته الشديدة

دي لا فوينتي جاء إلى إسبانيا وهو في الحادية عشرة من عمره (غيتي)
دي لا فوينتي جاء إلى إسبانيا وهو في الحادية عشرة من عمره (غيتي)
TT

كونراد دي لا فوينتي... أميركي يمتلك «جينات» برشلونة

دي لا فوينتي جاء إلى إسبانيا وهو في الحادية عشرة من عمره (غيتي)
دي لا فوينتي جاء إلى إسبانيا وهو في الحادية عشرة من عمره (غيتي)

عندما انتقل اللاعب الأميركي الشاب كونراد دي لا فوينتي المولود في ميامي مع عائلته إلى برشلونة وهو في سن الحادية عشرة، كان لديه بالفعل قدرات طبيعية تشير إلى أنه وجد وطناً جديداً مثالياً. ففي أكاديمية «لا ماسيا» للناشئين في برشلونة، والتي تخرج منها لاعبون عظماء من أمثال ليونيل ميسي وتشابي وأندريس إنييستا، يقولون إن دي لا فوينتي يمتلك «جينات» نادي برشلونة.
وقال دي لا فوينتي لصحيفة الغارديان: «يمكنني اللعب في كلا الجناحين، فأنا أتميز بالسرعة والقدرة على المراوغة، كما أنني أتميز في المواقف الفردية، وأتميز بالقدرة على تسجيل الأهداف». وأضاف: «اللاعب الذي أحبه أكثر من غيره من اللاعبين هو بالطبع ليونيل ميسي، لكن بالنظر إلى المميزات التي أمتلكها كلاعب فإنني أحب أيضا عثمان ديمبيلي وأتابعه عن كثب. أما فيما يتعلق باللاعبين السابقين في برشلونة، فإنا أحب الطريقة التي يلعب بها نيمار، فهو يمتلك قدرات كبيرة تمكنه من التفوق على لاعبي الفرق المنافسة، كما يمتاز بالسرعة الشديدة».
ويعمل روبن مارتي مديرا فنيا في أكاديمية «مارسيت» الشهيرة للشباب، التي انضم إليها دي لا فوينتي عندما انتقل لبرشلونة في البداية (تدرب دي لا فوينتي في أكاديمية مارسيت قبل أن ينتقل إلى «دي إف دام» ثم إلى أكاديمية لا ماسيا في مستوى أقل من 13 عاما). ويقول مارتي إن الجناح الأميركي الشاب قادر على «زعزعة استقرار» المنافسين وخلق الكثير من المشكلات لهم، مضيفا: «وعلاوة على ذلك، فإنه سريع للغاية، وبالتالي فمن المثالي له أن يلعب في مركز الجناح».
ويقول بيدرو مارسيت، المدير التربوي في أكاديمية مارسيت للشباب، إن موهبة دي لا فوينتي كانت واضحة منذ البداية، مضيفا: «لقد برز بشكل واضح لدى وصوله إلى برشلونة. لقد كان مختلفاً عن باقي اللاعبين لأنه يمتلك قدرات فنية كبيرة للغاية، كما يمتلك رؤية ثاقبة وقدرة مذهلة على الاحتفاظ بالكرة والتحكم بها عند التسديد والمراوغة، كما يمكنه اللعب تحت ضغط عدد كبير من لاعبي الفرق المنافسة».
وهذا يفسر سبب إعجاب دي لا فوينتي بالمديرين الفنيين في أكاديمية «لا ماسيا»، الذين رأوا أن هذا اللاعب الشاب يفهم الطريقة التي يلعب بها برشلونة رغم أنه كان لا يزال في سن المراهقة، وأدرك أن الفريق يعتمد على الضغط والاستحواذ على الكرة والتحرك الواعي من الناحية الخططية. كما أظهر دي لا فوينتي قدراته الفنية الكبيرة خلال المباريات التي لعبها في بطولة الدوري الأوروبي للشباب هذا الموسم، والتي وصل فيها برشلونة إلى الدور نصف النهائي. ويؤمن دي لا فوينتي بأن الخبرات التي اكتسبها من بطولة الدوري الأوروبي للشباب، والخبرات التي يكتسبها في كأس العالم تحت 20 عاما، ستساعده على الاستعداد للمرحلة التالية من حياته المهنية.
ويقول: «كأس العالم تحت 20 عاما، مثل الدور نصف النهائي للدوري الأوروبي للشباب قبل أسابيع قليلة، تعد فرصة رائعة بالنسبة لي لإظهار قدراتي. أعتقد أن جميع اللاعبين الذين يشاركون في كأس العالم لديهم فرصة للاستمتاع بهذا الحدث العالمي، وآمل أن ألعب دورا كبيرا مع منتخب بلادي». وعلى الرغم من حقيقة أن دو لا فوينتي، البالغ من العمر 17 عاما، هو أصغر لاعب في صفوف المنتخب الأميركي، فإنه يثق في قدرته على التألق مع المنتخب الأميركي تحت 20 عاما. ويمكن القول بأن هذا الفريق يضم أكثر مجموعة واعدة من اللاعبين الشباب في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية. وسيصل هؤلاء اللاعبون الشباب إلى قمة عطائهم الكروي عندما تستضيف الولايات المتحدة نهائيات كأس العالم عام 2026 إلى جانب كل من المكسيك وكندا.
يقول دي لا فوينتي: «هدفي هو أن أنمو وأتطور مع منتخب الولايات المتحدة الوطني. اللعب في كأس العالم تحت 20 عاما هو الخطوة الأولى، ثم آمل أن أحصل على مكان أساسي في صفوف المنتخب الأول. وبالطبع، أرى نفسي ألعب في كأس العالم يوما ما». ولا يعد دي لا فوينتي هو اللاعب الأميركي الشاب الوحيد الذي يلعب في أوروبا؛ حيث تنتقل أفضل المواهب الشابة في البلاد إلى اللعب في الخارج - أكثر من نصف قائمة الولايات المتحدة في كأس العالم تحت 20 سنة يلعبون خارج الولايات المتحدة.
يقول مارسيت: «انتقلت عائلته إلى إسبانيا من أجل كرة القدم. لقد أدركوا أن كونراد جيد بالدرجة التي تفوق المستوى الموجود في الولايات المتحدة وبالتالي يتعين عليه الانتقال إلى بلد يُمكّنه من التقدم والتطور بشكل أسرع. لقد كانت كرة القدم أولوية بالنسبة لهم». وسيكون من الصعب على دي لا فوينتي أن يشارك الآن مع الفريق الأول لواحد من أكبر الأندية في عالم كرة القدم، لكن التحدي – وخبرات المديرين الفنيين من حوله - سيجعله لاعباً أفضل خلال الفترة المقبلة.
ويمكن أن يكون كأس العالم تحت 20 عاما لحظة مهمة وحاسمة في مسيرة دي لا فوينتي في عالم كرة القدم. ودائما ما يكتسب اللاعبون الشباب المزيد من الخبرات ويتطور مستواهم بشكل ملحوظ من خلال المشاركة في بطولات كبرى مثل هذه البطولة. وبالتالي، يسعى دي لا فوينتي وزملاؤه من اللاعبين الأميركيين الذين يلعبون بالخارج إلى الظهور بشكل جيد مع منتخب بلادهم، خاصة أنهم سيكونون نجوم المستقبل في كرة القدم الأميركية خلال السنوات القادمة.


مقالات ذات صلة

برشلونة يغلق منطقة المشجعين الخاصة بسبب سوء السلوك

رياضة عالمية نادي برشلونة يغلق منطقة خاصة في ملعبه مخصصة لجماهيره الأكثر حماسة بعد سلسلة من الغرامات بسبب سوء السلوك (رويترز)

برشلونة يغلق منطقة المشجعين الخاصة بسبب سوء السلوك

أغلق نادي برشلونة الإسباني لكرة القدم منطقةً خاصةً في ملعبه، مخصصة لجماهيره الأكثر حماسة، بعد سلسلة من الغرامات؛ بسبب سوء السلوك.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية هانزي فليك (أ.ف.ب)

فليك للاعبي برشلونة: يجب أن نتخلص من الأخطاء

شدد المدرب الألماني هانزي فليك الإثنين عشية لقاء بريست الفرنسي في مسابقة دوري أبطال أوروبا، على ضرورة أن يتخلص فريقه برشلونة من الأخطاء التي كلفته خسارة نقطتين.

«الشرق الأوسط» (برشلونة)
رياضة عالمية فينسيسوس جونيور (رويترز)

ضربة موجعة لريال مدريد... إصابة فينسيسوس تغيبه شهراً

تعرض المهاجم الدولي البرازيلي فينسيسوس جونيور لإصابة في عضلة الفخذ الخلفية ما سيبعده لفترة عن فريقه ريال مدريد بطل الدوري الإسباني ومسابقة دوري أبطال أوروبا.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية كيليان مبابي (رويترز)

مبابي: بدأت الانسجام مع لاعبي الريال

يعتقد كيليان مبابي أنه انسجم أخيراً مع زملائه بريال مدريد، بعد تسجيله هدفاً في الفوز 3-0 على مضيفه ليغانيس، بدوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم، أمس الأحد.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية أعرب أنشيلوتي عن ثقته في أن قراره الخططي بتغيير موقع كيليان مبابي في الهجوم أتى بثماره (رويترز)

أنشيلوتي: تغيير موقع مبابي أتى بثماره أمام ليغانيس

أعرب كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد عن ثقته بأن قراره الخططي بتغيير موقع كيليان مبابي في الهجوم أتى بثماره بعدما أنهى الفرنسي صيامه عن التهديف بالفوز 3 - صفر

«الشرق الأوسط» (ليغانيس)

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».