استنفار إسرائيلي على الحدود مع لبنان تحسباً لعملية «حزب الله»

الدخان يتصاعد في مزارع شبعا بعد غارة إسرائيلية (غيتي)
الدخان يتصاعد في مزارع شبعا بعد غارة إسرائيلية (غيتي)
TT

استنفار إسرائيلي على الحدود مع لبنان تحسباً لعملية «حزب الله»

الدخان يتصاعد في مزارع شبعا بعد غارة إسرائيلية (غيتي)
الدخان يتصاعد في مزارع شبعا بعد غارة إسرائيلية (غيتي)

رفع الجيش الإسرائيلي درجة الجهوزية والاستنفار عند الحدود الشمالية مع لبنان، وجبل الشيخ الواقع على الحدود اللبنانية السورية، وأعلنها مناطق عسكرية مغلقة، ونقل وحدات مراقبة إلى مزارع شبعا (اللبنانية المحتلّة)، لرصد تحركات عناصر «حزب الله» تحسباً لقيام الحزب بتوجيه ضربة ضد أهداف إسرائيلية، رداً على قصف الطائرات الإسرائيلية أهدافاً إيرانية ومواقع عسكرية للحزب داخل الأراضي السورية.
وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» (الرسمية اللبنانية)، بأن «جرافة تابعة لقوات العدو، بدأت أعمال جرف ورفع سواتر ترابية في الجزء المحتل من بلدة العباسية». وقالت إن «قوات العدو الإسرائيلي سيّرت دوريات مكثفة على طول الطريق الترابية، الممتدة من منطقة عين التينة داخل مزارع شبعا المحتلة، وصولاً إلى بلدة الغجر المحتلة».
ولم تشكّل التحركات الإسرائيلية قلقاً للجانب اللبناني، أقله حتى الساعة. وأوضح مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط»، أن «الإجراءات الإسرائيلية لا تؤشر إلى عملية عسكرية وشيكة، وربما تندرج ضمن خطوات الأمن الاحترازية التي تعتمدها قوات الاحتلال»، مؤكداً أن «التنسيق قائم بين الجيش اللبناني وقوات (اليونيفيل) العاملة في جنوب لبنان، وتجري مراقبة الوضع عن كثب». وأشار المصدر الأمني إلى أن «قوات الاحتلال وحدها مصدر الخطر وليس الجانب اللبناني، وإذا كانت إسرائيل راغبة في دفع الأمور إلى التصعيد، فهي قادرة على اختلاق الذرائع لتبرير أي عمل عسكري قد تلجأ إليه».
وتنعم حدود لبنان الجنوبية بالأمن منذ انتهاء حرب يوليو (تموز) 2006، التي وقعت بين إسرائيل و«حزب الله» وأدت إلى تدمير مناطق واسعة في لبنان، ولا تزال هذه المنطقة تخضع لمفاعيل قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، الذي يحظر أي وجود عسكري لـ«حزب الله» جنوب مجرى نهر الليطاني، والذي يخرقه الحزب، بوجود مسلحيه الدائم في المنطقة، مقابل عشرات الخروق الإسرائيلية يومياً، جواً وبراً وبحراً للسيادة اللبنانية.
من جهته، اعتبر الباحث في الشؤون العسكرية والسياسية، العميد المتقاعد خالد حمادة، أن «الخوف الإسرائيلي قد يكون مبرراً، إزاء ردّ محتمل من (حزب الله) على إسرائيل، نيابة عن إيران». وذكّر في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، بأن «(حزب الله) ليس هو من يتخذ قرار الردّ على إسرائيل، فهذا القرار يصدر من طهران وينفذه الحزب انطلاقاً من جنوب لبنان، أو من الداخل السوري».
وتوقّف العميد حمادة عند ما تضمنه تقرير الجنرال فرانك ماكنزي، القائد الأعلى للقوات الأميركية في الشرق الأوسط، الذي تحدّث عن تراجع منسوب التهديدات الإيرانية، وأن طهران خفضت مستوى التصعيد نتيجة الحشود العسكرية الأميركية في المنطقة. وقال حمادة: «إذا وجد الإيراني نفسه مقيداً وغير قادر على التحرك في الخليج، قد يلجأ إلى عملية عسكرية انطلاقاً من الأراضي اللبنانية أو السورية، ضدّ إسرائيل؛ كونها الحليف الأول للأميركيين»، معتبراً أن «هكذا عملية مفترضة ربما يعوّض فيها الإيراني شيئاً من مصداقيته للردّ على التهديدات الأميركية، وعلى العقوبات الخانقة التي تطارده».



واشنطن تضاعف ضغوطها على إيران وميليشياتها

واشنطن تضاعف ضغوطها على إيران وميليشياتها
TT

واشنطن تضاعف ضغوطها على إيران وميليشياتها

واشنطن تضاعف ضغوطها على إيران وميليشياتها

ضاعفت الولايات المتحدة، الخميس، ضغوطها على إيران والميليشيات التي تدور في فلكها، إذ فرضت عقوبات جديدة على شبكات متورطة في تحصيل إيرادات غير مشروعة لدعم نشاطات يقوم بها الحوثيون و«حزب الله» لزعزعة الاستقرار، بدعم من «فيلق القدس» لدى «الحرس الثوري» الإيراني.

وتشمل العقوبات ممول الحوثيين سعيد الجمل و6 شركات و3 سفن، ضمن شبكة لتمويل الجماعة في اليمن، إضافة إلى عقوبات على شركة واحدة و4 سفن تابعة لها مرتبطة بالمسؤول لدى «حزب الله» محمد قاسم البزال، وشحنة غاز مسال إيراني بقيمة عشرات الملايين من الدولارات.

وأفادت وزارة الخارجية الأميركية بأنه «منذ بدأ الحوثيون هجماتهم على الشحن في البحر الأحمر العام الماضي، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على عشرات الكيانات والأفراد والسفن المرتبطة بشبكة الجمل. تمول الإيرادات من هذه الشبكة هجمات الحوثيين المتهورة في الممرات المائية الحيوية والضربات على البنية التحتية المدنية، مع عواقب مدمرة على المنطقة والعالم».

وأضافت: «سنواصل استخدام الأدوات المتاحة لنا لحرمان الحوثيين من الإيرادات اللازمة لتنفيذ هجماتهم على الشحن الدولي، وسنواصل مواجهة هجمات الحوثيين التي تسهلها إيران».

وكذلك أعلنت وزارة الخزانة الأميركية في بيان أنها «استهدفت شركات وأفراداً وسفناً متهمة بالتورط في شحن السلع الإيرانية، بما في ذلك النفط والغاز المسال إلى اليمن والإمارات العربية المتحدة نيابة عن شبكة مسؤول مالي حوثي»، موضحة أن «العائدات من شبكة سعيد الجمل تساعد في تمويل استهداف الحوثيين للشحن في البحر الأحمر والبنية التحتية المدنية».

وأشارت إلى أن «الهجمات على السفن في البحر الأحمر من المسلحين الحوثيين المتحالفين مع إيران أدت إلى تعطيل طريق شحن حيوي للتجارة بين الشرق والغرب، مع إعادة توجيه الشحنات لفترات طويلة، ما دفع أسعار الشحن إلى الارتفاع، وتسبب في ازدحام في الموانئ الآسيوية والأوروبية». كما استهدفت شحنات «حزب الله» من الغاز المسال، بما في ذلك معاقبة مدير ومشغل سفينة مقره هونغ كونغ، إضافة إلى العديد من الناقلات.

ولفتت إلى أن «مجموعة تلاقي التي يسيطر عليها (حزب الله) استخدمت اثنتين من الناقلات لنقل الغاز المسال بقيمة عشرات الملايين من الدولارات من إيران إلى الصين».

وقال وكيل وزارة الخزانة الأميركية بالوكالة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، برادلي سميث، إن «الإجراء الذي اتخذناه يؤكد التزامنا المستمر بتعطيل المصدر الرئيسي لتمويل إيران لوكلائها الإرهابيين الإقليميين مثل (حزب الله) اللبناني والحوثيين». وأضاف الوكيل أن «رسالتنا واضحة: أولئك الذين يسعون إلى تمويل نشاطات هذه الجماعات المزعزعة للاستقرار سيحاسبون».