«اسوداد الآفاق» يدفع «المركزي الأوروبي» لإرجاء رفع الفائدة

TT

«اسوداد الآفاق» يدفع «المركزي الأوروبي» لإرجاء رفع الفائدة

أرجأ البنك المركزي الأوروبي مجدداً توقيت أول رفع لسعر فائدته منذ الأزمة المالية العالمية، وقال أمس (الخميس)، إنه سيواصل تقديم الأموال للبنوك من أجل الإقراض في أحدث جهوده لإنعاش اقتصاد منطقة اليورو الآخذ بالتباطؤ.
وتأتي الخطوات، الأجرأ مما كان المحللون يتوقعونه حتى أسابيع قليلة مضت، وسط حرب تجارية بين الولايات المتحدة والصين تلقي بظلالها على الاقتصاد العالمي ولا سيما على دول منطقة اليورو المعتمدة على التصدير مثل ألمانيا.
واستجابةً لتدهور متسارع في توقعات التضخم، تعهد البنك المركزي بالإبقاء على أسعار الفائدة عند مستوياتها القياسية المنخفضة الحالية حتى نهاية النصف الأول من 2020 على أقل تقدير، بدلاً من نهاية العام الحالي كما سبق أن قال في مارس (آذار).
وسيُسمح للبنوك بالاقتراض منه بفائدة لا تزيد سوى عشر نقاط أساس فوق سعر إيداعه البالغ سالب 0.4%، شريطة أن تتجاوز معايير البنك المركزي للإقراض، ليعيد بذلك العمل بما تُعرف بآلية إعادة التمويل المستهدف الطويل الأجل.
وفي ظل تفشي عدم التيقن الذي ينال بالفعل من التجارة، فإن البنوك المركزية الكبيرة مثل المركزي الأوروبي ومجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) قد تخلت فيما يبدو عن خطط تشديد السياسة النقدية في حين أصبحت الأسواق تتأهب لإجراءات تيسير نقدي.
وقال مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي الذي يضم 25 عضواً إنه يبقي على معدل إعادة التمويل الرئيسي عند مستوى الصفر. وذكر رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي، أن البنك خفض توقعاته للنمو الاقتصادي لعامي 2020 و2021.
وفي حين أن البنك المركزي الأوروبي يتوقع أن منطقة اليورو سوف تحقق نمواً بواقع 1.2% العام الحالي، بارتفاع عن توقعات مارس الماضي التي بلغت نسبتها 1.1%، من المتوقع أن ينمو الاقتصاد بنسبة 1.4% في 2020 و2021، ما يمثل مراجعة بالخفض عن توقعات البنك في مارس.
وعند إطلاق ما يطلق عليها توقعات العاملين بالبنك، حذّر دراغي من أن اقتصاد منطقة اليورو واجه «غموضاً عالمياً مطولاً» ولكنْ هناك «احتمال منخفض بالركود». ويمكن أن تبلغ نسبة التضخم السنوي 1.3% مقارنةً بتوقعات مارس التي بلغت 1.2%، قبل ارتفاعها إلى 1.4% العام المقبل؛ بانخفاض عن التوقع السابق عليه البالغ 1.5%. وقال رئيس البنك المركزي الأوروبي إن التضخم يجب أن يرتفع إلى 1.6% في 2021.



صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
TT

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)

كشف الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش أن الولايات المتحدة تخطط لفرض عقوبات على المورد الرئيسي للغاز لصربيا الذي تسيطر عليه روسيا.

وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش لهيئة الإذاعة والتلفزيون الصربية إن صربيا أُبلغت رسمياً بأن قرار العقوبات سيدخل حيز التنفيذ في الأول من يناير (كانون الثاني)، لكنه لم يتلقَّ حتى الآن أي وثائق ذات صلة من الولايات المتحدة، وفق «رويترز».

تعتمد صربيا بشكل شبه كامل على الغاز الروسي الذي تتلقاه عبر خطوط الأنابيب في الدول المجاورة، ثم يتم توزيع الغاز من قبل شركة صناعة البترول الصربية (NIS)، المملوكة بحصة أغلبية لشركة احتكار النفط الحكومية الروسية «غازبروم نفت».

وقال فوسيتش إنه بعد تلقي الوثائق الرسمية، «سنتحدث إلى الأميركيين أولاً، ثم نذهب للتحدث إلى الروس» لمحاولة عكس القرار. وأضاف: «في الوقت نفسه، سنحاول الحفاظ على علاقاتنا الودية مع الروس، وعدم إفساد العلاقات مع أولئك الذين يفرضون العقوبات».

ورغم سعي صربيا رسمياً إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، فقد رفضت الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، ويرجع ذلك جزئياً إلى شحنات الغاز الروسية الحاسمة.

وقال فوسيتش إنه على الرغم من التهديد بالحظر، «لست مستعداً في هذه اللحظة لمناقشة العقوبات المحتملة ضد موسكو».

وعندما سئل عما إذا كان التهديد بفرض عقوبات أميركية على صربيا قد يتغير مع وصول إدارة دونالد ترمب في يناير، قال فوسيتش: «يجب علينا أولاً الحصول على الوثائق (الرسمية)، ثم التحدث إلى الإدارة الحالية، لأننا في عجلة من أمرنا».

ويواجه الرئيس الصربي أحد أكبر التهديدات لأكثر من عقد من حكمه الاستبدادي. وقد انتشرت الاحتجاجات بين طلاب الجامعات وغيرهم في أعقاب انهيار مظلة خرسانية في محطة للسكك الحديدية في شمال البلاد الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني). ويعتقد كثيرون في صربيا أن الفساد المستشري والمحسوبية بين المسؤولين الحكوميين أديا إلى العمل غير الدقيق في إعادة بناء المبنى، الذي كان جزءاً من مشروع سكة ​​حديدية أوسع نطاقاً مع شركات حكومية صينية.