رلى حمادة: دراما رمضان هذه السنة حملت موضوعات غنية ومنوعة

لفتت المشاهد العربي في دور «سوزان» في «خمسة ونص»

لقطة معبرة للممثلة رلى حمادة من مسلسل «خمسة ونص»
لقطة معبرة للممثلة رلى حمادة من مسلسل «خمسة ونص»
TT

رلى حمادة: دراما رمضان هذه السنة حملت موضوعات غنية ومنوعة

لقطة معبرة للممثلة رلى حمادة من مسلسل «خمسة ونص»
لقطة معبرة للممثلة رلى حمادة من مسلسل «خمسة ونص»

لفتت الممثلة اللبنانية رلى حمادة المشاهدين في لبنان والعالم العربي بأدائها المحترف لشخصية «سوزان» في المسلسل الرمضاني «خمسة ونص». فمن تابعها منذ أولى حلقاته وحتى النهاية لا بد أن يتوقف عند إتقانها تقديم هذا الدور الذي يضعها في مصاف نجمات عالميات. وقد لا يكون دور المرأة الشريرة الذي تجسده في هذا العمل جديداً عليها إلا أنه يختلف عن غيره بخطوطه من ناحية وبنبض ممثلة مبهرة من ناحية ثانية. فهي تألّقت في تغليف الشرّ بهالتها الإبداعية.
وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «(في خمسة ونص) تعاطفت مع شخصية (سوزان) لأن تصرفاتها ومنحى الشر الذي يسكنها هما نتيجة تراكمات سلبية تكدست لديها بفعل حياة اضطرت خلالها أن تأخذ فيها حقها بيدها. فظروفها هي التي صنعت منها امرأة ناقمة وهي بالتالي امرأة محبة عندما تلامسها عن قرب». وبرز هذا الأمر في الحلقات الأخيرة من المسلسل المذكور عندما خفتت نار انتقامها أمام براءة الطفل «جونيور» فرأيناها تستعيد دورها كوالدة مشتاقة للحنان.
وعما إذا أدوار الشر يبحث عنها الممثل أكثر من غيرها توضح: «أدوار الشر في الإجمال تحمل متعة أكبر للممثل، كون تلك التي تدور في نطاق الخير لا تقلبات فيها. وهذه التقلبات تلامس مؤديها منذ اللحظة الأولى لقراءته الورق. فيشعر بأن كتابتها تخص شخصية ملتبسة لا تلزمها وتيرة واحدة فتحفر ملامحها فيه بأسلوب آخر».
وتؤكد رلى حمادة بأنها تلميذة لمدرسة التمثيل التي ترتكز على إخراج كل ما لديك من أحاسيس تسكنك. «هناك مدارس أخرى تعتمد على تقمص الدور بحيث يلبسه الممثل ويتصرف على أساسه، أما أنا فأتبع المدرسة التي تزود فيه الدور من عندياتك. فليس من الضروري أن أتذكر وأستعين بأدوات أخزنها في رأسي، بل يكفي أن أصدق تلك الشخصية كي أستطيع أداء المشهد المطلوب مني. وبرأي قد تنطبع أدوار الممثل بالتشابه إذا ما ارتبطت فقط بعملية تقمصها، ولذلك عليه أن يبحث باستمرار عن عناصر أخرى تصقلها عكس ما يتبعه النجوم عادة».
ولكن ماذا تقصدين بذلك وأنت تندرجين على لائحة النجوم؟ توضح: «الممثل يكتشف نفسه تماما مثل صفحات كتاب يقرأها، أما النجم فيهتم في الحفاظ على إطلالته ولا يتطرق إلى نواح قد تبدّل من صورته هذه من خوفه على مكانته». ولكن لا ينطبق هذا الأمر على نجوم هوليود؟ «لا يمكننا المقارنة ما بين الجمهور الغربي وجمهورنا في المشرق العربي. فمتطلباته مغايرة تماما ولدى الممثل هناك ملء حرية الأداء. أما هنا فنلاحظ تشابها كبيرا بين نجومنا وإلا فإنهم قد لا يحققون الدور أو المستوى الذي يطمحون له».
وتضيف في سياق حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «هو ليس بالأمر الخاطئ أبدا، وكممثلين يجب أن نقطع في هذه المرحلة. وأنا من الممثلين الذين لم تفسح لهم الحرب اللبنانية أن يستمتعوا بجميع المراحل كما يجب، سيما وأن وسائل التواصل الاجتماعي لم تكن موجودة بعد فلم ألحق زمنها. لم أر اسمي متصدرا، كما أن أعمالنا لم تكن منفتحة عليها الدول العربية بعد».
وعن موسم الدراما الرمضاني تقول: «يمكنني وصفه بـ(لعبة) يشارك فيها عدد كبير من الممثلين فيحفظون مكانا لهم فيها بحيث لا يطلون إلا من خلالها ولو لمرة واحدة في السنة. ويلعب الذباب الإلكتروني دوره على أكمل وجه ليتسلط على هذه (اللعبة) ويتحكم بها بحسب الوجهة التي ينتمي إليها. وعندما ينتهي الموسم يعم الهدوء الساحة».
وعن رأيها بدراما رمضان 2019 تقول: «أجد موسم هذه السنة من بين الأفضل كونه يتمتع بدراما منوعة فيها موضوعات غنية، وهذا الأمر انعكس على الممثل اللبناني فتألق فيها بامتياز. حتى الكتّاب نلاحظ أن غالبيتهم من النساء تماما مثل يم مشهدي وإيمان سعيد وكلوديا مرشيليان وريم حنا. وأنا من الأشخاص المقتنعين بأن العنصر النسائي في مجال الدراما يحدث الفرق. ولا أقول هذا عن تعصب بل لأنها أثبتت بأنها مرهفة الأحاسيس وتلامس قضايا وموضوعات قد لا تخطر على بال الكاتب الرجل. وربما يعود ذلك لأنه لا يتعرّض لهذه المواقف أو لأنه لا يحتك بها مباشرة. كما أن غياب حصرية البطولة بممثل واحد أو اثنين غيبها القلم النسائي. فنصوصها تتألف من عدة قصص ولا يعود حصرها باسم ممثل معين متاحا. وتكمن جمالية الدراما الحالية بتلونها بممثلين «قبضايات» اشتقنا لإطلالتهم بعد غياب مما زوّدها بحضور رفيع المستوى».
وماذا عن المخرجين؟ «فليب أسمر تألق في هذا الموسم كونه في طور البحث الدائم عن الجديد وهنا تكمن نقاط قوته». والمعروف أن أسمر وقع عملية إخراج مسلسل «خمسة ونص».
وتشير حمادة بأن نهاية «خمسة ونص» وهو من إنتاج شركة «الصباح إخوان» وعرض على شاشة «إم تي في» اللبنانية، أخذت منحى مأساويا بشكل عام وذلك بحسب سياق القصة. وتعلق: «هي جزء من الحياة التي يتحكم فيها المال والسلطة فيتغلبان على العدل. وهذا الأمر يحصل في العالم أجمع وليس في منطقتنا فقط. فصحيح بأنها كانت نهاية مخيبة بالنسبة لكثيرين كانوا يفضلون أن يتغلّب الخير على الشر، ولكن الدراما أحيانا كثيرة تنقل الواقع كما هو من دون ماكياج».
وتشير حمادة إلى أن نص مسلسل «خمسة ونص» لفتها بشموليته. وتقول في سياق حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «أحببت في مسلسل (خمسة ونص) هذه الخلطة التي يتألف منها النص بدءا من مشكلات الفساد، مرورا بالتوريث السياسي وسلطة المال، ووصولا إلى كيفية تأثيرها على مجتمعاتنا. كما أنه يجمع الحلم والرومنسية في سياق أحداثه. وهو أمر ممتع يمارس على المشاهد إيجابية معينة. فالفن في النهاية هو أيضا وسيلة علاج تداوي الجراح. وليس المطلوب دائما أن يتفرج المشاهد على المآسي والسلبية فقط، بل أيضا على أمور إيجابية أخرى يمكننا أن نصادفها في حياتنا اليومية. ومهما بلغ سواد النفق الذي نمر به فلا بد بأن نتأمل بخاتمة بيضاء له».
وعن الدور الذي تطمح إلى لعبه يوما ترد: «لقد جسدت كما كبيرا من الشخصيات وقد يكون دور الفتاة المقاومة الوحيد الذي يغيب عن أجندتي المهنية، وأتمنى بأن ألعبه يوما وقبل رحيلي عن هذه الدنيا. ولكني أود القول بأنني أحب اكتشاف جميع الأدوار وأفرح بكل منها، لأنني أجدها بمثابة هدية تقدم لي وأتحمس لرؤية ما في داخلها. فالدور التمثيلي يشبهها تماما وعندما تقرأينه على الورق يكون مغلفا بتوليفة ملونة تماما كورق الهدية، فتتخيلين المحتوى كما الأداء إلى أن تكتشفيه على حقيقته بلمس اليد». وعما إذا كلمات الإطراء على أعمالها لا تزال تحدث المفعول الإيجابي نفسه عليها كما في بداياتها ترد: «بالطبع كلمات الإطراء تفرحني وتعطي قيمة لما أقوم به من جهد في عملي، وبأن حفري للشخصية التي ألعبها وبالطريقة التي أفكر فيها جاءت على المستوى المطلوب».


مقالات ذات صلة

نسمة محجوب: أطمح لتقديم سيرة ماجدة الرومي درامياً

الوتر السادس تركز الفنانة نسمة محجوب على الحضور الفني بشكل دائم (صفحتها على {فيسبوك})

نسمة محجوب: أطمح لتقديم سيرة ماجدة الرومي درامياً

طرحت الفنانة المصرية نسمة محجوب، مطلع ديسمبر (كانون الأول) الجاري، أحدث أعمالها الغنائية بعنوان «الناس حواديت»، والتي حظيت بتفاعل من المتابعين عبر مواقع التواصل

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق الفنان السوري جمال سليمان (حساب سليمان على «فيسبوك»)

إعلان جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة سوريا يثير ردوداً متباينة

أثار إعلان الفنان السوري جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة بلاده، «إذا أراده السوريون»، ردوداً متباينة.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق لقطة من البرومو الترويجي لمسلسل «ساعته وتاريخه» الذي يعرَض حالياً (برومو المسلسل)

مسلسلات مستوحاة من جرائم حقيقية تفرض نفسها على الشاشة المصرية       

في توقيتات متقاربة، أعلن عدد من صُنَّاع الدراما بمصر تقديم مسلسلات درامية مستوحاة من جرائم حقيقية للعرض على الشاشة.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق من وجهة نظر العلاج بالفنّ (غيتي)

علاج القلق والكآبة... بالمسلسلات الكورية الجنوبية

رأى خبراء أنّ المسلسلات الكورية الجنوبية الزاخرة بالمشاعر والتجارب الحياتية، قد تكون «مفيدة» للصحة النفسية؛ إذ يمكنها أن تقدّم «حلولاً للمشاهدين».

«الشرق الأوسط» (سيول)
يوميات الشرق الفنانة مايان السيد في لقطة من البرومو الترويجي للمسلسل (الشركة المنتجة)

«ساعته وتاريخه»... مسلسل ينكأ جراح أسرة مصرية فقدت ابنتها

أثار مسلسل «ساعته وتاريخه» التي عرضت أولى حلقاته، الخميس، جدلاً واسعاً وتصدر ترند موقع «غوغل» في مصر، خصوصاً أن محتوى الحلقة تناول قضية تذكّر بحادث واقعي.

داليا ماهر (القاهرة )

نسمة محجوب: أطمح لتقديم سيرة ماجدة الرومي درامياً

تركز الفنانة نسمة محجوب على الحضور الفني بشكل دائم (صفحتها على {فيسبوك})
تركز الفنانة نسمة محجوب على الحضور الفني بشكل دائم (صفحتها على {فيسبوك})
TT

نسمة محجوب: أطمح لتقديم سيرة ماجدة الرومي درامياً

تركز الفنانة نسمة محجوب على الحضور الفني بشكل دائم (صفحتها على {فيسبوك})
تركز الفنانة نسمة محجوب على الحضور الفني بشكل دائم (صفحتها على {فيسبوك})

طرحت الفنانة المصرية نسمة محجوب، مطلع ديسمبر (كانون الأول) الجاري، أحدث أعمالها الغنائية بعنوان «الناس حواديت»، والتي حظيت بتفاعل من المتابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي وحققت مشاهدات لافتة عبر قناتها الخاصة على موقع «يوتيوب».

وأكدت نسمة في حوارها مع «الشرق الأوسط» أنها بصدد إصدار أغنيات جديدة في بداية العام المقبل، إلى جانب أعمال أخرى ستُطرح قبيل شهر رمضان المقبل، مشيرةً إلى أن الأغنيات جاهزة وبحوزتها بشكل كامل وإصدارها تباعاً للجمهور بهدف الوصول لشريحة عريضة من الجمهور قبل انشغالهم بمتابعة الأعمال الدرامية الرمضانية.

تسعى نسمة لتقديم الأغنيات الشعبية بحكاياتها اللافتة المحببة لقلوب الناس (صفحتها على {فيسبوك})

وتؤيد نسمة فكرة طرح أغنياتها الجديدة «سنغل» للوجود مع الجمهور والحضور الفني بشكل دائم، لكنها تنوي تجميعها في «ألبوم غنائي» بعد الانتهاء من إصدارها، مشيرةً إلى أنها «لا تفضل فكرة على حساب الأخرى سوء الألبوم أو السنغل، لكن ما يشغلها هو وجودها مع الناس».

وترى محجوب أن فكرة التقيد بتوقيت معين ومناسبات خاصة لطرح أعمالها لم تعد قائمة مثل السابق، حيث كان يحرص بعض صناع الفن على طرح أعمال في الأعياد، والفلانتاين وغيرها من المناسبات، لكن كسر القواعد أصبح الأهم للفت الأنظار والاهتمام، كما أن السوشيال ميديا جعلت كل شيء متاحاً أمام الناس في أي وقت.

تؤكد نسمة أن أغنيات المهرجانات ليست في قاموسها الفني ولا تستمع لها (صفحتها على {فيسبوك})

وذكرت نسمة الأسس التي تعتمدها في اختيار أعمالها، مؤكدةً أن التعايش مع اللحن والكلمة والحالة التي تصنعها الأغنية هي الأساس للتعبير الصوتي عنها بكل سعادة ومشاعر بغضّ النظر عن كون الأغنية شبابية أو طربية أو غير ذلك.

وأوضحت نسمة أن العلاقة بينها وبين دار الأوبرا المصرية كبيرة وممتدة منذ سنوات طويلة، لافتةً إلى أنها تحب مقابلة جمهورها، وتعشق الوقوف على خشبة المسارح بشكل عام، ومواجهة الناس مباشرةً والتفاعل معهم والشعور بوقع كل لحن وكلمة على مسامعهم، وتجد في ذلك متعة كبيرة وحماساً لتقديم المزيد.

ورغم حرص نسمة على طرح أغنيات سنغل بشكل متتالٍ لضمان الانتشار الجماهيري؛ فإنها ترى أن الحفلات التي تشارك في إحيائها هي الأساس الذي ينعش المشاهدات.

تعشق نسمة الوقوف على خشبة المسارح ومواجهة الناس مباشرة والتفاعل معهم (صفحتها على {فيسبوك})

«إن التعايش مع اللحن والكلمة والحالة التي تصنعها الأغنية هو الأساس للتعبير الصوتي عنها»

وكشفت نسمة عن أنها تحب المسرح الغنائي، وخاضت تجربة التمثيل بالفعل مع الفنان الراحل جلال الشرقاوي عبر مسرحية «دنيا حبيبتي»، لكنها أكدت أن التجربة لم تكن سهلة بل استحوذت على وقت وجهد وتحضيرات مسبقة وساعات عمل طويلة، لافتةً إلى أن «المسرح يحدّ من المشاركة في الفعاليات الفنية الأخرى على غرار طرح الأغاني، وإحياء الحفلات»، مؤكدةً أن الفنان كي يقدم ما يحلو له يحتاج إلى التفرغ حتى يخرج العمل بشكل متقن.

وتكتفي نسمة خلال الوقت الحالي بطرح أغنيات «سنغل» إلى جانب حفلاتها الغنائية، نظراً إلى ارتباطاتها الشخصية واحتياج أسرتها إلى وجودها، لكنها أكدت أن فكرة التمثيل في مسلسلات درامية أيضاً مطروحة على جدول أعمالها، لكنها تحب تقديم ألحان وكلمات مرتبطة بهذه المسلسلات عبر قصة مثيرة ولقطات مرئية تدعم تفاصيل العمل بصوتها، مثل الشارات والأغنيات الداخلية التي يجري توظيفها خلفيةً للمشاهد.

وتشير نسمة إلى أن فكرة التمثيل إلى جانب الغناء في عمل فني أيضاً واردة، لكن في حالة ملاءمة الشخصية لها ولما تقدمه، لكنها لا تسعى للحضور بالتمثيل لمجرد الرغبة في الظهور، ولم تُعرض عليها شخصية تمثيلية جاذبة تحمّسها لخوض التجربة.

وتطمح نسمة لتقديم السيرة الذاتية لعدد من نجمات الغناء في عمل درامي من بينهن: وردة، وأسمهان، وماجدة الرومي، والأخيرة تعشقها نسمة كثيراً وتؤكد «أنها تستحق تقديم سيرتها الذاتية للناس».

وترحب نسمة بتقديم ديو غنائي مع عدد من نجوم الفن من بينهم: شيرين، ومحمود العسيلي، وأصالة، وعزيز مرقة، وكذلك المشاركة في أغنيات مع فرق غنائية مثل «شارموفوز، و«مسار إجباري»، و«كايروكي»، كما كشفت عن تفضيلها الاستماع إلى الأعمال الغربية، مشيرةً إلى أن أغنيات المهرجانات ليست في قاموسها الفني ولا تستمع إليها ولن تقدمها يوماً ما، لكنها في الوقت نفسه تحب الأغنيات الشعبية وحكاياتها اللافتة والمحبَّبة إلى قلوب الناس وتسعى لتقديمها.