الراعي: النزاعات السياسية تتحول إلى مذهبية

رأى البطريرك الماروني، بشارة الراعي، أن استفحال الروح المذهبية في السلطة والإدارة يزعزع أسس الدولة، مؤكداً أنه لا يمكن الاستمرار في هذا الوضع. وقال في افتتاح أعمال سينودوس الأساقفة الموارنة: «عندنا في لبنان نزاعات سياسية تتحول إلى مذهبية تشوه ثقافة الميثاق الوطني والعيش المشترك وصيغة المشاركة المتوازنة في الحكم والإدارة. وإذا بهذه الروح السياسية - المذهبية تتدخل في أمور الإدارة والقضاء وأحكام المحاكم والجيش وقوى الأمن وسواها من الأجهزة الأمنية، وفقاً لمصالحها، وتعمد إلى زعزعة الثقة بها. ما يعني أن أهل الحكم أنفسهم يهدمون المؤسسات العامة، ويقوضون أسس الدولة القوية ذات الهيبة، دولة القانون والعدالة». وأكد أنه «لا يمكن الاستمرار في هذه الحالة على حساب الشعب الذي يعاني من أزمة اقتصادية ومعيشية واجتماعية خانقة».
وأضاف: «في منطقة الشرق الأوسط، فضلاً عن الحروب والنزاعات الآخذة في هدمها وإضعافها وإفقارها، وكسر قدراتها، وتهجير شعوبها، واستباحة أراضيها، وجعلها مسرحاً للمنظمات الإرهابية والحركات التشددية، هناك الخطر الأكبر الذي يقضي على هويتها وحقوق مواطنيها المعروف بـ(صفقة القرن) السياسية والإقليمية والدولية، وهي العمل على توطين الفلسطينيين والنازحين السوريين في البلدان التي تستضيفهم بإغراءات مالية تُدفع لسلطات هذه الدول، وإذا بالأجواء النفسية وإبراز المصالح تسعى إلى جعل التوطين في أذهان الناس أمراً واقعاً أو قدراً لا مفر منه».