«العفو الدولية» تتهم فرنسا باستهداف من يقدمون المساعدة لمهاجرين

«العفو الدولية» تتهم فرنسا باستهداف من يقدمون المساعدة لمهاجرين
TT

«العفو الدولية» تتهم فرنسا باستهداف من يقدمون المساعدة لمهاجرين

«العفو الدولية» تتهم فرنسا باستهداف من يقدمون المساعدة لمهاجرين

أزالت فرنسا في أكتوبر (تشرين الأول) 2016 مخيماً عشوائياً في مدينة كاليه الساحلية، كان يضم في ذروته نحو 10 آلاف شخص يأملون بالتسلل على متن شاحنات تعبر القناة إلى بريطانيا. ونقل المهاجرون إلى مراكز إيواء في أنحاء فرنسا، لكن النشطاء حذروا من أن عدداً من الأشخاص لا يزالون في المنطقة، ويعيشون في أوضاع مزرية. وقالت منظمة العفو الدولية إنه حتى بعد إزالة مخيم كاليه، لا يزال أكثر من 1200 شخص يعيشون في خيم عشوائية في ظروف محفوفة بالمخاطر في محيط كاليه. وقام النشطاء بمساعدة هؤلاء اللاجئين. وبدأت السلطات الفرنسية باستهداف هؤلاء ومضايقتهم ومقاضاتهم قضائياً. وأمس اتهمت المنظمة، السلطات الفرنسية، بمضايقة وترهيب، بل حتى الاعتداء على أشخاص يقدمون المساعدة لمهاجرين في شمال فرنسا، في مسعى متعمد لثنيهم عما يقومون به. وذكرت المنظمة، في تقرير صدر مؤخراً، أن قوات الأمن ضالعة في محاولة متعمدة لـ«منع أفعال تضامنية» يقدمها نشطاء إلى مهاجرين وطالبي لجوء ولاجئين.
وجاء في التقرير الذي حمل عنوان «استهداف التضامن» أن «السلطات الفرنسية قامت بمضايقة وترهيب، بل حتى الاعتداء على أشخاص يقدمون المساعدة الإنسانية وأشكال دعم أخرى».
وقالت ليزا ماراكاني، من قسم أبحاث المدافعين عن حقوق الإنسان في منظمة العفو الدولية، كما نقلت عنها وكالة الصحافة الفرنسية، إن «توفير الطعام للجائعين، والدفء للمشردين، أصبحت أنشطة متزايدة في الخطورة في شمال فرنسا، في وقت تستهدف السلطات باستمرار الأشخاص الذين يقدمون المساعدة لمهاجرين ولاجئين». وأضافت ماراكاني أن «دور المدافعين عن حقوق الإنسان الذين قدموا لهم الدعم مهم». وقالت منظمة العفو إن المهاجرين لا يحصلون بشكل منتظم على الطعام والغذاء والنظافة والمأوى، ولا على المساعدة القانونية، ويواجهون احتمالات إخلاء أماكنهم والمضايقات والعنف على أيدي الشرطة. وقالت إن العديد من المدافعين عن حقوق الإنسان أبلغوا المنظمة بأن أعمال ترهيب وتهديدات بالاعتقال وانتهاكات أصبحت «جزءاً من عملهم اليومي».
وقالت ناشطة، تعمل في المجال الإنساني، إنها تعرضت للدفع بعنف، حتى وقعت أرضاً، والخنق على أيدي الشرطة، في يونيو (حزيران) 2018 بعد أن قامت بتصوير أربعة ضباط يطاردون أجنبياً في كاليه. وقالت المنظمة إن النشطاء عانوا من الأرق والإجهاد والتوتر، فيما وصف آخرون المحاكمات بالمنهكة.
وجاء تقرير منظمة العفو بعد صدور قرار محكمة فرنسية، الاثنين، بالسجن عامين لإمام على خلفية مساعدته مهاجرين في عبور بحر المانش على متن زوارق مطاطية. والإمام البالغ من العمر 39 عاماً، وهو من أصل إيراني، مُنح اللجوء السياسي في فرنسا، متهم بالترتيب للعديد من عمليات العبور من شمال فرنسا إلى إنجلترا منذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي.



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.