اتهم المرشد الإيراني علي خامنئي الولايات المتحدة بمتابعة استراتيجية «الترغيب والترهيب»، محذراً المسؤولين الإيرانيين بشأن عرض الرئيس الأميركي دونالد ترمب للتفاوض، ووصفه بـ«الخدعة» و«الشطارة»، ورفض التخلي عن تطوير البرنامج الصواريخ الباليستية، مشدداً على أن بلاده «بلغت عسكرياً نقطة الردع»، وحذّر الأميركيين من الاقتراب من إيران.
وقال خامنئي في أول تعليق على ترحيب ترمب بالتفاوض مع إيران: إن «هذا الرجل الشاطر، الرئيس الأميركي قال في الآونة الأخيرة إن إيران يمكنها تحقيق التنمية في ظل زعمائها الحاليين. هذا يعني أنهم لا يسعون لتغيير النظام... لكن هذه الحيلة السياسية لن تخدع المسؤولين الإيرانيين والشعب الإيراني» بحسب ما نقلت «رويترز».
وكان خامنئي يلقي خطاباً أمس في جنوب العاصمة طهران، بمناسبة الذكرى الثلاثين لوفاة المرشد الإيراني الأول (الخميني) وتوليه منصب ولي الفقيه.
الأسبوع الماضي، امتدح ترمب في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ما سماه «ذكاء» الإيرانيين في «إبداء الرغبة لإبرام جديد» قبل أن يوجه رسالة تهدئة للإيرانيين بقوله أنه «لا يسعى لإيذاء طهران على الإطلاق»، وزاد أن إيران بقيادتها الحالية «أمامها فرصة لكي تصبح دولة عظيمة»، وتابع: «نحن لا نتطلع لتغيير النظام. أريد فقط أن أوضح ذلك. نحن نتطلع إلى عدم امتلاك (إيران) أسلحة نووية».
وحاول خامنئي مجاراة مديح ترمب وأشار إلى «شطارة» ترمب في تقديم عرض من هذا النوع، لكنه قال: إنه «لن يخدع الإيرانيين»، وأنه يهدف إلى «إغراء» الإيرانيين. وأضاف أن الولايات المتحدة «لن تتمكن من حرمان طهران من قدراتها الصاروخية».
واعتبر خامنئي كلام ترمب «صائباً شرط عدم اقتراب الأميركيين؛ لأن خطواتهم غير مباركة، أينما دخلوا أثاروا اقتتالاً داخلياً بين الإخوة».
وأوضح خامنئي قصده من تأكيده على مفردة «المقاومة» بقوله: إنها «تهدف في بلوغ نقطة الردع، وأضاف: «حتى يكف الأعداء عن الاعتداء علينا في مختلف المجالات». وقال: «إنهم (الأميركيين) يريدون أن ننهزم. يريدون أن نتراجع. إنهم يريدون أن نرفع أيدي الاستسلام. لأننا لم نفعل ذلك يقدِمون على العداء».
وقال خامنئي إن بلاده بلغت «الردع على الصعيد العسكري إلى حد بعيد. من أجل ذلك يصرون على وقف برنامجنا الصاروخي. يريدون حرمان البلد منه، لكن لن يتمكنوا».
في جزء آخر من خطابه، أقر خامنئي بوجود مشاكل في إيران، لكنه قال: إنها تقتصر على المشاكل الاقتصادية، لافتاً إلى أنه طالب المسؤولين الإيرانيين بحل تلك المشاكل، لكنه نفى في الوقت نفسه أن تكون مأزقاً، وقال: «ما هو مهم لا يوجد لدينا مأزق في البلد، لا اقتصادياً ولا اجتماعياً ولا في القضايا السياسية». لكنه حث على «قطع يد المفسدين الاقتصاديين».
من جهة أخرى، حاول خامنئي أمس تصدير الخلافات الداخلية حول التمسك بنهج الخميني إلى خارج الأراضي الإيرانية، مشيراً إلى محاولات «شيطانية» لتغيير مسار و«جاذبيات» الخميني ونسيانه والتقليل من أهميته، وقال: إن «الرياح جرت على خلاف ما يشتهي المعارضون والأعداء».
ويعول منتقدو سلوك خامنئي في الداخل الإيراني، وبخاصة التيار الحليف للرئيس الحالي حسن روحاني «المعتدل والإصلاحي» على «نهج الخميني» عادة لتوجيه الانتقادات إلى أداء المرشد الحالي علي خامنئي.
وفي المقابل، وجه المحافظون والأوساط المقربة من خامنئي اتهامات إلى خصومهم بالسعي وراء تحريف سيرة مؤسس نظام ولاية الفقيه والمرشد الأول (الخميني).
خامنئي يتهم واشنطن بـ«ترغيب إيران وترهيبها»
خامنئي يتهم واشنطن بـ«ترغيب إيران وترهيبها»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة