مصر: تحفظات نقابية على خطة حكومية لزيادة الأطباء

رئيس الوزراء كلّف بمواجهة «العجز الشديد» في القطاع الصحي

TT

مصر: تحفظات نقابية على خطة حكومية لزيادة الأطباء

بينما بدأت الحكومة المصرية، دراسة خطة لمواجهة «العجز الشديد» في أعداد الأطباء في المستشفيات التابعة للدولة عبر خطوات عدة؛ منها «زيادة أعداد المقبولين بالكليات»، أبدت «نقابة الأطباء» المعنية بالتصريح لهم بمزاولة المهنة «رفضاً وتحفظاً» على ذلك الاتجاه.
وخلال اجتماع ترأسه رئيس مجلس الوزراء، مصطفى مدبولي، أول من أمس، أقر بوجود «عجز شديد يعانيه القطاع الصحي حالياً في أعداد الأطباء»، وطالب وزراء التعليم العالي، والمالية، والصحة، والاتصالات بـ«دراسة كيفية استغلال السبل كافة ووضع الخطط المناسبة لمواجهته (العجز)، وكذا زيادة أعداد الطلاب المقبولين بكليات الطب».
وأبدى الدكتور، إيهاب الطاهر، الأمين العام لنقابة الأطباء، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أمس، تحفظات على ذلك الاتجاه، واعتبر أنه «سيؤثر على صحة المرضى، وجودة الخدمة الصحية المنتظرة في القطاع الحكومي الصحي».
وقال الطاهر إن «النقابة ترفض ذلك التوجه الحكومي، الذي يقفز على أسباب المشكلة ويوصفها بشكل خاطئ، إذ إن أعداد الخريجين المؤهلين للعمل بالقطاع الطبي كافية، لكن أغلب هؤلاء الأطباء هجروا المستشفيات الحكومية بسبب ظروف العمل، وعدم توفير البيئة المناسبة، فضلاً عن تدني الأجور»، واستدرك: «لجأ كثير من هؤلاء الأطباء للعمل خارج القطاع الحكومي بالتعاون مع مستشفيات تتبع القطاع الخاص، فيما غادر آخرون البلاد للعمل بالخارج».
وأفاد وزير التعليم العالي، خالد عبد الغفار، خلال الاجتماع الحكومي، بأن «أعداد الخريجين من كليات القطاع الطبي الحكومي والخاص خلال الفترة من 2014 وحتى 2018، بلغت نحو 47 ألف خريج من كليات القطاع الطبي الحكومي والخاص؛ وهي الطب، وطب الأسنان، والصيدلة، والعلاج الطبيعي، ومعاهد التمريض».
وأشار وزير التعليم العالي إلى «وجود 30 كلية طب في مصر من بينها 20 كلية حكومية، و3 كليات طب خاصة، وكلية طب تابعة للقوات المسلحة، بالإضافة إلى 6 كليات طب تابعة للأزهر، فضلاً عن وجود 33 كلية طب أسنان، و43 كلية صيدلة، و15 كلية علاج طبيعي»، ونوه بأنه تم تكليف 8515 من الأطباء الخريجين دفعة عام 2017، مقابل من تم تكليفهم في دفعة 2016، والذين بلغ عددهم 2530 خريجا».
واستعرض الوزير خطة التطوير في القطاع الطبي والتي تقوم على محاور عدة منها؛ «التوسع في إنشاء كليات طب بشري جديدة حكومية أو خاصة أو أهلية، وضرورة العمل على أن يزيد عدد الطلاب الذين يتم قبولهم بكليات العلاج الطبيعي بالجامعات الحكومية والخاصة على الأقل لمدة 10 سنوات؛ وذلك للوصول للعدد الأمثل من ممارسي العلاج الطبيعي لاحتياجات الدولة، والعمل على فتح باب التقدم لتخصص الصحة العامة (خاصة برامج التخطيط والموارد البشرية) لتوفير الكفاءات اللازمة لمستقبل مستدام من أبناء المهنة».
بدوره كلّف رئيس الوزراء بـ«سرعة الاتفاق مع الجامعات الخاصة بشأن إتاحة المستشفيات الحكومية لها، وتدريب طلابها بهذه المستشفيات؛ وذلك للاستفادة من الإمكانات والبنية الأساسية التي تمتلكها وزارة الصحة، مع تيسير إنشاء كلية طب بهذه الجامعات، وتوفير مستشفى جامعي لها، طبقاً للاتفاقات التي ستتم مع وزارة الصحة».
ويرى الأمين العام لنقابة الأطباء، أن «تحسين ظروف العمل، وتدبير الموارد، وإصلاح المنظومة الصحية مالياً وإدارياً، سيكون هو الحل الأفضل لمواجهة عجز الأطباء، خصوصا أن المدة اللازمة لتوفير طبيب متخصص تحتاج لنحو 15 سنة تتضمن 7 سنوات للدراسة فقط بالجامعة، يضاف إلى التدريب والتكليف، وتحضير الماجستير المتخصص»، وشدد على أن «هناك قرارا مُلزما من الجمعية العمومية لنقابة الأطباء بعدم اعتماد أي خريج لكلية طب لم تستوف الشروط اللازمة، ومنها إنشاء مستشفى جامعي بعدد أسرة ملائم، ووفق برامج تدريبية معتمدة، وذلك حفاظاً على المرضى، وجودة الخدمة الصحية».



خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
TT

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)

في خطوة إضافية نحو مكافحة الفساد ومنع التجاوزات المالية، أحال رئيس الوزراء اليمني، الدكتور أحمد عوض بن مبارك، رئيس إحدى المؤسسات النفطية إلى النيابة للتحقيق معه، بعد أيام من إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة الفساد.

تأتي الخطوة متزامنة مع توجيه وزارة المالية خطاباً إلى جميع الجهات الحكومية على المستوى المركزي والسلطات المحلية، أبلغتها فيه بالامتناع عن إجراء أي عقود للشراء أو التزامات مالية جديدة إلا بعد الحصول على موافقة مسبقة من الوزارة.

الخزينة اليمنية خسرت نحو 3 مليارات دولار نتيجة توقف تصدير النفط (إعلام محلي)

وقال بن مبارك في حسابه على «إكس» إنه أحال ملفاً جديداً في قضايا الفساد إلى النائب العام، ضمن إجراءات مستمرة، انطلاقاً من التزام الحكومة المطلق بنهج مكافحة الفساد وإعلاء الشفافية والمساءلة بوصفه موقفاً وليس مجرد شعار.

وأكد أن الحكومة والأجهزة القضائية والرقابية ماضون في هذا الاتجاه دون تهاون، مشدداً على أنه لا حماية لمن يثبت تورطه في نهب المال العام أو الفساد المالي والإداري، مهما كان موقعه الوظيفي.

في السياق نفسه، أوضح مصدر حكومي مسؤول أن مخالفات جديدة في قضايا فساد وجرائم تمس المال العام تمت إحالتها إلى النائب العام للتحقيق واتخاذ ما يلزم، من خلال خطاب وجّه إلى النيابة العامة، يتضمن المخالفات التي ارتكبها المدير التنفيذي لشركة الاستثمارات النفطية، وعدم التزامه بالحفاظ على الممتلكات العامة والتصرف بشكل فردي في مباحثات تتعلق بنقل وتشغيل أحد القطاعات النفطية.

وتضمن الخطاب -وفق المصدر- ملفاً متكاملاً بالمخالفات التي ارتكبها المسؤول النفطي، وهي الوقائع التي على ضوئها تمت إحالته للتحقيق. لكنه لم يذكر تفاصيل هذه المخالفات كما كانت عليه الحال في إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة التسبب في إهدار 180 مليون دولار.

وجدّد المصدر التزام الحكومة المُطلق بالمحافظة على المال العام، ومحاربة جميع أنواع الفساد، باعتبار ذلك أولوية قصوى. وأشار إلى أن القضاء هو الحكم والفيصل في هذه القضايا، حتى لا يظن أحد أنه بمنأى عن المساءلة والمحاسبة، أو أنه فوق القانون.

تدابير مالية

في سياق متصل بمكافحة الفساد والتجاوزات والحد من الإنفاق، عمّمت وزارة المالية اليمنية على جميع الجهات الحكومية عدم الدخول في أي التزامات مالية جديدة إلا بعد موافقتها على المستويات المحلية والمركزية.

تعميم وزارة المالية اليمنية بشأن ترشيد الإنفاق (إعلام حكومي)

وذكر التعميم أنه، وارتباطاً بخصوصية الوضع الاقتصادي الراهن، واستناداً إلى قرار مجلس القيادة الرئاسي رقم 30 لعام 2022، بشأن وضع المعالجات لمواجهة التطورات في الوضع الاقتصادي والمالي والنقدي، وفي إطار دور وزارة المالية بالموازنة بين النفقات والإيرادات، فإنها تهيب بجميع الجهات المشمولة بالموازنة العامة للدولة والموازنات الملحقة والمستقلة الالتزام بالإجراءات القانونية وعدم الدخول في أي التزامات جديدة أو البدء في إجراءات عملية الشراء إلا بعد أخذ الموافقة المسبقة منها.

وأكد التعميم أن أي جهة تُخالف هذا الإجراء ستكون غير مسؤولة عن الالتزامات المالية المترتبة على ذلك. وقال: «في حال وجود توجيهات عليا بشأن أي التزامات مالية فإنه يجري عرضها على وزارة المالية قبل البدء في إجراءات الشراء أو التعاقد».

دعم صيني للإصلاحات

وناقش نائب محافظ البنك المركزي اليمني، محمد باناجة، مع القائم بالأعمال في سفارة الصين لدى اليمن، تشاو تشنغ، مستجدات الأوضاع المتعلقة بتفاقم الأزمات المالية التي يشهدها اليمن، والتقلبات الحادة في أسعار الصرف التي تُعد نتيجة حتمية للوضع الاقتصادي المتدهور في البلاد، والذي أثر بشكل مباشر على القطاع المصرفي والمالي.

وأعاد المسؤول اليمني أسباب هذا التدهور إلى اعتداء «ميليشيات الحوثي» على منشآت تصدير النفط، ما أدى إلى توقف التصدير، الذي يُعد أهم مصدر لتمويل خزينة الدولة بالنقد الأجنبي، والذي تسبب في مضاعفة العجز في الموازنة العامة وميزان المدفوعات.

نائب محافظ البنك المركزي اليمني خلال لقائه القائم بالأعمال الصيني (إعلام حكومي)

وخلال اللقاء الذي جرى بمقر البنك المركزي في عدن، أكد نائب المحافظ أن إدارة البنك تعمل جاهدة على تجاوز هذه التحديات، من خلال استخدام أدوات السياسة النقدية المُتاحة. وأشار إلى استجابة البنك بالكامل لكل البنود المتفق عليها مع المبعوث الأممي، بما في ذلك إلغاء جميع الإجراءات المتعلقة بسحب «نظام السويفت» عن البنوك التي لم تنقل مراكز عملياتها إلى عدن.

وأعاد المسؤول اليمني التذكير بأن الحوثيين لم يتخذوا أي خطوات ملموسة، ولم يصدروا بياناً يعبرون فيه عن حسن نياتهم، في حين أكد القائم بأعمال السفارة الصينية دعم الحكومة الصينية للحكومة اليمنية في كل المجالات، ومنها القطاع المصرفي، للإسهام في تنفيذ الإصلاحات.