شركات الطيران العارض ترفع حصتها في سوق الحج والعمرة إلى 15 %

شكل منافسة للرحلات المنتظمة

الرحلات العارضة (شارتر) تحتل نسبة كبيرة في نقل الحجاج هذا الموسم («الشرق الأوسط»)
الرحلات العارضة (شارتر) تحتل نسبة كبيرة في نقل الحجاج هذا الموسم («الشرق الأوسط»)
TT

شركات الطيران العارض ترفع حصتها في سوق الحج والعمرة إلى 15 %

الرحلات العارضة (شارتر) تحتل نسبة كبيرة في نقل الحجاج هذا الموسم («الشرق الأوسط»)
الرحلات العارضة (شارتر) تحتل نسبة كبيرة في نقل الحجاج هذا الموسم («الشرق الأوسط»)

رفعت شركات الطيران العارض «شارتر» حصتها من نقل الحجاج إلى 15 في المائة ما عدته شركات الطيران منافسة كبيرة خلال الموسم الحالي حيث يشكل هذا النوع من الطيران تحديا لتلك الشركات بسبب انخفاض أسعاره.
وقال خبراء في قطاع الطيران المدني إن سماح السعودية بفتح موسم العمرة على مدار العام شجع شركات الطيران العارض على البحث عن رخص لنقل الركاب من وإلى السعودية وأدى ذلك إلى خلق سوق تنافسية أسفرت عن عرض أسعار متدنية وهو الأمر الذي لم تستطع تنفيذه شركات الطيران الدائمة بسبب ارتفاع تكاليف التشغيل وزيادة محطاتها مما يزيد نفقاتها على مدار العام في الوقت الذي يعد الطيران العارض مؤقتا ويعتمد على تأجير الطائرات لعرض النقل الموسمي.
وأشار الخبراء إلى أن شركات الطيران الدولية التي تعمل في المنطقة قادرة على استيعاب ملايين المعتمرين والحجاج إلا أن المنافسة تتم من خلال الاتفاقيات التي تقودها شركات السياحة الخارجية والتي تفضل الطيران العارض لانخفاض أسعاره دون الاكتراث بالخدمات المقدمة للركاب مثل حجم الأمتعة المسموح بها لكل راكب والوجبات المقدمة على متن الرحلة.
وقال فاروق القرشي الخبير في قطاع النقل الجوي لـ«الشرق الأوسط» إن سوق النقل الجوي في السعودية تشهد نموا كبيرا ودفع ذلك الكثير من شركات الطيران الدولية إلى الحرص على دخول السوق والفوز بحصة من الركاب خاصة بعد فتح موسم العمرة في ظل تطور الإجراءات والتنظيمات التي تقوم بها الهيئة العامة للطيران المدني حيث ساهم ذلك في تطور المطارات واستيعاب مزيد من الحركة الجوية ومن ذلك تحويل مطار الأمير محمد بن عبد العزيز في المدينة المنورة إلى مطار دولي إلى جانب مطار الملك عبد العزيز الدولي الذي يشهد تطورا كبيرا في مشروعه الجديد مما ساعد على نمو رحلات الطيران ومنها الطيران العارض حيث يتوقع أن يحصد نحو 15 في المائة من سوق النقل لموسم الحج لهذا العام.
من جانبه قال عبد الرحمن الأحمد الخبير الاقتصادي إن الأرقام تشير إلى أن سوق الطيران العارض في السعودية تشهد نموا ملحوظا حيث يقدر حجمه بأكثر من مليار ريال خاصة مع زيادة توافد المعتمرين والسياح الذين يقدر عددهم بنحو 10 ملايين زائر خلال العام بما في ذلك القادمون إلى موسم الحج، مشيرا إلى أن نشاط سوق الطيران العارض يشكل تحديا أمام كبرى شركات النقل في منطقة الشرق الأوسط.
تجدر الإشارة إلى أن فكرة الطيران العارض ظهرت في أواخر الستينات مع تزايد ظهور المجموعات السياحية الدولية، ومع تقيد شركات الطيران بقواعد الاتحاد الدولي لنقل الجوي «الأياتا» وعدم مرونة أسعارها لتلائم الأعداد المتزايدة من المسافرين محدودي الدخل دفع ذلك إلى السماح لهذا النوع من الطيران بالعمل بشكل مؤقت.
وتقوم شركات طيران غير منتظمة، إما تابعة لمنظم رحلات‏ وإما مستقلة، بتنظيم رحلات مخفضة للوفود السياحية ضمن رحلات شاملة أو في مواسم معينة على أساس تقديم سعر أرخص مقارنة بالأسعار التي تقدمها شركات الطيران المنتظمة. وتمنع أنظمة الطيران المدني بيع تذاكر هذا النوع من الطيران إلى الأفراد بشكل مباشر.
وكانت الهيئة العامة للطيران المدني أقرت أخيرا حزمة من الإجراءات التي فرضتها على شركات الطيران التي تقوم بنقل الحجاج، وذلك تفاديا لأي مخالفات في نقل المسافرين خلال موسم الحج.
وينص نظام العقوبات والغرامات على أن كل ناقل جوي يحمل حجاجا ثم لم يصل إلى السعودية أو لم يغادرها خلال الزمن المحدد المسموح به للوصول أو المغادرة يتم بحقه غرامة مالية عن كل رحلة مغادرة، ويجوز لهيئة الطيران المدني حجز الطائرة بالمطار في حال قدومها، دون الحصول على التصريح اللازم والمسبق لرحلات الحج.
ويعد الاستثمار في الطيران العارض «شارتر» من أكبر الفرص الاستثمارية في السعودية، خاصة بعد فتح موسم العمرة على مدار العام، وتعثر نقل الحجاج والمعتمرين إلى أوطانهم من قبل كثير من شركات الطيران الأجنبي، ووجود نشاط اقتصادي مستمر في دول المنطقة.



ارتفاع موافقات التركز الاقتصادي في السعودية إلى أعلى مستوياتها

العاصمة السعودية الرياض (واس)
العاصمة السعودية الرياض (واس)
TT

ارتفاع موافقات التركز الاقتصادي في السعودية إلى أعلى مستوياتها

العاصمة السعودية الرياض (واس)
العاصمة السعودية الرياض (واس)

حققت الهيئة العامة للمنافسة في السعودية رقماً قياسياً في قرارات عدم الممانعة خلال عام 2024 لعدد 202 طلب تركز اقتصادي، ولم ترفض أو توافق موافقة مشروطة على أي صفقة، وهو ما يمثل ارتفاعاً بمعدل 17.4 في المائة مقارنة بعام 2023.

وبحسب تقرير نشرته الهيئة، الثلاثاء، تم إصدار 105 شهادات عدم وجوب إبلاغ (الصفقات التي لا تنطبق عليها معايير الإبلاغ)، بينما لا تزال هناك 10 طلبات تحت الدراسة.

وتعرّف اللائحة التنفيذية لنظام المنافسة في السعودية التركز الاقتصادي بأنه كل عمل ينشأ منه نقل كلي أو جزئي لملكية أصول، أو حقوق، أسهم، أو حصص، أو التزامات منشأة إلى منشأة أخرى عن طريق الاندماج، أو الاستحواذ، أو التملك، أو الجمع بين إدارتين أو أكثر في إدارة مشتركة، أو أي صورة أخرى تؤدي إلى التحكم في منشأة أو أكثر، بما في ذلك التأثير في قراراتها أو تشكيل جهازها الإداري أو آلية التصويت فيها.

وعلى مستوى مناطق المملكة، احتلت الرياض أعلى نسبة عمليات تركز اقتصادي بنسبة 67.8 في المائة، تليها مكة المكرمة بـ17.8 في المائة، ثم المنطقة الشرقية بمعدل 10 في المائة.

ووفق التقرير، كانت صفقات الاستحواذ هي الأعلى من إجمالي التركزات الاقتصادية بنسبة بلغت 81 في المائة، يليها المشروع المشترك بـ15 في المائة، ثم صفقات الاندماج بواقع 2 في المائة.

وفيما يتعلق بتصنيف التركزات الاقتصادية بحسب العلاقة بين المنشآت، تصدرت العلاقة الأفقية بنسبة 53 في المائة، تليها التكتلية بـ31 في المائة، كما حصلت العلاقة الرأسية على أقل نسبة بمقدار 16 في المائة.

واحتل قطاع الصناعة التحويلية النصيب الأكبر من التوزيع القطاعي للتركزات الاقتصادية بـ67 من أصل 202 طلب وردت للهيئة، يليه قطاع المعلومات والاتصالات بعدد 39 طلباً، ثم تجارة الجملة والتجزئة وإصلاح المركبات ذات المحركات والدراجات النارية بـ22 طلباً.

من جهتها سعت الهيئة إلى تحديد السوق المعنية لطلبات التركز وفق أضيق نطاق لتقييم السوق لغرض معرفة الآثار المترتبة عليها نتيجة الصفقات، كما ورد خلال عام 2024 تركزات اقتصادية تنشط في أسواق جديدة، من أبرزها سوق إطارات الطرق الوعرة، وتصنيع علاج بدائل النيكوتين، والطلاءات الواقية الصناعية.

وبلغت نسبة طلبات التركز الاقتصادي في عام 2024 التي تكون المنشأة المحلية أحد أطراف الصفقة 44 في المائة من مجموع الطلبات في حين بلغت طلبات الاستحواذ من المنشآت الأجنبية التي لها وجود أو تأثير في السوق المحلية 56 في المائة.

وذكرت الهيئة أن نسبة طلبات المشروع المشترك للصفقات التي يكون أحد الأطراف فيها محلياً والآخر أجنبياً زادت بنسبة 25 في المائة، كما ارتفعت طلبات الاستحواذ بـ4.8 في المائة.

وكان قطاع الصناعة التحويلية الأكثر استهدافاً من قبل الشركات الأجنبية بنسبة 28 في المائة، يليه قطاع المعلومات والاتصالات بـ17 في المائة، ثم قطاع تجارة الجملة والتجزئة وإصلاح المركبات ذات المحركات والدراجات النارية وإمدادات المياه وأنشطة الصرف الصحي وإدارة النفايات ومعالجتها بنسبة 15 و7 في المائة على التوالي.