المتمردون يصعّدون بالهاون في الحديدة... والجيش يتقدم في الضالع

اختطاف 6 مدنيين من قِبل الميليشيات في جنوب اليمن

TT

المتمردون يصعّدون بالهاون في الحديدة... والجيش يتقدم في الضالع

صعّدت الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران قصفها بالقذائف الصاروخية وقذائف الهاون فضلاً عن خروقاتها المتصاعدة بمختلف الأسلحة الرشاشة وسلاح القناصة داخل مدينة الحديدة ومنطقة الجاح. واستهدف المتمردون فجر أمس، بقذيفة هاون سكن عمال «مجمع إخوان ثابت» الصناعي والتجاري داخل مدينة الحديدة، وأصابت عاملين بقصف مباشر. وأكد مصدر في الإعلام العسكري التابع للمقاومة الوطنية أن الميليشيات استهدفت بقذيفة هاون سكن العمال في «مجمع إخوان ثابت» ما أسفر عن إصابة اثنين من العمال بجروح بليغة، وعلى الفور قامت فرق الإنقاذ التابعة للمقاومة المشتركة بإسعافهما ونقلهما إلى المستشفى الميداني في الدريهمي.
وتضاف هذه الجريمة إلى سلسلة الجرائم التي ترتكبها الميليشيات بحق المدنيين في الحديدة، واستهدافها الأحياء السكنية المحررة داخل المدينة خلال الساعات الماضية بأكثر من 17 قذيفة هاون تزامناً مع قصف بمختلف الأسلحة الرشاشة ضمن خروقاتها المتصاعدة لقرار وقف إطلاق النار.
ودمّرت المقاومة المشتركة التابعة للجيش الوطني في الحديدة أول من أمس، موقعاً استحدثته الميليشيات الحوثية بعد قصف مكثف استهدف الأحياء السكنية المحررة، وأوضح مصدر في الإعلام العسكري التابع للمقاومة الوطنية - حراس الجمهورية، أن الميليشيات الحوثية استهدفت الأحياء السكنية المحررة داخل مدينة الحديدة بـ17 قذيفة هاون تزامناً مع قصف بمختلف الأسلحة الرشاشة والمتوسطة. وأكد أن مدفعية حراس الجمهورية دمّرت مربض مدفعية في موقع مستحدث للميليشيات شمال شرقي مطار الحديدة بعد أن تمكنت وحدات الاستطلاع من رصد مصادر النيران، والذي نتج عنه مصرع ثلاثة من عناصر الميليشيات كانوا في الموقع.
وسبق أن أكدت المقاومة المشتركة أن التزامها بوقف إطلاق النار لن يثنيها عن إسكات مصادر النيران التي تستهدف الأحياء السكنية والمنشآت الخدمية العامة والخاصة. وكانت مدفعية حراس الجمهورية قد دمّرت خلال الأيام الماضية راجمة صواريخ ومربض مدفعية لبقايا جيوب الميليشيات الحوثية في مزارع الحسينية بعد أن استهدفت بقذائف الهاون قرى المرازيق ومزارع النخيل في وادي الجاح.
وحسب الإعلام العسكري للمقاومة المشتركة، صعّدت الميليشيات الحوثية انتهاكاتها وخروقاتها خلال الساعات الماضية لوقف إطلاق النار داخل مدينة الحديدة ومنطقة الجاح، وأطلقت النار من أسلحة رشاشة صوب الأحياء السكنية المحررة في شارع صنعاء داخل مدينة الحديدة، وقذائف الهاون و«آر بي جي» صوب الأحياء الشرقية للمدينة، ومزارع النخيل في وادي الجاح وصوب مواقع المقاومة المشتركة في الجاح.
على صعيد ميداني آخر، استهدفت قوات الجيش الوطني والقوات المشتركة تعزيزات للميليشيات الحوثية شمالي مديرية قعطبة بمحافظة الضالع في جنوب اليمن بدعم ومساندة مباشرة من طيران التحالف العربي، ودمرت عدداً من الآليات والعربات المدرعة وقتل من عليها. وحسب مصادر عسكرية يمنية، رصدت قوات الجيش الوطني والقوات المشتركة أول من أمس تحركات للميليشيات الحوثية في مديرية قعطبة شمالي محافظة الضالع وقامت بقصفها على الفور.
وكانت مقاتلات تحالف دعم الشرعية في اليمن قد شنّت عدة غارات جوية على الميليشيات الحوثية، في منطقة حجر، غربي مدينة الضالع، مما أسفر عن تدمير عدد من الآليات التابعة لها، وأسفر القصف عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين، وتدمير دبابة وثلاث عربات تابعة لها.
وكانت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، قد حررت خلال الأيام الماضية مواقع نوعية عدة شمالي محافظة الضالع عقب معارك ضارية خاضتها مع ميليشيات الحوثي بعد أن شنت هجوماً واسعاً ومباغتاً، من عدة محاور على مواقع الحوثيين، في أطراف مديرية قعطبة.
وتمكنت قوات الجيش خلال الهجوم من استكمال تحرير كامل تلال ومرتفعات منطقة شخب غربي مديرية قعطبة، كما حررت قوات الجيش مناطق الريبي، وحبيل، وباب غلق، والدوير والميدان في منطقة الفاخر في المديرية ذاتها. وأسفر الهجوم في حينه عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الميليشيات الحوثية الإرهابية، علاوة على أسر العديد من عناصرها.
في سياق متصل، اختطفت ميليشيات الحوثي الانقلابية، ستة مدنيين في مديرية قعطبة شمالي محافظة الضالع. وقال مصدر عسكري يمني إن «مجاميع حوثية داهمت منازل المواطنين في قرية سليم غرب مديرية قعطبة، واقتادتهم إلى جهة مجهولة»، وحسب المصدر العسكري فإن «الميليشيات الحوثية زعمت أن المواطنين المختطفين يتعاونون مع قوات الجيش الوطني اليمني ودول التحالف وتزويدهم بالمعلومات».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».