معلومات عن اتجاه تل أبيب إلى اقتطاع مبالغ إضافية من عوائد السلطة

استبعاد المصادقة في ظل التحذيرات الأمنية الإسرائيلية

TT

معلومات عن اتجاه تل أبيب إلى اقتطاع مبالغ إضافية من عوائد السلطة

تتجه السلطات الإسرائيلية إلى اقتطاع مبالغ إضافية من أموال العوائد الضريبية الفلسطينية، كما ذكرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية. وقالت الصحيفة إن الأموال المنوي اقتطاعها هي التعويضات التي ألزم بها القضاء الإسرائيلي عائلات «منفذي العمليات»، مرجحة أن تصل هذه مجتمعة إلى مئات ملايين الشواقل (الشيقل: العملة الإسرائيلية).
وأوضحت الصحيفة أن المحاكم الإسرائيلية أصدرت مؤخراً قرارات عدة، تلزم بها عائلات منفذي العمليات بدفع غرامات مالية باهظة، ولكن نظراً إلى الأوضاع الاقتصادية للأسر، سيتم خصمها من أموال الضرائب الفلسطينية. وأشارت إلى أن القرار المحتمل يحتاج إلى مصادقة وزير القضاء، ووزير المالية، وكذلك بنيامين نتنياهو، بصفته رئيساً للوزراء بسبب «حساسية» المسألة.
والأسبوع الماضي، نقلت السلطات الإسرائيلية 6 ملايين شيقل لعائلة مستوطن قتل قبل 16 عاماً، بعد أن أمرت محكمة إسرائيلية باقتطاع تلك الأموال من الضرائب لعائلة القتيل، بعدما خلصت المحكمة إلى أن السلطة الفلسطينية تتحمل مسؤولية القتل، وحكمت عليها بدفع تعويضات لأسرة القتيل.
واستطاعت جهات «إنفاذ القانون» الإسرائيلي تطبيق القرار بالتوجه لوزارة المالية الإسرائيلية التي تحتجز أموال المقاصة التي ترفض السلطة الفلسطينية تسلمها. وردت السلطة أكثر من مرة خلال الأشهر الماضية، أموال العوائد الضريبية إلى إسرائيل، بعدما خصمت منها تل أبيب بشكل شهري مبلغاً يصل إلى 42 مليون شيقل (نحو 11.5 مليون دولار) شهرياً، ضمن قرار باقتطاع إجمالي 504 ملايين شيقل (نحو 138 مليون دولار)، وهو مبلغ يوازي ما دفعته السلطة لعائلات شهداء وأسرى في عام 2018.
ورفض المسؤولون الفلسطينيون تسلم أموال عائدات الضرائب الفلسطينية منقوصة؛ لأن تسلمها منقوصة سيعني الموافقة على الموقف الإسرائيلي، باعتبار «الشهداء والأسرى إرهابيين». وتشكل هذه الأموال الدخل الأكبر للسلطة، ما سبب أزمة مالية كبيرة.
وتدفع السلطة منذ فبراير (شباط) الماضي نصف راتب للموظفين، واضطرت قبل أيام إلى الاقتراض من البنوك من أجل دفع جزء من رواتب الموظفين والإيفاء بالتزامات مالية أخرى.
وهذا هو الشهر الرابع الذي تدفع فيه السلطة جزءاً من رواتب الموظفين، بسبب الأزمة المالية الحادة التي تمر بها.
وأغلب الظن أن الحكومة الإسرائيلية لن تذهب إلى اقتطاع أموال أخرى، بسبب التحذيرات الأمنية الإسرائيلية من احتمال انهيار السلطة.
وجاءت أزمة السلطة المالية في وقت سيقول فيه عباس لا لمبادرة السلام التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وهو أمر يمكن أن يؤدي كذلك إلى مزيد من الحصار وتصعيد في الضفة الغربية. وإضافة إلى ذلك توجد عوامل أخرى مهمة، كالدفع بالاستيطان، وربما ضم الضفة، وغياب أي أفق سياسي.
وتخشى أوساط أمنية إسرائيلية من أن انهيار السلطة الفلسطينية قد يدفع رجال أجهزة الأمن إلى كسب عيشهم بطرق قد تضر بإسرائيل، مثل الاتجار في الأسلحة والمعلومات، والمضي في طريق مختلفة.
ويلتقي المجلس المركزي الفلسطيني الشهر الحالي، لاتخاذ قرارات في مواجهة كل هذا الضغط. وقالت مصادر إن «المركزي» يتجه إلى تحويل توصيات متعلقة بالعلاقة مع إسرائيل إلى قرارات واجبة التنفيذ الثوري. وكان «المركزي» قرر قطع العلاقة مع إسرائيل رداً على الخطوات الأميركية والإسرائيلية، إضافة إلى تجسيد الدولة على الأرض؛ لكن ردود الفعل والخسارات المحتملة أبطأت تنفيذ القرارات.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.