بالصور... أماكن على الأرض تحقق لك تجربة الحياة على سطح المريخ

صحراء أتاكاما في تشيلي (بي بي سي)
صحراء أتاكاما في تشيلي (بي بي سي)
TT

بالصور... أماكن على الأرض تحقق لك تجربة الحياة على سطح المريخ

صحراء أتاكاما في تشيلي (بي بي سي)
صحراء أتاكاما في تشيلي (بي بي سي)

تربة بنية محمرة، مملوءة برمال بركانية سوداء، مع صخور البازلت الداكنة... هذا هو التصور الشائع للشكل الخارجي لسطح كوكب المريخ، أو (الكوكب الأحمر) كما يطلق عليه.
وإذا كنت من الحالمين بتجربة الحياة على سطح المريخ يوماً ما، فقد كشفت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» عن عدة أماكن موجودة على سطح الأرض يمكنك زيارتها، تشبه في شكلها سطح الكوكب الأحمر، حتى أنها يُطلق عليها «نظائر المريخ»، ويُجرى فيها تدريب رواد الفضاء للقيام بمهام مستقبلية على سطح المريخ.
- صحراء أتاكاما في تشيلي
تعد صحراء أتاكاما واحدة من أكثر المناطق شبها بالمريخ في العالم، وهي واحدة من أكثر المناطق جفافا على وجه الأرض، وتشبه سطح المريخ من حيث وجود الصخور الصحراوية ولون التربة (الأحمر).
- وديان ماكموردو الجافة في القارة القطبية الجنوبية
صف من الوديان الخالية من الثلوج، تتشابه مع المريخ في درجة الحرارة شديدة البرودة، التي تتسبب في عملية «التسامي» أي تحول الجليد مباشرة إلى غاز، وهو شيء مشابه لما يحدث على سطح المريخ ويسمى بـ«صقيع ثاني أكسيد الكربون»، كما يتشابه الاثنان في ظاهرة السحب الترابية الناتجة عن سرعة الرياح الشديدة التي تضرب التربة الجافة.
- هانكسفيل في يوتا بأميركا
تقع في منطقة غراند كانيون أو الأخدود العظيم، وهي سلسلة من النتوءات التي تعود إلى أواخر العصر الجوراسي (عصر الديناصورات العملاقة)، وشكل الطمي والرمال في المستنقعات القديمة منظرا طبيعيا أحمر اللون في الصحراء يبدو مشابهاً للمريخ.
- تينيريفي في جزر الكناري
جزيرة تينيريفي في جزر الكناري، والتي يشكلها بركان خامد منذ 3 ملايين عام، تعتبر مكانا جيدا للحصول على لمحة عن حياة المريخ، حيث منحدرات جبل تيد (البركان) الذي يبلغ ارتفاعه 3718 مترا في قلب الجزيرة، وانتشار أنابيب الحمم البركانية المجوفة، والكهوف البركانية المشابهة لكهوف المريخ.
- آيسلندا
تعتبر آيسلندا من أكثر المناطق نشاطا جيولوجيا في العالم، وتتكون المرتفعات التي تغطي معظم المناطق الداخلية لآيسلندا من صحراء بركانية غير مأهولة، وتحتوي التربة البركانية على كمية قليلة من الماء وبالتالي لا تناسب وجود حياة، وثورات البركان الكبيرة في الماضي أغرقت الوديان بأكملها بالحمم البركانية، الأمر الذي يشبه ما حدث على سطح المريخ، ومن الناحية الجيولوجية تتشابه أنواع الصخور هناك كيميائيا مع المريخ بصورة كبيرة.
- بيلبارا في أستراليا
تتمتع الصحاري الصخرية في وسط وغرب أستراليا بأرض جافة حمراء مليئة بالكثبان الرملية الكبيرة والحفر «المثقبة» التي تشبه تلك الموجودة على سطح المريخ، كما أنها تحتوي على بعض من أقدم الصخور على سطح الأرض وهي قريبة في عمرها من صخور كوكب المريخ.
- بولبي في المملكة المتحدة
وهي قرية تقع بين التلال الخضراء، وأسفلها يوجد منجم للبوتاس والملح، وهو التشابه المثالي لأجزاء من البيئة المريخية، حيث إن البيئة المالحة للمنجم معادية للغاية للبكتيريا ويسكنها ميكروبات تسمى «الهالوفايلات»، والتي قد تكون مشابهة للكائنات الحية التي يمكن أن تعيش على المريخ.
- سفالبارد في النرويج
أرخبيل جبلي (الأرخبيل هو مجموعة متقاربة ومتجاورة من الجزر) يقع على حافة الدائرة القطبية الشمالية، ليس فيه سوى القليل من التربة والنباتات، وتتكون الأرض من الرمال الحمراء والحصى، وتشبه الأخاديد التي خلفتها الأنهار سطح المريخ، وجوه قطبي بارد يشبه الجو في المريخ.



بعد أسبوع من عرضه... لماذا شغل «هُوبَال» الجمهور السعودي؟

مشهد من فيلم «هُوبَال» الذي يُعرض حالياً في صالات السينما السعودية (الشرق الأوسط)
مشهد من فيلم «هُوبَال» الذي يُعرض حالياً في صالات السينما السعودية (الشرق الأوسط)
TT

بعد أسبوع من عرضه... لماذا شغل «هُوبَال» الجمهور السعودي؟

مشهد من فيلم «هُوبَال» الذي يُعرض حالياً في صالات السينما السعودية (الشرق الأوسط)
مشهد من فيلم «هُوبَال» الذي يُعرض حالياً في صالات السينما السعودية (الشرق الأوسط)

يَندر أن يتعلق الجمهور السعودي بفيلم محلي إلى الحد الذي يجعله يحاكي شخصياته وتفاصيله، إلا أن هذا ما حدث مع «هُوبَال» الذي بدأ عرضه في صالات السينما قبل أسبوع واحد فقط، وتحوّل سريعاً إلى «تريند» على شبكات التواصل الاجتماعي، من خلال مقاطع الفيديو والأحاديث التي تتناول تفاصيل العمل الذي يجمع للمرة الثالثة بين المخرج عبد العزيز الشلاحي والكاتب مفرج المجفل.

يتحدث بطل الفيلم مشعل المطيري، لـ«الشرق الأوسط»، عن السر في ذلك قائلاً: «حين يكون الفيلم مصنوعاً بشكل جيد، فمن المتوقع أن يلقى إقبالاً كبيراً لدى الجمهور»، مشيراً إلى أن «هُوبَال» يحكي قصة إنسانية قريبة للناس، تم سردها في بيئة مغرية وسط الصحراء، مما جعل الكثيرين يتحمسون لمشاهدته.

ويتابع المطيري: «ارتباط الفيلم بالبيئة البدوية جعله جاذباً، ورغم أننا شاهدنا أعمالاً درامية وسينمائية لها علاقة بمجتمعات معينة، فإن البيئة البدوية لم يسبق أن جرى تقديمها بهذا التركيز من قبل، وهذه ميزة زادت من رغبة الناس في مشاهدة العمل». مؤكداً في الوقت نفسه أن الفيلم يناسب جميع أفراد العائلة، وهو ما لاحظه في صالات السينما، التي ضمَّت صغار وكبار السن على حد سواء.

يدور الفيلم حول العزلة في الصحراء والتحديات التي تواجه العائلة بسبب ذلك (الشرق الأوسط)

قصة الفيلم

تدور أحداث فيلم «هُوبَال» في السعودية خلال الفترة التي تلت أحداث حرب الخليج الثانية، ويتناول قصة عائلة بدوية تقرر العيش في عزلة تامة وسط الصحراء جرّاء اعتقاد «الجد ليام»، (إبراهيم الحساوي)، بقرب قيام الساعة بعد ظهور علامات تؤكد مزاعمه.

هذه العزلة تُعرضه لامتحان صعب عندما تصاب حفيدته بمرض مُعدٍ يحتِّم على الجميع عدم الاقتراب منها، الأمر الذي يدفع والدتها سرّاً (ميلا الزهراني) إلى التفكير في تحدي قوانين الجد لإنقاذ ابنتها، وهو ما يصطدم بمعارضة شديدة من زوجها «شنار»، (مشعل المطيري).

سينما الصحراء

ورغم أن العائلة انزوت في الصحراء هرباً من المدينة، فإن مشعل المطيري لا يرى أن «هُوبَال» يأتي ضمن تصنيف سينما الصحراء بالمفهوم الدارج، بل يشير إلى أن له تصنيفاً مختلفاً، خصوصاً أن العمل يتناول فترة التسعينات من القرن الماضي، عن ذلك يقول: «هي فكرة ذكية في توظيف الصحراء في فترة زمنية قريبة نسبياً، كما أن شخصيات الفيلم لم تنقطع تماماً عن المدينة، بل كان بعضهم يرتادها للبيع والشراء، فحياتهم كانت مرتبطة بالمدينة بشكل أو بآخر».

ويشير المطيري هنا إلى أن الصحراء كانت اختياراً في القصة وليست واقعاً محل التسليم التام، مضيفاً أن «المخرج تعامل مع البيئة الصحراوية بدقة كبيرة، من حيث تفاصيل الحياة التي رآها المُشاهد في الفيلم». ويؤمن المطيري بأنه ما زال هناك كثير من الحكايات المستلهَمة من عمق الصحراء وتنتظر المعالجة السينمائية.

مشعل المطيري في دور «شنار» بالفيلم (الشرق الأوسط)

«شنّار بن ليام»

يصف المطيري شخصية «شنار بن ليام» التي لعب دورها بأنه «شخص سلبي، ومخيف أحياناً، كما أنه جبان، وبراغماتي، وواقعي إلى حد كبير مقارنةً ببقية أهله، حيث لم يستطع معارضة والده، وكانت لديه فرصة لعيش الحياة التي يريدها بشكل آخر، كما أنه حاول الاستفادة من الظروف التي حوله». ويرى المطيري أنها من أكثر الشخصيات وضوحاً في النص، ولم تكن شريرة بالمعنى التقليدي لمفهوم الشر في السينما.

ويمثل «هُوبَال» بدايةً قوية للسينما السعودية في مطلع 2025، وهنا يصف المطيري المشهد السينمائي المحلي بالقول: «هناك تطور رائع نعيشه عاماً تلوم آخر، وكل تجربة تأتي أقوى وأفضل مما سبقها، كما أننا موعودون بأعمال قادمة، وننتظر عرض أفلام جرى الانتهاء من تصويرها مؤخراً». ويختم حديثه بالقول: «كل فيلم جيد يسهم في رفع ثقة الجمهور بالسينما المحليّة، وتباين مستوى الأفلام أمر طبيعي، لكن الأهم ألا يفقد الجمهور ثقته بالأفلام السعودية».

تجدر الإشارة إلى أن فيلم «هُوبَال» حقَّق أداءً مميزاً في شِبّاك التذاكر في أول 3 أيام من عرضه، وتجاوزت مبيعات التذاكر 30 ألف تذكرة بإيرادات تُقدّر بأكثر 1.5 مليون ريال سعودي.