«الجيش الوطني» يعلن إسقاط طائرة {درون} تركية في معارك طرابلس

واشنطن تؤكد «حياد» مؤسسة النفط... وروما تجدد دعم السراج

مقاتلون تابعون لقوات السراج خلال اشتباك مع قوات الجيش الوطني في منطقة السواني أمس (أ.ف.ب)
مقاتلون تابعون لقوات السراج خلال اشتباك مع قوات الجيش الوطني في منطقة السواني أمس (أ.ف.ب)
TT

«الجيش الوطني» يعلن إسقاط طائرة {درون} تركية في معارك طرابلس

مقاتلون تابعون لقوات السراج خلال اشتباك مع قوات الجيش الوطني في منطقة السواني أمس (أ.ف.ب)
مقاتلون تابعون لقوات السراج خلال اشتباك مع قوات الجيش الوطني في منطقة السواني أمس (أ.ف.ب)

أعلنت قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر إسقاط طائرة درون تركية، بينما سعت أمس القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج في العاصمة طرابلس إلى تحقيق انتصار على الأرض عبر هجوم موسع شنته أمس، مستهدفة مواقع وتمركزات قوات الجيش في محاور القتال جنوب المدينة.
وتحدثت قوات السراج المشاركة في عملية «بركان الغضب» في بيان لها عن مواصلة «تقدمها في محوري المطار واليرموك، بعد أن استهدفت المدفعية الثقيلة بقصف محكم ودقيق مواقع قوات الجيش الوطني».
كما زعم العقيد محمد قنونو، الناطق العسكري باسم القوات الموالية لحكومة السراج، في تصريحات تلفزيونية أمس، أن «تقدمات قواته ممتازة وتحركاتها وفق الخطط المعدة للعمليات العسكرية». وقال اللواء أحمد بوشحمة، آمر غرفة العمليات الميدانية لقوات السراج، إنها شنت هجوماً على أغلب المحاور جنوب طرابلس مصحوبة بغطاء جوي، بينما نقلت وسائل إعلام موالية للسراج عن مصدر عسكري قوله إن «قواته شنت هجوماً عنيفاً على تمركزات للجيش الوطني في محوري معسكر اليرموك والنقلية بطريق المطار».
لكن اللواء فوزي المنصوري، قائد محور عين زارة بالجيش الوطني في جنوب العاصمة طرابلس قال في المقابل لـ«الشرق الأوسط» إن قوات الجيش الوطني أحبطت أمس، هجوماً شنته الميليشيات المسلحة على مواقع تتبع محور اللواء التاسع غرب عين زارة، مضيفاً أن «الأمور جد طيبة، والميليشيات المسلحة ليست لديها خبرة في القتال وتعتمد فقط على الكثافة النارية وجميع هجماتها باءت بالفشل».
وفى تفسيره لتأخر الحسم العسكري عن معارك طرابلس التي أوشكت أن تُنهي شهرها الثاني على التوالي، تابع المنصوري قائلاً: «هذه حرب ليست لديها موعد محدد، وإنما مسار الحرب وفق الظروف على الأرض وانتظار تعليمات من المستوى الأعلى لأننا قيد التنفيذ، وإذا صدرت الأوامر بالاقتحام سنفعل». وأضاف أنه «في (معارك تحرير) بنغازي أمضينا 3 سنوات، وعدد الميليشيات فيها بلغ نحو 13 ألفاً. وطبعاً في طرابلس العدد مضاعف، وليست هناك إحصائية ثابتة ولكن الثابت هو أنها خليط من الميليشيات. جميع التنظيمات الإرهابية والمتطرفة وسراق المال العام، اتَّحدوا بالكامل على مقاومة قوات الجيش الوطني ومنع دخولها للعاصمة، لأنه في حال دخول قواتنا ستتحطم جميع أحلامهم وإمبراطوريتهم التي صنعوها من سرقة أموال وثروات الشعب الليبي».
بدوره، تحدث المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة التابعة للجيش الوطني عن مصرع عدد غير محدد من ميليشيات الزاوية، من بينهم أحد أقارب أبو عبيدة الزاوي وإصابة بليغة لمساعد آمر كتيبة الحلبوص. وقالت مصادر عسكرية بالجيش الوطني إنه تم اعتباراً من أمس تكليف اللواء أحمد سالم آمراً للعمليات القتالية داخل المحاور المتقدمة لـتحرير العاصمة طرابلس، مشيرةً إلى أن سالم التحق بالفعل بأحد محاور القتال فور وصوله في ساعة مبكرة من صباح أمس، برفقة قوات من ثلاث كتائب هي: شهداء الزاوية، و177، و173.
واستهدف الجيش الوطني عبر غارتين جويتين الميليشيات الإرهابية في محيط العاصمة طرابلس، حيث أوضحت غرفة عمليات الكرامة أن «الغارة الأولى استهدف قوة من المرتزقة التشاديين التابعة لأسامة الجويلي قائد ميليشيات تابعة للسراج، تم خلالها إصابة عدد كبير من الآليات وخسائر في الأرواح».
ولفتت في بيان وزّعه مركزها الإعلامي إلى أن الغارة الثانية «استهدفت تجمعاً للميليشيات الإرهابية في محور طريق المطار، وكانت الإصابة دقيقة»، مشيرةً إلى أن هذه التجمعات كانت تستعد لتنفيذ مهمات قتالية، قبل أن يتم القضاء عليها. كما أوضحت أن المرتزقة يُقاتلون بمقابل مالي، وأن القيمة لكل فرد 3000 دينار يومياً، وانخفض الآن إلى 1200 دينار فقط يقوم بدفعها الجويلي من خزينة الدولة من أموال الشعب الليبي، للدفاع عن تنظيم الإخوان الإرهابي.
وطبقاً لما أعلنته شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش الوطني، فقد اعترضت دفاعاته طائرة تركية موجهة وإصابتها بعد أن قامت بقصف عشوائي لأحياءٍ ومناطق سكنية آمنة بمدينة غريان على بُعد نحو 80 كيلومتراً جنوب العاصمة طرابلس.
كما اتهمت غرفة عمليات الكرامة حكومة السراج بفرض حصار بالمناطق الموجودة بها قوات الجيش على وصول الاحتياجات الإنسانية والغذائية والدوائية إليها، «رغم أنها تُصرف من عوائد ودخل الليبيين». وأعلنت في بيان مساء أول من أمس أن قواتها وفّرت احتياجات المواطنين بهذه المناطق. وأوضحت أنه تم توفير الكميات اللازمة لحاجة هذه المناطق من التموين، كما تم توفير السيولة بالمصارف لمواجهة أزمة السيولة المفتعلة، من تنظيم الإخوان الإرهابي المتستر بالحكومة.
وكانت عملية «بركان الغضب» التي تشنها قوات السراج قد أعلنت في وقت سابق أنها نفّذت طلعة قتالية استهدفت تمركزات ومخزن للذخيرة لقوات الجيش في غريان. كما نشرت العملية صوراً فوتوغرافية قالت إنها تُظهر جانباً من آثار القصف الجوي للجيش الوطني، مشيرةً إلى أنه استهدف مخزناً للحبوب والأعلاف بمنطقة السواني بالعاصمة طرابلس، وزعمت سيطرة قواتها في محور اليرموك على آليات وأسلحة وعتاد عسكري لقوات الجيش.
إلى ذلك، أعلنت السفارة الأميركية لدى ليبيا أن القائم بالأعمال المؤقت ناتالي بيكر، تلقت مساء أول من أمس آخر المستجدات من مصطفى صنع الله رئيس مؤسسة النفط الموالية لحكومة السراج بشأن القصف الأخير للمصحة، وأكدت حياد الشركة الوطنية للنفط كمورد وطني حيوي لجميع الليبيين.
ولم تعلن مؤسسة النفط التي تتخذ من طرابلس مقراً لها ولا رئيسها صنع الله عن فحوى هذا اللقاء؛ لكن صنع الله رحب من جهة أخرى بإطلاق سراح رئيس الاتحاد العام لعمال قطاع النفط الليبي، سعد دينار بعد نحو شهر من احتجازه من قبل سلطات الأمن في بنغازي بشرق البلاد.واعتبر صنع الله في بيان صحافي، أن مؤسسة النفط هي «مؤسسة محايدة، ويجب أن تظل بمنأى عن كلّ التجاذبات السياسية والعسكرية»، مؤكداً رفض المؤسسة بشكل قاطع كل المحاولات الرامية إلى ترهيب الموظفين، مضيفاً: «ولن تثنينا أساليب البلطجة أو التهديدات أو ادعاءات الدعم الزائفة مهما كان حجمها عن قيامنا بعملنا». كما أعلن أن المؤسسة ستستمر في التحقيق في هذا الحادث وبذل كل ما في وسعها لوضع حد لحالات الاختفاء القسري.
من جهة أخرى، أكدت الحكومة الإيطالية على لسان وزيرة دفاعها إليزابيتا ترينتا، أنها لم تغير موقفها تجاه الأزمة الليبية وتواصل دعم حكومة السراج في طرابلس، مشيرةً إلى أنها تدعم أيضاً دعم التوصل إلى «حل سياسي» لهذه الأزمة.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.