إسرائيل تبيع مساعدات أوروبية مخصصة لمدارس فلسطينية

TT

إسرائيل تبيع مساعدات أوروبية مخصصة لمدارس فلسطينية

تستعد وزارة الدفاع الإسرائيلية الأسبوع المقبل، لعرض مواد بناء تبرع بها «الاتحاد الأوروبي» بينها النرويج وعدة وإسبانيا، للبيع في مزاد علني بعد أن صادرها الجيش الإسرائيلي من المدنيين الفلسطينيين في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بحسب تقرير لمراسل صحيفة إل باييس الإسبانية في القدس.
المعروضات المقرر بيعها هي ذاتها التي استخدمت في بناء فصلين دراسيين سابقي التجهيز في مدرسة في بلدة «إبزيق» بوادي الأردن جرى هدمهما لعدم الحصول على تصريح بناء من إسرائيل. وكانت بعثة الاتحاد الأوروبي في القدس ورام الله، أدانت في 26 أكتوبر (تشرين أول) 2018، عملية الهدم بعد ثلاثة أيام من هدم الفصلين الدراسيين اللذين كانا يستوعبان 49 طالباً من سن 6 إلى 12 سنة، وجرى تمويلهما بأموال أوروبية. وفي تنديد للإجراء الإسرائيلي، قال بيان الاتحاد الأوروبي «لكل طفل الحق في الحصول على التعليم ويجب على الدول حماية هذا الحق واحترامه وتطبيقه. المدارس أماكن آمنة وذات حرمة للأطفال».
ومن المتوقع أن يجري المزاد على الممتلكات المصادرة التي تبرع بها الاتحاد الأوروبي في مقر وحدات «الإدارة المدنية» في بيت إيل (مستوطنة تقع شمال شرقي رام الله) وفي غوش عتصيون (كتلة مستوطنات جنوب غربي بيت لحم) يومي الاثنين والثلاثاء القادمين، بحسب الصحيفة. وجرى الإعلان عن المناقصة في صحيفة معاريف العبرية دون تحديد سعر بداية افتتاح المزاد. وكانت بعثة التمثيل الأوروبي قد طالبت إسرائيل بإعادة بناء الفصول الدراسية دون تأخير وفي المكان ذاته. غير أن إسرائيل لم تستجب ومضت في قرار البيع.
من جهتهم، قام النشطاء المؤيدون للفلسطينيين الذين زاروا إبزيق بعد فترة وجيزة من هدم الفصول بالتقاط صور لشاحنة محملة بألواح مصادرة بعد هدم الفصول الدراسية. وبحسب تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية OCHA، في شهر أكتوبر من العام الماضي، جرى هدم 47 منشأة فلسطينية في المنطقة (ج) من الضفة الغربية بأمر من السلطة المدنية، تضم 10 قطع جرى التبرع بها أو تمويلها من قبل الاتحاد الأوروبي.
وسبق للاتحاد الأوروبي مطالبة إسرائيل بالتعويض عن هدم ومصادرة الممتلكات وتدمير الألواح الشمسية والأجنحة الجاهزة التي مولتها عام 2017. بمبلغ يزيد عن 30 ألف يورو في حال لم تعد بناء المنشآت والمواد التي استولت عليها قوات الأمن في المجتمعات البدوية في أبو نوار، بالقرب من القدس، و«جوبة الذيب» المجاورة لبيت لحم.
بيد أن إسرائيل رفضت تقديم أي نوع من أنواع التعويض، نظراً لأنها لا تعتبر هذا النوع من التعاون الأوروبي مساعدة إنسانية، بل نشاط حضري غير قانوني نظراً لعدم حصولها على إذن من الإدارة المدنية التي لا يمنح مهندسوها الحضريون عادة رخص بناء للفلسطينيين.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.