6 أطباق فخر المطبخ الفرنسي التقليدي

مأكولات غنية بالنكهة وغنية عن التعريف

6 أطباق فخر المطبخ الفرنسي التقليدي
TT

6 أطباق فخر المطبخ الفرنسي التقليدي

6 أطباق فخر المطبخ الفرنسي التقليدي

على الرغم من تراجع المطبخ الفرنسي من حيث وجوده على خريطة الطعام ونجوم «ميشلان» بالمقارنة مع بلدان ومدن أخرى مثل طوكيو على سبيل المثال التي استطاعت سحب شهرة باريس من حيث عدد النجوم، فإن الأطباق الفرنسية لا تزال ذائعة الصيت وتُقدم في مختلف أرجاء المعمورة وفي شتى أنواع المطاعم الأوروبية، وليست حكراً على المطاعم الفرنسية فقط.
وتبقى هناك ستة أطباق لا يمكن الاستغناء عنها وتُعتبر من أشهر الأطباق اللذيذة حول العالم وهي:
- شوربة البصل
من أشهر أطباق الشوربة الفرنسية في فرنسا وفي العالم قاطبة، ومن الأطباق التقليدية التي تُحضّر من البصل ومرق لحم البقر، وعادة ما تُقدم مع الخبز المحمص والجبن المذاب عليها. يمكن إرجاع أصل الحساء إلى أيام الرومان حيث كان طبقاً من أطباق الطبقة الفقيرة، إلا أن النسخة الحالية منه، التي غزت أفخر المطاعم الكلاسيكية تعود إلى القرن الثامن عشر. ويعود المذاق الطيب والمميز لهذه الشوربة إلى كرملة البصل. البعض يستخدم مرق البقر والبعض الآخر يستخدم فقط الماء أو إضافة الحليب وإضافة البيض أو الطحين للتثخين لطبخ الطبق. تحضر الشوربة عادة عبر كرملة البصل بالزبدة وإضافة المرق أو الماء والأعشاب والتوابل (حسب الرغبة). بعد ذلك يُحمص الخبز الفرنسي ويُدهن بزيت الزيتون أو الزبدة وتوضع قطعة فوق الشوربة قبل أن تضاف الجبنة المبروشة (حسب الرغبة - جبنة الغريير هي الجبنة المفضلة) فوقها.
- سلطة نيسواز Salad Nicoise
واحدة من أشهر أنواع السلطات في فرنسا، خصوصاً في الجنوب ومدينة نيس بالتحديد. ولهذا تبقى متوسطية الطبع والمكونات. وهي أيضاً من أطيب وأكثر أنواع السلطات فائدة للصحة وللباحثين عن تخفيض الوزن.
هناك عدة وصفات لهذه السلطة الشهيرة لكن الوصفة الأصلية والتقليدية حسب الأكاديمية الفرنسية للطبخ تحتوي على بيضتين مسلوقتين، وست ورقات خس، وثلاث حبات بندورة مشرحة، ورأس فلفل أحمر حلو مقطع، مع نصف كوب من مكعبات الخيار، وعلبة «طونا» بزيت الزيتون، بالإضافة إلى كمشة من الزيتون الأسود، و8 شرائح من الأنشوفيز (سمك الأنشوجة الصغير)، وثلاث حبات بصل أخضر مشرحة، ومرطبان صغير من الأرضي شوكي المنقوع، وكمشة من الفول الطازج إذا كان متوفراً، مع ملح وفلفل أسمر، وبعض عصير الحامض (حسب الرغبة)، ونصف كوب من زيت الزيتون، وعدة أوراق حبق للتزيين. تصف أوراق الخس على جانب الصحن الكبير وتوضع فوقها شرائح البندورة وفي الوسط قطع الخيار الصغيرة، وفوق ذلك توزع قطع الأرضي شوكي والفلفل الحلو ثم تضاف «الطونا» في الوسط وعلى جانبها أربع قطع من البيض المسلوق وتوزع قطع الأنشوفيز على البيض، ويوزع الزيتون والبصل الأخضر أيضاً فوق الخضار، وأخيراً زيت الزيتون والملح والفلفل الأسمر، ويُفضل إضافة عصير الحامض والحبق للتزيين.

دجاج مع أرز وصلصة سوبريم
تحشى الدجاجة بالبقدونس والفطر، ثم يفرك الدجاج بالحامض، ثم توضع الدجاجة مع قطع الكرفس والجزر والبصل للسلق وتحضير المرق على نار هادئة لمدة 45 دقيقة. ثم يطبخ الفطر في الزبدة والماء وبعض عصير الليمون لعشر دقائق. بعدها يوضع في قدر آخر بعض الزبدة (3 ملاعق كبيرة) مع كوب صغير الطحين ويتم الخلط والطبخ على نار هادئة لعدة دقائق لتحضير معجون الرو.
في هذه الأثناء يتم طبخ الأرز في الفرن لمدة عشرين دقيقة باستخدام مرق الدجاج، وبعد قلي الأرز مع الزبدة والبصل، بعد أن يجهز يحرك الأرز مع قطعة من الزبدة.
ولتحضير الصلصة أو الصوص يتم علي كوبان أو ثلاثة من المرق إلى معجون الرو مع التحريك الدائم على نار هادئة إلى متوسط لمدة عشر دقائق ونضيف إليها بعض مرق الفطر وملعقتين كبيرتين من الكريم، مع مواصلة التحريك قبل إضافة بعض مرق الدجاج المكثف والفطر والملح. توضع قطع الدجاج البيضاء إلى جانب الأرز وبعض قطع الجزر المسلوق قبل إضافة الصلصة والتقديم.
- شوربة سمك فرنسية
واحدة من أطيب أنواع الشوربة الفرنسية البلدية المعروفة. ويستخدم في طبخ هذا الطبق ثلاث أنواع من السمك، وهي سمك أبو صندوق المسمى بـ«روكلينغ»، والسمك الصخري ونوع من أنواع القد عادة. لكن يمكن بالطبع استخدام أنواع أخرى إذا تعذر ذلك. تضم مكونات الشوربة السمك والبقدونس والبصل والشالوت (بصل صغير معتدل الطعم يطلق عليه بالعربية اسم الكراث الأندلسي أو القفلوط) والثوم والزبدة ومعجون البندورة والبابريكا والزعتر والزعفران واليانسون النجمي والكرفس ولب الشمر (جذر الشمرة) والجزر والكراث وزيت الزيتون وخبز.
أولاً يحضر مرق الشوربة من الخضار ورؤوس السمك. ثانياً يقلى بزيت الزيتون وخليط الخضار واليانسون النجمي والبابريكا والملح والفلفل الأسود المطحون لخمس دقائق، وبعدها تضاف بعض قطع السمك ويقلب الخليط، ثم يضاف لتر من المرق وملعقة من معجون البندورة والزعفران يتم الخلط جيداً وتُترك الشوربة لتغلي لمدة نصف ساعة وبعدها يتم تحضير صلصة خاصة خضراء، كما يحضر المايونيز (4 فصوص ثوم مهروسة - صفاران من البيض وملح وبهار وفلفل الكيان وعصير الليمون وزيت الزيتون والبابريكا).
وبعد أن تستوي الشوربة يتم طحن الخليط بالماكينة، وتصفيته للحصول على خلاصة الشوربة أو المرق، وعندها تُضاف بقية قطع السمك الخالية من الحسك والطبخ لربع ساعة. وللأكل، توضع الشوربة في الطاسة، ويوضع فوقها قطع من الخبز الفرنسي المحمص والمدهون بالمايونيز الثوم والجبن المبروش.
- غراتان دوفينوا
أشهر الأطباق الجانبية الفرنسية على الإطلاق، التي تضم الحليب والكريم والزبدة والثوم والملح والبهار وجوز الطيب والبطاطا.
للتحضير يدهن بطن الصينية بالثوم والزبدة عادة ثم يضاف إلى ذلك بعض من خليط الحليب والكريم قبل إضافة شرائح البطاطا ثم يضاف إلى ذلك المزيد من الحليب والكريم وجوز الطيب، وأخيراً توضع طبقة ثانية من البطاطا والحليب والكريم قبل إدخال الصينية إلى الفرن على 300 درجة فهرنهايت لمدة ساعة ونصف الساعة إلى ساعتين.
- يخنة دجاج شاسير Chasseur
لتحضير هذا الطبق الطيب يحتاج الفرد إلى نصف بصلة «شالوت»، وبعض فصوص الثوم المقطعة، وجزرة مقطعة نصف كوب من الزبدة ونصف كوب من الطحين ونصف كوب من معجون البندورة و15 حبة فطر، وبعض الأعشاب والبقدونس المفروم ودجاجة مقطعة.
يحضر المرق قبل كل شيء مما تبقى من عظام الدجاج التي تُقلى بالزيت على نار عالية، ويُضاف إليها الشالوت والجزر وتطبخ لمدة 10 دقائق قبل إضافة مرق لحم البقر. وعندما يبدأ المرق بالغليان يضاف الثوم والأعشاب وملعقة من معجون البندورة، ويتم الطبخ لمدة نصف ساعة.
بعد ذلك تُمرغ قطع الدجاج بالطحين ويتم قليها بالزيت في القدر، وبعد أن تستوي تفرد على الصحن. ويتم تحضير الصلصة عبر قلي الفطر وإضافة المرق إليه وتثخينه بالزبدة والبقدونس المفروم. تضاف صلصة الفطر إلى قطع الدجاج قبل التقديم.


مقالات ذات صلة

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

مذاقات «الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

لقمة خبز قد تأسر القلب، ترفع الحدود وتقرب الشعوب، هكذا يمكن وصف التفاعل الدافئ من المصريين تجاه المطبخ السوداني، الذي بدأ يغازلهم ووجد له مكاناً على سفرتهم.

إيمان مبروك (القاهرة)
مذاقات الشيف الأميركي براين بيكير (الشرق الأوسط)

فعاليات «موسم الرياض» بقيادة ولفغانغ باك تقدم تجارب أكل استثنائية

تقدم فعاليات «موسم الرياض» التي يقودها الشيف العالمي ولفغانغ باك، لمحبي الطعام تجارب استثنائية وفريدة لتذوق الطعام.

فتح الرحمن يوسف (الرياض) فتح الرحمن يوسف (الرياض)
مذاقات فواكه موسمية لذيذة (الشرق الاوسط)

الفواكه والخضراوات تتحول الى «ترند»

تحقق الفواكه والخضراوات المجففة والمقرمشة نجاحاً في انتشارها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتتصدّر بالتالي الـ«ترند» عبر صفحات «إنستغرام» و«تيك توك» و«فيسبوك»

فيفيان حداد (بيروت)
مذاقات طواجن الفول تعددت أنواعها مع تنوع الإضافات والمكونات غير التقليدية (مطعم سعد الحرامي)

الفول المصري... حلو وحار

على عربة خشبية في أحد أحياء القاهرة، أو في محال وطاولات أنيقة، ستكون أمام خيارات عديدة لتناول طبق فول في أحد صباحاتك

محمد عجم (القاهرة)
مذاقات الشيف أليساندرو بيرغامو (الشرق الاوسط)

أليساندرو بيرغامو... شيف خاص بمواصفات عالمية

بعد دخولي مطابخ مطاعم عالمية كثيرة، ومقابلة الطهاة من شتى أصقاع الأرض، يمكنني أن أضم مهنة الطهي إلى لائحة مهن المتاعب والأشغال التي تتطلب جهداً جهيداً

جوسلين إيليا (لندن)

المطاعم و«إنستغرام»... قصة حب غير مكتملة

ديكورات جميلة ولكن مذاق الطعام عادي (إنستغرام)
ديكورات جميلة ولكن مذاق الطعام عادي (إنستغرام)
TT

المطاعم و«إنستغرام»... قصة حب غير مكتملة

ديكورات جميلة ولكن مذاق الطعام عادي (إنستغرام)
ديكورات جميلة ولكن مذاق الطعام عادي (إنستغرام)

في الماضي، كان الناس يخرجون لتناول الطعام في مطعمهم المفضل وتذوق طبقهم الألذ فيه، أما اليوم، وفي عصر وسائل التواصل الاجتماعي وتوفر كاميرا الهواتف الذكية في كل مكان وزمان، ونشر صور الطعام على منصات رقمية على رأسها «إنستغرام» أصبحت زيارة المطعم لالتقاط الصور ومشاركتها مع العالم، دون أكلها أحياناً. ولكن هل كل ما تأكله الكاميرا قبل المعدة لذيذ كما تراه في الصورة؟

برغر سمك في "فيش إند بابلز " (إنستغرام)

هناك فئة من المطاعم التي تحمل مصطلح «إنستغرامابل» Instagrammable وتعني أنها تبدو جميلة على صفحات «إنستغرام» نظراً للتركيز على شكل الأطباق وطريقة تقديمها واستخدام الألوان فيها، بعيداً عن التركيز عن النكهة والمنتج المستخدم فيها.

وفي دراسة نشرت أخيراً على موقع رقمي متخصص بأخبار المطاعم والطعام، تبين أن تصوير مأكولات (تبدو شهية مثل الكيك وأنواع الحلوى المنمقة) قد تزيد من نكهتها قبل أكلها، والسبب قد يعود إلى أن مقولة «العين تعشق قبل القلب أحياناً» صحيحة، وذلك لأن العين هنا تقع في حب الطبق قبل تذوقه، فقط بسبب الصور التي نلتقطها.

طبق شهير نشرت صوره على وسائل التواصل الاجتماعي (إنستغرام)

في الآونة الأخيرة، وفي تغير واضح في طريقة تصرف الذواقة في المطاعم أصبح التقاط صور الطعام أمراً مبالغاً به، لدرجة أنه أصبح من الضروري الاستئذان من الجالسين على طاولتك قبل مد يدك لتناول الأكل بسبب اهتمام بعضهم بالتقاط الصور ونشرها على الإنترنت، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل كل ما تلتقطه الكاميرا وينشر على الشبكة العنكبوتية يتمتع بنكهة لذيذة توازي الشكل الجميل؟

ديكورات تلفت الانظار والمهتمين بنشر صور المطاعم (إنستغرام)

هذا السؤال يذكرني بحادثة وقعت معي، بعدما تحمست لزيارة أحد المطاعم الإيطالية في لندن، بعد رؤية العديد من المؤثرين ينشرون صوراً لثمار البحر يسيل لها اللعاب، فقررت الذهاب وتذوق تلك التحف الصالحة للأكل، وللأسف انتهى الحماس بمجرد تذوق أول لقمة من طبق الأسماك المشكلة الذي جئت حالمة بصورته وتذوقه، فالمذاق لم يكن على المستوى الذي توقعته، خاصة أن لائحة الانتظار للحصول على حجز في ذلك المطعم طويلة مما اضطرني للتكلم مع المدير المسؤول في هذا الخصوص، والاعتراض على نوعية المنتج.

صور الطعام قد تكون خادعة في بعض الاحيان (انستغرام)

الأكل في أيامنا هذه بالنسبة للأجيال الصاعدة مثل «جين زي» وجيل الألفية يعدّ نوعاً من التعبير عن المكانة الاجتماعية والمادية، فنشر صور الأكل بالنسبة لهم يتعدى مفهوم التهام الطعام والتمتع بمذاقه، وإنما يكون نوعاً من المفاخرة والتباهي في أوساط مجتمعاتهم ومعارفهم.

فالطعام نوعان؛ الأول يركز على المذاق والنكهة، أما الثاني فيعتمد على التصميم الخارجي، تماماً مثل ما حصل مع دوناتس قوز القزح، أقراص الحلوى التي غزت الإنترنت وشبكة التواصل الاجتماعي، وسميت بـRainbow Food Craze فكل من تذوق هذه الحلوى بوصفة الدونات المعدلة والمبتكرة قال إن النوع التقليدي يتمتع بمذاق ألذ بكثير.

تاباس أسماك (إنستغرام)

هناك عدد من المطاعم حول العالم التي تشتهر بتقديم أطباق جميلة وجذابة بصرياً على «إنستغرام»، لكنها ليست بالضرورة لذيذة. غالباً ما يكون الهدف من هذه المطاعم هو جذب الانتباه من خلال الإبداع في العرض وتنسيق الألوان والتفاصيل الجمالية، ولكن عند تذوق الطعام قد يكون الطعم عادياً أو غير مميز.

فيما يلي بعض الأمثلة التي تُذكر عادة في هذا السياق، مثل مطعم «ذا أفو شو» في أمستردام المعروف بتقديم يعتمد بشكل كامل على الأفوكادو بطريقة مبهرة وجميلة، إنما هناك بعض الآراء التي تشير إلى أن الطعم لا يرقى إلى مستوى العرض البصري.

صور الطعام قد تكون خادعة في بعض الاحيان (انستغرام)cut out

أما مطعم «سكيتش» في لندن ويعدّ من المطاعم ذائعة الصيت والمميز بديكوراته الجميلة وألوانه الزاهية، فهناك آراء كثيرة حول مذاق أطباقه الذي لا يكون على قدر التوقعات العالية التي يولدها المظهر الفاخر.

ومطعم «شوغر فاكتوري» في الولايات المتحدة الذي يملك فروعاً كثيرة، وشهير بحلوياته ومشروباته المزينة بألوان مشرقة على «إنستغرام»، إلا أن الكثير من الزبائن يصفونه بأنه مجرد «سكر على شكل جميل»، ولا يقدم شيئاً مميزاً من حيث المذاق.

«إيل أند أن كافيه» في لندن، وهو غني عن التعريف، خاصة أنه من أكثر المطاعم التي تنشر صورها على «إنستغرام»، ومن بين أول المطاعم التي استخدمت أسلوب الديكور الذي يعتمد على الورود، فهناك من يعتقد أن أكله ليس جيداً على عكس الصور التي تنشر هنا وهناك.

برغر سمك في "فيش إند بابلز " (إنستغرام)cut out

«فيش أند بابلز» Fish & Bubbles الواقع في نوتينغ هيل بلندن، من المطاعم الإيطالية التي انتشرت بسرعة البرق على وسائل التواصل الاجتماعي، والصور والفيديوهات التي نشرها المؤثرون جرّت الكثير للذهاب إلى المطعم وتذوق ثمار البحر كما رأوها في الصور، ولكن الحقيقة هي عكس ذلك؛ لأن المذاق أقل من عادي والأسماك ليست طازجة، ومن زار هذا المكان فلن يزوره مرة ثانية.

ولمحبي البرغر فقد أغرتهم الصور في مطعم «بلاك تاب كرافت برغرز» في نيويورك بعد الشهرة التي حصل عليها على «إنستغرام»، إلا أن الكثير من الزبائن يجدون أن النكهات عادية، ولا تتناسب مع الشهرة التي حصل عليها على الإنترنت. ولا يتفق الكثير من الذين زاروا «سيريال كيلار كافيه» Celear Killer Café في كامدن تاون بلندن، الذي يقدم حبوب الإفطار بألوان زاهية وتنسيقات مبتكرة تجعلها مثالية للصور، أن الطعم يوازي روعة الصور، مما عرّض المقهى للكثير من الانتقادات، خاصة أنه ليس رخيصاً.

لائحة أسماء المطاعم التي تعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي لتسويق أطباقها التي لا ترتقي للجودة المطلوبة لا تنتهي، والسبب وفي عصرنا هذا هو التسويق البصري والجذب السريع للزبائن، حيث يعتمد هذا النوع من التسويق بشكل كبير على الصور والفيديوهات القصيرة، خاصة على منصات مثل «إنستغرام» و«تيك توك». الأشخاص يتأثرون بالصور الجميلة والجذابة أكثر من أي شيء آخر. لذلك، عندما تكون الأطباق مصممة بشكل جميل ومبهج، يسارع الناس إلى تصويرها ونشرها، مما يوفVر للمطعم تسويقاً مجانياً وانتشاراً واسعاً.V

الكثير من الزبائن في يومنا هذا يسعون إلى أماكن مثالية لتصوير أطباقهم ومشاركتها على وسائل التواصل الاجتماعي. بعض المطاعم تلبي هذا الاحتياج عبر تقديم أطباق مبهجة بصرياً، مما يجعل المطعم وجهة مفضلة رغم أن الطعم قد يكون عادياً.

في السنوات الأخيرة، بدأ الطعام يُعامل بوصفه نوعاً من الفنون البصرية. فهناك اتجاه كبير نحو تقديم الطعام بطريقة إبداعية وفنية، مما يجعل من الصعب أحياناً التوفيق بين الطعم والتصميم. فالبعض يرى أن تصميم الطبق الجميل يستهلك جهداً كبيراً قد يطغى على الاهتمام بالتفاصيل المتعلقة بالطعم.

ولكن، وفي النهاية، لا يصح إلا الصحيح، ويبقى هذا النوع من المطاعم التي تهتم بالشكل والديكور وطريقة تقديم الأطباق لتشد الكاميرا وتتحول إلى صور يتهافت عليها الزبائن حالة خاصة؛ لأنها ستكون مؤقتة وستجذب الزبون مرة واحدة على عكس المطاعم التي تعتمد على جودة المنتج ونوعية الطعام وطعمه. كما أنه لا يجوز وضع المسؤولية كاملة على كاهل المطاعم إنما يتحمل أيضاً الزبون وبعض المؤثرين المسؤولية في تضليل الرأي العام، والتسويق لمطعم لا يستحق الشهرة والانتشار.