الجيش الإسرائيلي قلص مجدداً مساحة الصيد في غزة

اتحاد الصيادين اتهم إسرائيل بممارسة الابتزاز

الجيش الإسرائيلي قلص مجدداً مساحة الصيد في غزة
TT

الجيش الإسرائيلي قلص مجدداً مساحة الصيد في غزة

الجيش الإسرائيلي قلص مجدداً مساحة الصيد في غزة

أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، تقليص مساحة الصيد قبالة سواحل قطاع غزة بالثلث، إلى 10 أميال بحرية، رداً على موجة من هجمات البالونات الحارقة التي تم إطلاقها من القطاع وتسببت باشتعال حرائق في المناطق الحدودية.
وقال منسق أنشطة الحكومة في الأراضي الفلسطينية، كميل أبو ركن، إن القيود المفروضة ستظل سارية حتى إشعار آخر. وأوضح أبو ركن أن القرار اتخذ في أعقاب إطلاق بالونات حارقة من قطاع غزة باتجاه الأراضي الإسرائيلية.
وكان أبو ركن قد أعلن، الأحد، عن توسيع مساحة الصيد إلى 15 ميلاً بحرياً. وذلك بعد 3 أيام من قراره تقليص مساحة الصيد لسبب مشابه. وتسببت بالونات حارقة أطلقت من غزة الأسبوع الماضي بإشعال 11 حريقاً في المناطق الإسرائيلية المحيطة في قطاع غزة.
ويوم الثلاثاء، اندلع حريقان في حرش «بئيري» بسبب البالونات، ولم تتسبب الحرائق بوقوع إصابات قبل أن يسيطر عليها الإطفائيون. وفي يوم السبت الماضي، هبطت باقة من البالونات الحارقة من قطاع غزة وهي تحمل عبوة ناسفة في قاعدة عسكرية جنوب إسرائيل. وهبطت الباقة بمنطقة مفتوحة داخل المعسكر، وتم تفكيك العبوة الناسفة.
ومنذ شهر مارس (آذار) في العام الماضي، تتسبب البالونات الحارقة التي تم إطلاقها من غزة باندلاع حرائق أتت على آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية والمحميات الطبيعية، وتسببت بأضرار بلغت ملايين الشواقل (العملة الإسرائيلية). ويأتي قرار تقليص مساحة الصيد بعد 3 أيام فقط من إعلان إسرائيل عن توسيع مساحة الصيد إلى 15 ميلاً بحرياً «كجزء من السياسة المدنية لمنع التدهور الإنساني في قطاع غزة».
وقامت إسرائيل مؤخراً بتغيير مساحة الصيد عدة مرات بناء على اتفاق وقف إطلاق نار. وشهدت الأسابيع الأخيرة تصاعداً في التوتر في قطاع غزة، في أعقاب تصعيد كبير في العنف استمر ليومين في وقت سابق من هذا الشهر بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، قبل أن يضع الطرفان اتفاقاً شمل التزاماً من قبل «حماس» بوقف الهجمات على طول السياج الحدودي، والحفاظ على منطقة عازلة تبعد 300 متر عن الحدود، ووضع حد لإطلاق البالونات الحارقة على البلدات الإسرائيلية، وللاشتباكات الليلية، ووقف أساطيل السفن التي تحاول اختراق الحدود البحرية.
ومقابل ذلك، وافقت إسرائيل على توسيع مساحة الصيد، وتمكين برامج الأمم المتحدة للنقد مقابل العمل، والسماح للأدوية وغيرها من المساعدات المدنية بدخول القطاع، وتحويل أموال إلى «حماس»، وفتح مفاوضات بشأن المسائل المتعلقة بالكهرباء والمعابر والرعاية الصحية والممرات.
واتهم نقابي فلسطيني إسرائيل، أمس، بممارسة الابتزاز فيما يتعلق بعمل الصيادين الفلسطينيين في بحر قطاع غزة، وذلك عقب تقليصها مجدداً المساحة التي يتاح لهم الإبحار فيها.
وقال مسؤول اتحاد لجان الصيادين في غزة زكريا بكر لوكالة الأنباء الألمانية إنه «من غير المبرر استمرار ربط إسرائيل المتكرر لمساحات وعمل الصيادين بالتطورات الميدانية في القطاع». وأضاف بكر أن إسرائيل «تسجل سابقة في ممارسة الابتزاز الصريح، فيما يتعلق بمجال الصيد في البحر بقطاع غزة، وإبقائه رهناً بكل تطور ميداني تستغله من أجل فرض عقوبات جماعية».
واعتبر بكر أن الإعلان المتكرر عن توسيع مساحة الصيد، ثم تقليصها «لا يعدو أن يكون سوى مجرد تضليل إسرائيلي، إذ إن الواقع يظهر فرضها قيوداً مشددة على عمل الصيادين، بما في ذلك عدم السماح بتطوير معداتهم».



فيروس «HMPV»... ما هو؟ وهل يتحوّل إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

فيروس «HMPV»... ما هو؟ وهل يتحوّل إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.