أنقرة تجدد الالتزام باتفاق سوتشي

TT

أنقرة تجدد الالتزام باتفاق سوتشي

أكدت مصادر تركية أن عملية تعزيز وتحصين نقاط المراقبة التابعة للجيش التركي في إدلب ستتواصل مع استمرار تصعيد النظام لهجومه، وأن تركيا ملتزمة بما تم التوصل إليه من اتفاقات سواء في آستانة أو سوتشي بشأن وقف إطلاق النار ومناطق خفض التصعيد والفصل بين النظام والمعارضة في إدلب.
وامتنعت المصادر عن التعليق لـ«الشرق الأوسط» على تقارير أشارت إلى قيام تركيا بإمداد فصائل من المعارضة السورية لمساعدتها في صد هجوم النظام السوري المدعوم من روسيا على إدلب. في الوقت الذي اقتربت فيه المعارك من الحدود التركية.
وتدعم روسيا الهجوم الجوي والبري لجيش النظام الذي يسعى للسيطرة على إدلب، وهي آخر منطقة كبيرة لا تزال تحت سيطرة المعارضة في شمال غربي البلاد.
وكان قادة بالمعارضة السورية ذكروا لـ«رويترز» السبت الماضي أن أنقرة زادت الإمدادات العسكرية للمسلحين خلال الأيام القليلة الماضية بعد إخفاقها في إقناع روسيا في اجتماعات مجموعة العمل المشتركة التي عقدت في أنقرة مؤخراً بضرورة إنهاء التصعيد لتفادي تدفق كبير محتمل للاجئين على تركيا.
وقال هؤلاء القادة إنه تم تسليم عشرات من المركبات المدرعة ومنصات إطلاق صواريخ «غراد» وصواريخ موجهة مضادة للدبابات وصواريخ «تاو» ساهمت في انتزاع أراضٍ سيطر عليها الجيش السوري واسترداد بلدة كفر نبودة الاستراتيجية، قبل أن يعاود النظام سيطرته عليها من جديد.
في المقابل، قال النقيب ناجي مصطفى، المتحدث باسم الجبهة الوطنية للتحرير المدعومة من تركيا، إن المعارضة لديها منذ فترة ترسانة أسلحة كبيرة من الصواريخ المضادة للدبابات إلى المركبات المدرعة «إضافة إلى الدعم المادي واللوجيستي المقدم من الإخوة الأتراك».
وقالت المصادر التركية إن الهدف الأول لتركيا هو منع نشوء موجة نزوح ضخمة كبيرة من إدلب التي يقطنها نحو 4 ملايين مدني بينهم نازحون من مناطق أخرى تشهد مواجهات بين النظام والمعارضة، لافتة إلى أنها تسعى لإقناع فصائل المعارضة القريبة منها بأن تدع الخلافات بينها في ظل الهجوم الواسع للنظام على إدلب.
وبشأن ما كشف عنه المندوب السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري في مجلس الأمن الدولي عن اجتماع نظمته المخابرات التركية في إدلب مؤخراً حضرته «جبهة النصرة» وتنظيمات أخرى، قالت المصادر إن تركيا لا تزال تعمل مع روسيا على تنفيذ اتفاق سوتشي، وأن هناك لقاءات تعقد في هذا الإطار، وفي إطار لجنة العمل المشتركة التي شكلها البلدان مؤخراً للتعامل مع الوضع في شمال غربي سوريا.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».