مقتل قائد الاقتحامات الحوثية في الضالع وتهاوي دفاعات الجماعة

الميليشيات الانقلابية تنفذ عمليات واسعة على الأحياء السكنية المكتظة في حيس

جندي يمني يشارك في دورية عسكرية بالدريهمي في 29 أبريل الماضي (إ.ب.أ)
جندي يمني يشارك في دورية عسكرية بالدريهمي في 29 أبريل الماضي (إ.ب.أ)
TT

مقتل قائد الاقتحامات الحوثية في الضالع وتهاوي دفاعات الجماعة

جندي يمني يشارك في دورية عسكرية بالدريهمي في 29 أبريل الماضي (إ.ب.أ)
جندي يمني يشارك في دورية عسكرية بالدريهمي في 29 أبريل الماضي (إ.ب.أ)

ذكرت مصادر عسكرية يمنية أن قائد فرقة الاقتحامات الحوثية في جبهات الضالع المدعو عبد الإله علي محمد المقداد قتل مع عدد من عناصر الجماعة أثناء محاولتهم التقدم أمس باتجاه مواقع الجيش اليمني والمقاومة شمال محافظة الضالع.
وجاء مقتل القيادي الحوثي بالتوازي مع استمرار تكبد الجماعة الحوثية خسائر كبيرة خلال المعارك التي يتقدم فيها الجيش اليمني بإسناد من تحالف دعم الشرعية شمال وغرب الضالع. وأوضحت مصادر ميدانية أن المقداد ورفاقه قتلوا أثناء محاولتهم التسلل باتجاه مواقع الجيش في جبل صامح، ويعد المقداد من قبيلة آنس في محافظة ذمار ومن كبار زعمائها المؤيدين للجماعة الحوثية.
وكانت قوات الجيش الوطني، أسرت الأحد الماضي قيادياً كبيراً في ميليشيات الحوثي الانقلابية، شمال الضالع، يدعى عبد الرحمن المسعدي (أبو فياض)، وهو من محافظة ذمار، في عملية استدراج ناجحة، في جبهة تورصة غرب مديرية الأزارق، شمال الضالع، والمجاورة لمديرية ماوية شرق تعز.
في السياق نفسه، شنت طائرات تحالف دعم الشرعية غارات عدة على مواقع الجماعة الحوثية في جبهة شمال الضالع، ما أدى إلى مقتل وجرح العشرات من عناصرها، وتدمير آليات عسكرية ثقيلة بينها منصات إطلاق صواريخ.
وكان الجيش الوطني أعلن أسر نحو 15 انقلابياً وسقوط 12 قتيلاً في صفوف ميليشيات الحوثي الانقلابية وجرح آخرين، في كمين نفذته الاثنين قوات الجيش في منطقة العود، شمالاً.
وذكر الجيش عبر موقعه الرسمي «سبتمبر. نت» أن «قوات الجيش والمقاومة الشعبية استدرجت عناصر من الميليشيات كانت تحاول التسلل، من منطقتي هجار، وشليل باتجاه مواقع صامح، غرب منطقة مريس، شمال الضالع، وقرية القفلة شمال مديرية قعطبة». وأكد أن «قوات الجيش باغتت عناصر الميليشيات بهجوم مفاجئ، أسفر عن مصرع 12 من عناصرها، وأسر 15 آخرين فيما لاذ البقية بالفرار»، وأن «عناصر أخرى من الميليشيات حاولت تعزيز المجموعة المحاصرة، إلا أن قوات الجيش استهدفتها قبل أن تصل إلى منطقة المواجهات».
وذكرت المصادر العسكرية أن مقاتلات تحالف دعم الشرعية، بقيادة السعودية، ساندت قوات الجيش والمقاومة، في مختلف جبهات القتال في الضالع من خلال شن الغارات المركزة والمباشرة على مواقع وتجمعات ميليشيات الحوثي الانقلابية شمال الضالع، في إطار العملية العسكرية التي أطلقتها القوات الأسبوع الماضي، لاستكمال تطهير ما تبقى من مواقع ما زالت خاضعة لسيطرة الانقلابيين شمال وغرب مديرية قعطبة التي تم تحرير مدينتها.
يأتي ذلك في ظل تصعيد حوثي مستمر للعمليات العسكرية وبشكل غير مسبوق في محافظة الحديدة الساحلية، المطلة على البحر الأحمر غرب اليمن، وذلك بعدم الإعلان عن انسحابها المزعوم من موانئ مدينة الحديدة، في الوقت الذي تتواصل العمليات العسكرية في محافظة الضالع وتعز وسط تكبيد الميليشيات الحوثية الخسائر البشرية والمادية.
وبالتزامن مع إحباط الجيش الوطني لعمليات تسلل عناصر من ميليشيات الحوثي الانقلابية، خلال الساعات الماضية إلى مواقع الجيش الوطني في جبهة الزاهر بمحافظة البيضاء بوسط اليمن، التي أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى حوثيين، أعلن الجيش الوطني إحباطه عمليات تسلل مماثلة إلى مواقع القوات المشتركة من الجيش الوطني بالقرى الجنوبية لمدينة الحديدة.
وتواصل الميليشيات تصعيدها من عمليات القصف واستهداف منازل المواطنين في حيس والتحيتا، جنوباً، وعدد من المناطق ومديريات المحافظة، متسببة بذلك بسقوط قتلى وجرحى بأوساط المدنيين. ونقل مركز إعلام «العمالقة» عن مصادر طبية تحدثت أن «المواطن داؤود محمد كعيدل البالغ من العمر 70 عاماً من أبناء مديرية حيس تعرض للإصابة بطلق ناري بسلاح (قناص دوشكا) من عيار 12.7 وأدى إلى إحداث كسور في الحوض مع نزيف حاد، وتلقى الجريح الإسعافات الأولية ومن ثم تم تحويله إلى المخاء لاستكمال العلاج».
وقالت «العمالقة» إن «ميليشيات الحوثي الإرهابية أقدمت على تنفيذ عمليات استهداف واسعة على الأحياء السكنية المكتظة بالسكان في مديرية حيس بالأسلحة المتوسطة والثقيلة وبالأسلحة القناصة، وفتحوا نيران أسلحتهم الرشاشة الثقيلة على منازل المواطنين في المدينة، مساء الاثنين، بشكل مكثف وعشوائي، مما أدى إلى تضرر عدد من المنازل وخلفت حالة من الخوف والذعر في صفوف الأهالي والمدنيين، إضافة إلى استهداف قناصي الميليشيات المواطنين في الأسواق الشعبية والمسافرين في الطرقات».
وفي سياق أمني منفصل، أحبطت الأجهزة الأمنية في محافظة مارب، الاثنين، شحنتين جديدتين من الحشيش المخدر كانت في طريقها إلى العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي الانقلابية.
وقال مصدر أمني، نقل عنه موقع الجيش، إن «قوات الأمن الخاصة في محوري الجوبة وقانية ضبطت في عمليتين منفصلتين شحنتين من الحشيش المخدر وتحفظت عليهما، حيث كانت العصابات تحاول تهريبهما إلى ميليشيا الحوثي في العاصمة صنعاء».
وأضاف: «ضبطت الشحنة الأولى التي تبلغ 43 كيلوغراماً في منطقة آل شعفة بالجوبة، حيث كانت العصابة تحاول تهريبها على متن سيارة نوع حبة 2006، بعد أن تم إخفاؤها بإحكام في الأبواب الخلفية والجانبية للسيارة».
وبين أنه «أثناء عملية الضبط والتفتيش حاول سائق السيارة الفرار، إلا أن أفراد قوات الأمن الخاصة أطلقوا النار على كفرات السيارة وإعاقة حركتها لكنه تمكن من الإفلات بعدها وتمت مطاردته والبحث عنه من قبل الأفراد في قرية آل شعفه التي اختفى فيها».
وتابع المصدر: «فيما الشحنة الثانية تم ضبطها في إحدى النقاط التابعة لها في محور قانية، حيث كانت العصابة تحاول تهريبها على متن سيارة برادو، وهي الأخرى كانت في طريقها إلى العاصمة صنعاء».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».