جعجع: موقف لبنان في قمتي مكة سيُتخذ بناء على مصلحته

TT

جعجع: موقف لبنان في قمتي مكة سيُتخذ بناء على مصلحته

أثنى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع على اشتراك لبنان في أعمال القمتين العربية والإسلامية، اللتين ستعقدان في مكة المكرمة، بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في 30 و31 من شهر مايو (أيار) الحالي، مشيراً إلى أن «الموقف اللبناني الذي يجب اتخاذه في هذين المؤتمرين، سيُتخذ بناء على مصلحة لبنان وأين تكمن».
وقال جعجع، في جلسة مع أعضاء نقابة محرري الصحافة اللبنانية، إن المواجهة الأميركية – الإيرانية «جدية، وليست مجرد عرض عضلات». وتابع: «لقد بدأت المواجهة منذ سنة بطرح الشروط الأميركية الـ12. وهي جدية ومستمرة. أما أن تصل إلى حدود المواجهة العسكرية فهذا يعتمد على موقف الإيرانيين الذي يتصرفون عادة بعناية». ولفت إلى أن «الحصار النفطي على إيران مؤلم ومؤذٍ جداً، ونتيجة هذا الضغط سيحدد مسار الأمور خلال الأشهر المقبلة». وقال إن الحل إما باستئناف المفاوضات على أساس البنود الـ12 التي حددها الأميركيون، وإما ستذهب المواجهة نحو الأسوأ. وحول إمكانية امتداد المواجهة إلى لبنان، قال إنه «إذا لم يمتد لبنان إلى هذه المواجهة، فهي لن تمتد إليه». وأضاف: «هنا أقول إنها جريمة بحق لبنان أن نزجه في أتون النار».
واستبعد جعجع أي لقاء بين «القوات» و«حزب الله»؛ وقال: «صراحة لا لقاء مع (حزب الله) إلا فيما يتعلق بمؤسسات الدولة. ولكي نصل إلى لقاء مع (حزب الله)، لا بد من أرضية مشتركة. والحقيقة أننا نحن في وطن، و(حزب الله) في وطن آخر». أما بشأن التقاطعات الداخلية، فقال: «(حزب الله) ليس مستعداً للتفريط بحلفائه من أجل محاربة الفساد. عندما يصطدم هذا الموضوع بالحلفاء، نرى (حزب الله) يتوقف عن محاربة الفساد... وفهمكم كفاية».
وكان النقيب جوزف القصيفي طلب من القيادات السياسية، التي رفعت دعاوى بحق الصحافيين، سحب هذه الدعاوى، وذلك «لخلق جو جديد بين السياسة والصحافة»، لكن جعجع ردّ قائلاً: «إننا نتعاطى بمسؤولية مع كل جسم نقابي. أما موضوع الدعاوى فنحن لا نجاري النقيب في هذا الطلب، إذ لا يمكن احترام أحد أكثر مما يحترم هو نفسه. فنحن لم نرفع دعوى ضد أحد من أجل رأيه، لأن ذلك حق طبيعي له، بل رفعنا دعاوى في وجه صحافيين كتبوا وقائع غير صحيحة أساءت لنا. وأقترح عليكم كنقابة أن تكونوا أول من يراقب ويحاسب هذه الأقلام الخارجة عن آداب المهنة».
وأضاف جعجع: «صحافة الشتائم والبذاءة غير مقبولة. ومن هذا المنطلق لن نتراجع عن دعاوى أقمناها على صحافيين انطلاقاً من هذا المبدأ».



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.